رائد عزاز
اللاعبون المصريون معروفون بالتزامهم الديني الذي يدفعهم لأداء الصلوات جماعة داخل المعسكرات، وقبل بدء التدريبات فضلا عن إصرارهم الشديد علي الصيام في أثناء المباريات الأفريقية، التي تقام خلال شهر رمضان، خارج الديار تحت درجات حرارة عالية، رغم أنهم يملكون رخصة الإفطار بداعي السفر…
هذا المشهد المهيب أثار دوما دهشة مدربينا الأجانب، وحثهم علي محاولة التقرب أكثر من عقائدنا و تقاليدنا بهدف التعمق في تفاصيلها و التعرف علي أسرارها.
هيكتور كوبر حضر خطبة الجمعة مع عناصر منتخبنا الوطني قبل لقاء تنزانيا الأخير، و أشاد في تصريحات علنية بالشعوب الإسلامية واصفًا إياها بالأفضل علي الأطلاق، وأشار أيضا إلي أنه تعامل خلال مسيرته التدريبية الطويلة مع لاعبين مسلمين من مختلف البلدان كانوا جميعا مثالا للانضباط والسلوك الحميد.
محمود فايز مترجم ومساعد كوبر، صرح بأن الرجل أمتنع طيلة رمضان الماضي عن تناول أي أطعمة خلال فترة النهار، احتراما لمشاعر زملائه، وأكتفي فقط بشرب المياه اللازمة لتعاطي الأدوية الطبية التي يحتاجها دائما نظرا لإصابته ببعض الأمراض، لكنه ينوي عن جد خوض تجربة الصيام الكامل هذا العام، من أجل التعايش مع الأجواء والتلاحم أكثر مع فئات المجتمع المصري بكل طبقاته وتوجهاته.
رواد صفحات التواصل الاجتماعي، وعدد من الصحف الرياضية، أبرزوا تلك اللقطات بترحاب مبالغ فيه، و بدأوا في طرح التساؤلات والتكهنات حول حقيقة قرب كوبر من اعتناق الدين الإسلامي خصوصا بعد أن وقفت عدالة السماء بجانبه في المباراة السابقة، حين أضاع علي سامانتا ضربة الجزاء بشكل غريب، وانحرفت كرة علي جبر بعيدًا عن مرمي الحضري بسنتيمترات قليلة!! .
لن أدعي العلم بالغيب حتي أجزم بصحة الأمر لكنني أعتقد – و الله أعلم- أن المسألة لا تتعدي مجرد فضول من المدرب الارجنتيني المحترف، أو مجرد محاولة منه لكسب حب و تعاطف الشعب المصري (المتدين بطبعه)، الدليل علي ما أقول أنه لم يبدأ حتي الأن في تعلم قواعد اللغة العربية التي ستمكنه من فهم و قراءة القران الكريم بطريقة صحيحة، كذلك تعليقه الأخير الذي أعرب فيه بوضوح عن عدم رغبته في تغيير هويته الدينية خلال المرحلة الحالية.
الحقيقة التي يعلمها الجميع هي أن حكومتنا دفعت الاف الدولارات لهيكتور كوبر مقابل عمله علي إعادة أمجاد فريقنا القومي، والوصول به لنهائيات كأس العالم القادمة ليس إلا، أما إذا تحقق مكسب أضافي بنطقه الشهادتين، وانضمامه إلي أمتنا الموحدة فأهلا وسهلا به لكن إذا لم يحدث ذلك فلا لوم عليه أو علينا، مصداقا لقوله تعالي : (إنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء).
هناك قصص وحكايات متنوعة عن دخول كثير من نجوم الرياضة العالمية للدين الإسلامي، بعضهم عن اقتناع تام مثل أيقونة كرة السلة الأمريكية كريم عبد الجبار، والبطل الأسطوري الراحل محمد علي كلاي، أما البعض الأخر فدخله لظروف قاسية تعرض لها ثم ما لبث أن أرتد عنه مثل الملاكم مايك تايسون الذي تأسلم خلال فترة سجنه وسمي نفسه “مالك”، لكنه تراجع عن موقفه عقب أطلاق سراحه و عاد لمجونه و جنونه.
أشهر المدربين الأجانب الذين عملوا في بلادنا ومارسوا بعضا من شعائرنا العقائدية هم:
( مانويل جوزيه) : من المعروف أنه لا يؤمن بدين معين لكنه لم يتدخل أبدا في تأدية لاعبي الأهلي لفروضهم، بل أنه عمد علي مشاركتهم عددا من الطقوس الإسلامية مثل التبرع بالأموال للمؤسسات الخيرية ونحر الاضاحي في الأعياد لتوزيع لحومها علي المحتاجين.
(بوب برادلي ) : مدرب منتخبنا الأسبق الذي يدين بالمسيحية حرص علي دعم مشروع مستشفى 57357 ماديا و معنويا طوال فترة تواجده بالقاهرة، و تمسك بعادة ذبح العجول قبل المواجهات الهامة التي كان أخرها موقعة كوماسي الدرامية أمام الفريق الغاني.
نرشح لك
رائد عزاز يكتب: التعصب الرياضي
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا