نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”
هى مجرد وجهات نظر ورؤى ليس من الضرورى أن تتطابق أو تتشابه كلها، أو يتحول الخلاف بشأنها إلى معارك إعلامية جديدة حافلة بالسخرية والشتائم والاتهامات.. وأنا أحترم الذين أسعدهم التحالف الجديد بين أحمد أبوهشيمة ووكالة بريزنتيشن، المالكة لحقوق رعاية الكرة المصرية واتحادها ومعظم أنديتها.. وأحترم أيضاً الذين أزعجهم وأغضبهم أو أقلقهم وأخافهم هذا التحالف أو استحواذ «أبوهشيمة» على الوكالة الكبيرة.. فمن المؤكد أن حسابات كثيرة ستتبدّل، وسنشهد قريباً جداً الكثير من الصفقات والانقلابات يربح بها أو يخسر بعدها كثيرون هنا وهناك..
لكننى أتوقف أمام رؤية أخرى لا علاقة لها بكل ذلك.. فحين علمت مثل غيرى باستحواذ أحمد أبوهشيمة على نسبة الواحد والخمسين بالمائة من وكالة بريزنتيشن ليصبح «أبوهشيمة» هو الراعى الجديد للكرة المصرية واتحادها وأنديتها وليس محمد كامل.. بدأت أرى الأمر كله مجرد استمرار للرؤية المصرية القديمة بأنه لا ينبغى أن يكون هناك دائماً وفى أى مجال إلا رأى واحد.. ووجه واحد.. وقوة واحدة.. فعلى الرغم من زحام بلادنا إلا أننا لا نطيق الزحام فى حياتنا وأفكارنا وأحلامنا وإعلامنا وسياساتنا ومشروعاتنا.. إنما هو دائماً نجم أول وأوحد لابد أن يموت أو يتوارى فى الظل ليأتى موعد النجم الأوحد الجديد.. وفى مجال الرعاية الكروية على سبيل المثال كانت هناك وكالة الأهرام للإعلان.. وحين اضطرت الوكالة الكبيرة للانسحاب من الصورة والمنافسة.. كان عمرو عفيفى هو نجم المرحلة.. وحين اختفى عمرو عفيفى جاء زمان بريزنتيشن..
وبالتالى أصبح من الضرورى الآن أن تختفى بريزنتيشن ليبدأ عصر جديد ليس فيه إلا أحمد أبوهشيمة.. كأنه ليس مقبولًا أو مسموحًا بأن تبقى بريزنتيشن وأن يبدأ أيضاً أحمد أبوهشيمة، بل ويكون هناك آخرون كثيرون أيضاً.. كأنه ليس ممكناً أن تبقى بريزنتيشن راعية لاتحاد الكرة ومعظم أنديتنا.. ويبدأ أبوهشيمة بشركته الجديدة.. إعلام المصريين.. فى منافسة بريزنتيشن فى رعاية الكرة أو اتحادها أو أنديتها.. وتصبح المنافسة هى ضماننا كلنا لخدمة أفضل وإبداع أكثر ونجاح حقيقى، لا يعرفه أو يقبله منطق الاحتكار والاستحواذ والانفراد بكل شىء.. وأن تشجع المنافسة بين الشركتين آخرين على النزول للبحر بأفكار ورؤى جديدة ويبدأ سباق جديد وساخن ودائم بين الجميع، فيبقى الإعلام الرياضى بشكله الحالى وقواعده وحساباته وبرامجه واستوديوهاته.. ويكون هناك فى المقابل إعلام مواز يبدأ ويستمر برؤى مختلفة وأيضا استوديوهات وفكر وبرامج مختلفة.. فليس من الضرورى أن يموت أحد ليعيش الآخر.. وليس لازماً أن يختفى وجه قديم ليظهر وجه جديد..
فالحياة أكبر وأوسع مما تتخيلها أو تراها عقولنا الضيقة.. وإذا كان البعض سيرى أن الاندماج يزيد القوة والقدرة.. فأنا أقبل ذلك نظرياً، لكننا لم نشهده يتحقق على أرضنا فى أى مرة.. وعلى الرغم من كل الاندماجات والتحالفات السابقة والحالية إلا أنه لا جديد يحدث ولا مكاسب إضافية تتحقق، إنما هو مجرد تغيير فى اسم المالك وصاحب القرار.