مصباح علاء الدين وصوت عمو فؤاد وهو يطلب من شخص ما لا يعرفه أن ينظف المصباح فيظهر له مارد ويخرج من الحائط وسط ردود أفعال مضحكة، أو أن يطلب من آخر أن يحمل عنه حقيبته ويتركها ويركض، وباروكة زكية زكريا، وضحكة بدرية طلبة مع حسين الإمام فى “ما تيجى أقولك”، هى برامج الكاميرا الخفية التى عرفها الجمهور منذ سنوات وبدأت مع الفنان فؤاد المهندس ووصلت لنضجها الفنى مع الفنان إبراهيم نصر، واعتدنا كل رمضان أن نلتف حول الشاشة لنحظى بضحكات صافية من القلب نحتاجها اليوم أكثر من قبل لنخفف عن أرواحنا ثقل العنف الذى انْتشَر مؤخرا فى المجتمع وننفض عن قلوبنا تراب الحزن الذى خيم عليها.
واختلف شكل البرامج مع الزمن بعد أن كانت تعتمد على قيام فريق العمل بتنفيذ المقلب في الجمهور العادي ، أصبح نجم يقدم برنامج مدفوع الأجر لضيوفه من الفنانين، وفى رمضان 2016 ظهر على مائدة البرامج الرمضانية عدد من البرامج هم دليلك لتصنع مجتمعاً إرهابياً، لم يعد السجن ومواقع التواصل الإجتماعى والتعرف على متطرفين هى الأسباب التى تقود الافراد للتطرف والإرهاب بل باتت البرامج أكثرهم خطرا.
“قد إيه شىء ممتع إنك تشوف واحد بيولع قصاد عينيك”، ” أنا قلبى مات وضميرى انتحر” ، هذه جمل الفنان رامز جلال فى برنامجه “رامز بيلعب بالنار”، كيف استطاع أن يروج لمثل هذه الكلمات التى تدعو للعنف والحرق؟!!، وتغرس فى الأطفال موت الضمير وإنعدام الرحمة وتعدهم ليصبحوا ساديين يستمتعون بتعذيب الآخرين فى المستقبل القريب، بدلاً من أن نخلق منهم جيلاً واعياً يحارب سفك الدماء كارهاً للقتل.
ولتصبح “مينى داعش” عليك مشاهدة برنامج المذيع خالد عليش، حيث يرتدى عدد من الأشخاص ملابس تنظيم داعش الإرهابي، ويقومون باستضافة شخصيات فنية وعدد من المشاهير، ليجد الضحية نفسه امام خيارين لا ثالث لهما إما قبول الانضمام أو يصبح مصيره القتل، ما المضحك فى مشاهدتنا لشخص مخطوف من قبل أكثر تنظيم دموى وهو يصرخ ويبكى ويرتجف خوفاً، ما الهدف من أن نصنع من أطفالنا “مينى داعش”؟، يقومون بتقليده بعد مشاهدته البرنامج وهو لا يعى أنه يصنع من نفسه إرهابيا صغيرا.
ويقدم لك أحمد محسن أيوب و هبة عبد الجواد وعمرو صلاح قواعد تأسيس “منظمة دولية إرهابية” فى برنامجهم ” مافيا”، حيث تطلب منظمة دولية أفراد للعمل بها فى كافة التخصصات التي تتنوع بين الصحافة والحرف اليدوية البسيطة، وبمجرد أن يأتي المتقدم للوظيفة يحاول فريق العمل إقناعه بقبول التنازل عن عضو من أعضاءه ويتعرض أحد مقدمى البرنامج الثلاثة للإغماء فتعتقد الضحية أنه تم تخديره لسرقة عضو من أعضاءه”.
وقبل أن تفكر فى الترويج لسياحة بلدك ودعمها ، تذكر ما تعرضت له ضحايا الفنان هانى رمزى فى برنامجه “هانى فى الإدغال” عندما قبلوا عرض إعلان للسياحة في جنوب أفريقيا وهاجمتهم الأسود والثعابين، وما شعروا به من خوف ورعب عندما وجدوا أنفسهم أمام عدد من الحيوانات المفترسة بأحد الغابات البرية لمجرد رغبتهم فى خدمة الوطن، هل هذا ما نربى عليه أطفالنا؟، الخوف من الخير والعزوف عن خدمة الوطن خوفا من العواقب السيئة.
لكى تصنع متطرفاً ليس عليك حبسه فى غرفته وحيداً يقرأ العدد الأخير من المجلة الدعائية لتنظيم داعش، ولكن أجعله يشاهد برامج المقالب الرمضانية ستجده يتحول إلى إرهابى صغير، علينا أن ندرك خطورة ما نقدمه من مواد إعلامية تبث أفكارومعتقدات مثيرة ومتطرفة لا تختلف كثيرا عن المواد الدعائية التى تقدمها داعش فى المجلات الرقمية، ومقاطع الفيديو العنيفة التى تبثها، أو من خلال بعض الأغبياء والمجندين الذين يرددون أفكار التنظيم ومعتقداته عبر مواقع التواصل الاجتماعى لاستهداف شريحة واسعة من الناس.
فتسليط الضوء على تنظيم داعش فى برامج مقالب تعرض على شاشات التليفزيون ستصل بلا شك إلى مختلف الأعمار السنية بما فيهم الاطفال، الذين يتمتعون بفضول شديد سيلفت أنظارهم إلى تلك التنظيمات وسيبدأون فى البحث عن تاريخها ونشاطها، وقد يعجبوا بالقوة التى يظهرها التنظيم فى تعبيرات وجوه افراده ومن خلال الأسلحة التى يحملونها، فإن صنعتم مجتمعاً إرهابياً دون قصد بمزحة كانت تستهدف تحقيق مشاهدة عالية .. اعلموا أنكم بمزحة قد تشعلوا ناراً تحرق وطناً بأكمله.
نرشح لك
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا