(1) مقدمة لا بُدَّ منها
تهربت كثيراً من كتابة هذا المقال، حاولت قدر الإمكان تأجيل إعلان رأيي في طريقة عمل الإعلام الرياضي المصري، الذي أصبحت جزء منه قبل سنوات، فليس من السهل على الإنسان مواجهة نفسه بالحقيقة “المُرُّة”.
بالطبع لا تشمل شهادتي المتعلقة بسوء بيئة العمل وغياب المهنية، كل العاملين في المجال، فهناك الكثير من الصحفيين والإعلاميين المهنيين الذين يتمتعون بالنزاهة ويبذلون أقصى جهد لديهم لتقديم خدمة إعلامية “محترمة”.
(2) الموضوع مش كيميا
في مصر، لا يهم أن تكون صحافياً وإعلامياً في المقام الأول ثم تتخصص في تغطية المجال الرياضي، بل لا يهم أن تكون على دراية بالقواعد الأساسية للصحافة والإعلام أو حتى الرياضة، فقط يكفيك أن تكون صادق النية في حب كرة القدم أو لذيذ وحبوب وتُجيد فن “التعامل” و”الموضوع أصله مش كيميا”.
(3) الفوضى التي يحاولون تنظيمها
عدة أسئلة لم أجد لها إجابة منذ كنت مُشجع لكرة القدم واستمرت تؤرقني حتى بعد سنوات من احترافي العمل الصحفي والإعلامي، أهمها كيف يُمكن تحليل مباراة زمنها 90 دقيقة أو أكثر قليلاً في خمس أو ست ساعات ؟!
وكيف يُمكن من الأساس تحليل مباريات الكرة المصرية وأداء اللاعبين وخطط المدربين وقرارات الإداريين، في ظل غياب الواقعية والتنظيم عن كل ما سبق ؟! ففي أغلب المباريات تكون قرارات المدربين واللاعبين ارتجالية فوضوية لا يُمكن الحُكم عليها من منظور علمي.. للحق هي فوضى يحاول البعض تنظيمها.
(4) كابتن ماجد
أذكر من طفولتي أنني بدأت متابعة مسلسل “كابتن ماجد” مع بداية إحدى هجمات فريق المجد الذي يقوده كابتن ماجد، ومرت السنوات وتقدمت في العمر ولم تنتهِ الهجمة.
يبدو أن مُعظم صُناع الإعلام الرياضي المصري قد شاهدوا هذه الهجمة وتأثروا بها بل وأخذوا الأمر على محمل الجد، فأصبح التطويل وكثرة التفاصيل التي تضيع المعنى العام وغياب النهايات الحاسمة هى السمات الحاكمة لعملهم والميثاق الضمني بينهم.
(5) الانفرادات للجميع
في الإعلام الرياضي المصري فقط، كل الصحف والمواقع تنفرد بنفس الأخبار في آن واحد، وكل البرامج تبث لقاءات حصرية مع نفس المصادر حول ذات الموضوعات، والضيوف ومتخصصو المداخلات الهاتفية “كاس وداير على الجميع”.
في الإعلام الرياضي المصري فقط، تجد أعضاء مجالس إدارات الاتحادات والأندية المتنافسة هم نجوم تقديم البرامج، متخذين من ساعات البث ساحة للتنافس والحرب وتصفية الحسابات والضغط على الخصوم بل وعقد الشراكات وبناء الجبهات.
في الإعلام الرياضي المصري فقط، تجد مُقدم برامج يُمكنه أن “يتفق تماماً” مع كل الأطراف مختلفة الآراء.
(6) في رثاء الواقعية
الواقعية لم تمر من هنا، فبينما يعكف أي مدرب عاقل في أي بطولة عالمية على تصحيح أخطاء لاعبيه وسد ثغرات خطته وتطوير طريقة لعبه عقب أي خسارة، يكون عدد لا بأس به من نظرائه المصريين ممن لهم في جبال الخسائر وإضاعة البطولات وهدم الفرق علامات، هم نجوم البرامج الرياضية والاستديوهات التحليلية.
وفي حين يتهرب المدرب الأجنبي العاقل من الصحف ووسائل الإعلام والجماهير ويُطلق بعض الكلمات المُتحفظة “مضطراً” خلال المؤتمرات الصحفية، تُفتح ساعات البث أمام نظيره المصري الذي يخلع رداء المدرب ويضع رداء الخبير للتنظير على زملائه وتوجيه النصائح إليهم بلا “1 مليجرام” من حُمرة الخجل، فلو كان يفقه مثقال ذرة في التدريب “كان نفع نفسه”.
إقرأ ايضا
طارق عباس: معتز “إوعوا تروحوا في أي حتة”.. راح هُوّ!
محي الدين أحمد: #باصي_لعفيفي 10 دقائق تكفي
أحمد عوض كبير مخرجي ontv: هذا رأيي في إبراهيم عيسى ويسري فودة وليليان داوود
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا