أندرو محسن يكتب: مَشاهد (1)

أكثر من 30 مسلسل في متوسط 30 دقيقة للحلقة -بدون التترات- أي أن الحسبة هي 30x30x30، هذا يعني 27 ألف دقيقة مشاهدة أو 450 ساعة.

من كل هذه الدقائق، قليلة هي التي تستحق أن تبقى في الذاكرة لعظمتها وكثيرة هي التي تستحق الوقوف عندها لسوءها، من بين الأجمل والأسوأ نختار هذه الـمَشاهد.

مشاهد الحلقات الأولى:

عامل الجذب الأهم في كل مسلسل، هو حلقته الأولى، وللدقة مشاهده الأولى، بعدها يحدد المشاهد انطباعه السريع جداً عن المسلسل، سينضم لقائمة المشاهدة أم يمسك الريموت ببساطة للبحث عن مشاهد أخرى، ومما شاهدنا في الحلقات الأولى:

1- مأمون وشركاه: ما هي أسهل طريقة للتدليل على البخل؟ أن تستعرض ملامح بيت البطل البخيل وكل مظاهره قديمة وغير مجددة وبالية، حسن هيا بنا.

طوال دقيقتين ونصف تدور الكاميرا ببطء ممل، حول الأثاث في فيلا مأمون (عادل إمام) لتستعرضه وملامح الفقر ضاربة فيه.

ثم كيف يمكن أن تبين ثراء شخصية أخرى؟ بالتأكيد تستعرض الفيلا الخاصة به وبها حمام السباحة الفخم والأثاث الحديث فيما يشبه إعلاناً لكومباوند.

هل هناك أسهل من هذا؟ لا ولهذا لجأ له المخرج رامي إمام وكاتب السيناريو يوسف.

2- أفراح القبة: تتحرك الكاميرا في ممرات ضيقة، تدخل إحدى الغرف وتخرج لتصاحب شخصاً يحمل قطعة أثاث، أين نحن؟ تترك الكاميرا هذا الشخص وتمر بسرعة على لافتة “خشبة المسرح” إذن نحن في المسرح وهذه هي الكواليس.

يتفنن المخرج محمد ياسين في تعريفنا بالمكان والزمان باستخدام الكاميرا فقط، دون حوار تقريباً، حركات سريعة جذابة مع ديكورات رائعة وإيقاع سريع وتعريف بالقطاعات الرئيسية في المكان، هذا هو الاختلاف.

3- هي ودافنشي: مشهدان هنا يمكن الوقوف عندهما. المشهد الأول هو نموذج في كيفية ملء وقت الحلقة بأي شيء، 5 دقائق كاملة وليلى علوي ترقص دون أي أحداث أو حوار، إن كان هذا المط في الحلقة الأولى فماذا سيفعلون بنا في الحلقات القادمة؟

المشهد الثاني هو مشهد المرافعة الثانية لليلي علوي، يقولون أن الممثلين يدرسون الشخصيات قبل تقديمها، ولكن يبدو أن المسؤولين عن المسلسل غاب عنهم التفرقة بين شكل المحامية وشكل عارضة الأزياء، كل هذا المكياج المحكم والشعر الرائع ليسا بالتأكيد مناسبين ليوم عمل شاق في المحكمة.

ومرة أخرى يخلط صناع العمل بين المرافعة في المحكمة والمرافعة في المسرح، فبمجرد أن تنتهي ليلى علوي من مرافعتها تضج القاعة بالتصفيق!

4- الميزان: لم تكن مرافعة غادة عادل أفضل حالاً من مرافعة صديقتها، هنا لعب المونتاج كثير القطعات دوراً في إضافة شكل غريب ومزعج، بالإضافة إلى أداء طفولي من غادة أشبه بما قدمته في الباشا تلميذ ولا يليق بشكل محامية محترفة.

5- الخروج: من أفضل الإيقاعات للحلقات الأولى، التي عرضت حتى الآن، لا أتحدث عن مدى جودة المسلسل هنا، ولكن عن الإيقاع والجاذبية، 3 خطوط متوازية يسير فيها المسلسل بين جريمة قتل وقضية تحقق فيها محامية ومشكلة تقع فيها فتاة ليل مع القواد، إيقاع متوازن للـ 3 خطوط دون أن يطغى أحدها على الآخر، بداية موفقة من الكاتب محمد الصفتي.

خارج الكادر:

1- الممثل العبقري سيد رجب يظهر اسمه الآن كأول اسم في البطولة في مسلسل فوق مستوى الشبهات، مكانة تليق به.

2- مشاهد الفنان ياسر علي ماهر في هي ودافنشي كانت أفضل ما في الحلقة.

3- ياسمين رئيس صاحبة أغرب ظهور على الإطلاق، ياسمين -حرفياً- طالعة بدور “واحدة ميتة” في مسلسل الميزان.

4- سقطة غريبة عدم ترجمة المشاهد الإنجليزية في مسلسل فوق مستوى الشبهات.

بنر الابلكيشن