فاتن الوكيل
يظل إطلاق قناة متخصصة في عرض الأفلام القديمة، أمرًا مفرحًا لهواة مشاهدة التراث التليفزيوني، والراغبين في الابتعاد عن الأجواء السياسيه المتلاحقة، هذه الفرحة ربما تكون تضاعفت مع إعلان صفاء حجازي، رئيسة اتحاد الإذاعه والتليفزيون، عن افتتاح قناه تعرض كنوز ماسبيرو، وتحمل اسم “ماسبيرو زمان”، وذلك قبل ايام قليله من بدايه شهر رمضان الكريم.
في البدايه لا يمكن تخيل أن القناة ستكون منافسًا قويًا في رمضان، لباقي القنوات الفضائية، بمسلسلاتها التي تُعرض لأول مرة، فحتى وإن كانت “ماسبيرو زمان” ممتعة وتعرض موادًا نادرة، فالمشاهد ينظر لها على انها “قديمة”، ويمكن إعادتها في فترات أخرى، عكس الأعمال الدرامية التي تُعرض لأول مرة خلال شهر رمضان.
لكن بمشاهدة القناة يمكن أن يكون للمشاهد بعض الملاحظات، والأمنيات أيضًا، حيث تحتاج “ماسبيرو زمان”، إلى خطة واضحة، وألا تكتفي بالاندفاع في عرض ما لديها من برامج وحلقات نادرة لجذب المشاهد، حيث يجب أن يكون هناك موعد محدد لسهرة خاصة بأم كلثوم، وأن تعرض تسجيلات نادرة، تختلف عما يُعرض في باقي القنوات، بالإضافة إلى اختيار توقيتات مناسبة للسهرات الدرامية والأفلام القديمة، وهو ما سيجعل المشاهد على علم بالوقت الذي سيحول بإرادته إلى القناة في توقيت معين، ليتابع الفقرة التي ينتظرها يوميا.
العلامة المائية التي تضعها القناة على الشاشة، بخلاف أنها تذكرنا بـ”ملازم الثانوية العامة”، إلا أنها بالفعل أمر مزعج وغير مبرر، خاصة وأن بعض الأعمال، لا تُحسب انفرادًا للقناة، فمثلا لماذا يتم وضع لوجو القناة خلال عرض فيلم “خطف مراتي”، بطولة أنور وجدي وصباح؟، بالرغم من عرضه على عشرات القنوات سابقًا.
يجب أيضًا ألا تُعيد “ماسبيرو زمان”، عرض البرنامج أكثر من مرتين، حث تقوم القناة بإعادة حلقات برنامج “أوتوجراف”، لمقدمه طارق حبيب، يوميًا بنفس الضيف، بالإضافة إلى تكرار عرض بعض الحفلات الغنائية، وهو أمر يجعل المشاهد يشعر بالملل.
أما “شريط أخبار زمان”، الذي وضعته القناة أسفل الشاشة، على غرار شريط الأخبار، ففكرتة طريفة وتقدم بعض مواقف وتصريحات النجوم قديمًا، لكن يجب أن تكون موضحة بشكل أكبر، عن طريق وضع تواريخ بالأحداث.
في النهاية، التفكير في تخصيص قناة تعرض برامج ماسبيرو القديمة، فكرة جيدة حتى وإن اتهمها البعض بالتكاسل عن إنتاج أعمال جديدة، وإذا افترضنا أن القائمين على ماسبيرو، يفكرون بجدية في إعداد خطة لمستقبله، وأن هذه القناة مجرد افتتاحية لما هو قادم، بالإضافة إلى أنها لن تكلفهم أموالًا كثيرة، لكن يبقى نجاح أي تجربة في قدرتها على الاستمرارية، وهو ما يجب أن تفكر فيه إدارة ماسبيرو، حيث يمكن ألا يكتفوا بعرض البرامج والأفلام القديمة وفقط، فما المانع من عرض فيلمًا للراحل نور الشريف، ثم يتم عمل ندوة تحل فيها أسرته، والنجوم الذين مازالوا على قيد الحياة، وهو ما يعد تكريمًا له، بالإضافة إلى محاولة لربط القديم بالجديد.