لم أُفاجَأ عندما قرأت على هذا الموقع “إعلام.أورج“، قصة نهاية مشوار الإعلامي “معتز الدمرداش”، في قناة “الحياة”، وهذه الحركة “النُص كُمْ” التي قامت بها معه المحطة دون سابق إنذار، الجميع في المجال يعرف أن اللعبة لها أبعاد كثيرة تحكمها، وأن سوق “القنوات الفضائية” يعاني من كساد وضعف تمويل، باستثناء بعض القنوات التي تمضي في طريقها للتقدم متغاضية تلك العوائق.
“الدمرداش” الذي كان يظهر على الشاشة بطلّته التي تحظى بقبول عدد كبير من المشاهدين، وعبارته الشهيرة “خليكوا معانا إوعوا تروحوا في أي حتة”، لم يكن يبني “مصر الجديدة” وحده، ففريق عمله -الذي اكتفى بصورة تذكارية معه في نهاية المسار- يضم مراسلين ومعدين محترفين ومؤثرين، منهم على سبيل المثال داليا أبوعميرة وسارة حسين ولميس سلامة ومحمد حكيم وكريم الشيخ، وغيرهم ممن صنعوا نجاحهم في هذا البرنامج، وصنعوا نجاحه، والسؤال الذي يطرح نفسه عقب تلك الأزمة، أين ذهبوا بعد انتهاء البرنامج؟.
حسنا.. تقرير آخر هنا في الموقع يتحدث عن انضمام عدد منهم إلى برنامج “الحياة اليوم”، لكن ماذا عن الباقين؟، وكيف سيبدأ كل منهم مشوارا جديدا في حياته المهنية؟، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه في كواليس عمل البرامج والفضائيات والمواقع الإخبارية والصحف الورقية أيضا.. من يتحكم في صناعة الإعلام ومستقبل العاملين بالمجال؟.. بالطبع هم مجموعة رجال الأعمال الذين يمتلكون تلك القنوات والصحف، ويشغلهم في المقام الأول تحقيق أهدافهم دون النظر لماكينة العمل، وتروسها.
ما حدث ببرنامج “مصر الجديدة”، هو مثال بسيط لعشرات النماذج المتكررة بالقنوات والصحف والمواقع، وإذا كانت نقابة الصحفيين لا تضمن أبسط حقوق أبناءها، خاصة الذين لم يلتحقوا بعضويتها بعد، فكيف سيحصل العاملون بمجال الإعلام على حقوقهم، في ظل هذه الظروف غير المطمئنة في الإعلام المصري؟، ناهيك عن الإعلاميين الكبار فهؤلاء لن تضل العروض طريقهم من عدة قنوات، لكن الحديث عن شباب الصحفيين والإعلاميين، هؤلاء من تتخلى عنهم المؤسسات دون أدنى شعور بالمسئولية، بمنتهى السهولة، وهو ما حدث في عدد كبير من الصحف والقنوات في الفترة الأخيرة، لتزداد سلالم نقابة الصحفيين وقفة احتجاجية، وتضاف إلى رولات المحاكم رقم دعوى جديدة تنتهي غالبا بالرفض.
أعتقد أنه من الواجب على ملاك المؤسسات الإعلامية والصحفية أن يولوا شباب الإعلاميين والصحفيين اهتماما أكبر، لن يقتطع أي منهم جزءا من رزق هذا أو ذاك، ولن يأخذوا أماكنهم التي عفى عليها الزمن إلا أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، إلا أنهم على كل حال يستحقون العيش في استقرار، ويستحقون أيضا تقديرا أكثر من هؤلاء الذين يتقاضون أضعاف رواتبهم، رغم أنه دون مجهوداتهم لن يكون هناك تميزا أو برامج ناجحة.
إقرأ ايضا
طارق عباس: ريهام سعيد.. فيها حاجة حلوة
طارق عباس: حكاية مبارك وصدى البلد!
طارق عباس : إعلامي.. أم “مليونير سبوبة”؟!
طارق عباس: رسائل السيسي “المشفّرة”
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا