يهل علينا رمضان هذا العام، بكم كبير من المسلسلات المتواضعة، وبرامج “المقالب الساخرة” التي أصبحت جزءًا أساسيًا من الموسم الرمضاني في كل عام، إلى جانب “إعلانات” تحتوي على ألفاظ خادشة للحياء، وتتنافى مع قدسية الشهر الكريم، يخرج من وسط الشاشات التي كادت تفقد بريقها “الصدمة”.
كدت أفقد الأمل في أن أرى إعلام “يحترم المشاهد”، أو مقالب ترفيهية وتوعوية في آن واحد، في موسم رمضان 2016، حتى رأيت “الصدمة” الذي تذيعه MBC، والذي حوّل مفهوم “الكاميرا الخفية” من “الهزار التقيل” إلى “إبراز السلبيات ومحاولة تصحيحها”، ولم يكتف فريق البرنامج بتقديمه لـ”لههجة واحدة”، حيث اختار تمثيله بلهجات عدة تناسب البلاد العربية التي يعرض بها.
“الصدمة” كان اختيارا موفقا لاسم البرنامج الذي يقدمه فريق عمل كبير من مصر والسعودية والإمارات ولبنان والعراق، لمناقشة قضايا اجتماعية وإنسانية، من خلال تمثيل مشهد “يستفز المشاعر” في مكان عام، مثل عقوق الوالدين، أو ضرب الخادمات، وعلى الجانب الآخر، ترصد الكاميرات ردود أفعال الحضور، ويبدأ الخبراء النفسيون تحليلها.
بـ”حيلة” صغيرة، نجح “الصدمة” في إبراز جانب آخر للمواطن العربي، الذي تراجع قليلا تحت وطأة الصراعات والحروب، والظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها المنطقة، وما تبعها من أزمات سياسية، حيث نجح البرنامج في لفت الأنظار إلى المواقف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها كثيرون دون شكوى، وكشف أن “العربي” مهما واجه من ضغوط وأزمات، يظل جانبه المضيئ المتمثل في النخوة والشهامة حاضرا حين يستدعي الموقف.
بعد عرض الحلقة الخامسة من “الصدمة”، أتوقع نجاحا باهرا للبرنامج المختلف، وأتوقع أيضا أن يردد البعض مقولات مثل “البرنامج مفبرك”، لكن لا يفوتني أيضا أن أهنئ فريق “الصدمة” بالصدمة التي نجح في توصيلها للمشاهدين من خلال الفكرة الجيدة والتنفيذ المميز.
نرشح لك
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار من النجم الأفضل في إعلان فودافون رمضان ٢٠١٦؟ اضغط هنـــا