هذا العنوان ليس له أي علاقة بالفنانة “فاطمة شاكر” المشهورة باسم “شادية” ولكن له علاقة بإعلان الحاجة “زينب” الذي تضمن مصطلح “خراط البنات”، المصطلح الذي ذكرني ببنت اسمها “فاطمة” هبطت علينا بالباراشوت في المدرسة في ختام المرحلة الابتدائية، فقد كانت والدتي (رحمة الله عليها) شديدة الخوف على أولادها (كأي أم مصرية) واختارت لي مدرسة خاصة قريبة جداً من المنزل، وتشجعت والدتي عندما وافقت ناظرة المدرسة على دخولي الصف الأول الابتدائي وعمري 5 سنوات وشهر واحد فقط، بينما المدارس الأخرى كانت تشترط استكمال الطفل لست سنوات وربما أكبر حتى يلتحق بالصف الأول الابتدائي، وقد كانت تلك مسألة مهمة جداً وقتها (باعتبار أن العيال يعني حيتخرجوا صوغيرين ويستفيدوا بالسنة ديه في حياتهم وفي الشغل!!)، ولكن الناظرة اشترطت أن يتم عقد ما يشبه الإنترفيو المصغر معي حتى يتمكنوا من تحديد قدراتي على التواجد في الصف الأول من عدمه؟! ولأنني وفقاً لظروف عمل والدتي كنت من صغري محترف حضانات، أو بمعنى آخر اتمرمطت في الحضانات فقد كنت أحفظ جيداً الأبجدية العربية والإنجليزية وبعض قصار سور القرآن ومبادئ الحساب وانبهر المدرسون من المستوى الذى كنت عليه، وقالوا للناظرة إن هذا الطفل مستواه أفضل كثيراً من الطلبة الذين بدأوا معنا.
وبالفعل التحقت بالمدرسة وصممت على التواجد دائماً في المركز الأول لاسيما أن المدرسة كانت صغيرة حيث كانت تقريباً عبارة عن فيلا قديمة بها مجموعة حجرات وفناء صغير، وكنا أول دفعة فعلية وكان عددنا لا يتجاوز العشرين طالباً وكان يسبقنا دفعة وحيدة عددهم محدود جداً على ما أتذكر ثلاثة طلاب فقط، وفي الصف الثاني الابتدائي انضمت للمدرسة منافسة على المركز الأول اسمها “هبة” وظل التنافس بيننا قائماً على الصدارة حيث يتحيز لي بعض المدرسات بينما أخريات يتحيزن لها، وكنت دائماً لا أحب المذاكرة وأفضل أشياء أخرى مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات أو مباريات الكرة ورغم ذلك كنت محتفظاً بتواجدي على قمة الفصل.
حتى ظهرت الكونتيسة “فاطمة” بشكل استعراضى وغريب لأنها كانت فلسطينية أو أردنية لا أذكر ولها شقيقات كثيرات أربعة أو خمسة ويبدو أنهم كانوا عائدين من الأردن، وسكنهم والدهم في جميع المراحل الدراسية وطبعاً ناظرة المدرسة كانت ضعيفة أمام تلك النوعية من أولياء الأمور لأنهم يساهمون في مصاريف المدرسة عدة مرات وينعشون الخزينة!! ولا أدرى لماذا كانت “فاطمة” بالنسبة لي شخصية مستفزة بل إنني ما زلت أستفز كلما تذكرتها حتى الآن، ربما لأنها كانت تشعر في قرارة نفسها أنها عبقرية ومختلفة عن الجميع وحاولت أيضاً أن تزاحمني ومعي “هبة” على قمة الهرم الدراسي في الفصل، وكانت من نوعية البنات المتكلمة ولكنها ذات كاريزما مكروهة وفي البداية بدأت تستحوذ على اهتمام المدرسات والمدرسين بشكل مبالغ فيه، ولكن أغرب شيء أنها كانت تتمتع بجسم ضخم وفارع الطول بالنسبة لتلك المرحلة السنية ويبدو أن خراط البنات خرطها بدري شويتين!!!! بل إنها بدأت تنبه وعي البنات البريئات حول الفوارق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة وتلك الأمور التي لم تكن في حسبان الغالبية العظمى منا في تلك الفترة لأننا جيل ما فهمش الحاجات ديه غير متأخر أوي.. أوى (وتلك حكاية أخرى)!!!!
المهم مع الوقت اكتشف الجميع أن “فاطمة” ما هي إلا بالون منفوخ هواء وبدأت تظهر حقيقتها مع كل امتحان شهري حتى إنها بدأت تتخلى نسبياً عن طريقة ظهورها الاستعراضية وبدأت تندمج معنا، وقد كنا نجلس في الفصل على شكل مدرجات الجامعة ولأن العدد قليل فقد استقر البنات في صف والأولاد في صف، إلا أنى قررت التمرد على هذا الوضع وقدت أول ثورة تحرر في تاريخ الفصل وقررت أن أجلس مع “هبة”، “فاطمة” وصديق آخر نحن الرباعي فقط في صف ثالث باعتبارنا الأفضل دراسياً في الفصل، وأغلب الظن أن “فاطمة” وقتها فهمت أنه لا مجال للاستعراض وأدركت أنها بشكل أو آخر لابد أن تقترب منا، وفي نهاية المرحلة الابتدائية وكما كان متوقعاً لم تقترب “فاطمة” من المراكز الأولى حيث حصلت على المركز الأول وحصلت “هبة” على المركز الثاني.
أما الدوق “شاكر” فقد كان النموذج الذكوري للكونتيسة “فاطمة” حيث كان له أيضاً العديد من الأشقاء في جميع المراحل لدرجة أنه كان له شقيق في الفصل الثلاثي الذي كان يسبقنا!!!! وكان “شاكر” هو الآخر مستفزاً تماماً ودائماً يتفذلك ولكنه كان مكروهاً من الجميع، ولازلت أذكر يوما غريبا حيث فوجئنا بأن والدة “شاكر” معنا في الفصل ولا أدرى كيف سمحوا لها بدخول الفصل؟! (ما علينا!!!!) وترددت إشاعة بأنها مدرسة وسوف تدرس لنا، وفجأة انحشر في دكة الفصل الثنائية أكثر من طالب حول شاكر ولا أدري حتى الآن لماذا تجمعوا حوله؟! ليقول “شاكر” الجملة الأكثر لزوجة التي سمعتها في حياتي “مش عارف ليه من ساعة ما إنتى جيتي يا ماما والناس كلهم بيحبوني!!!!” وتكفي هذه الجملة وصفاً لشخصية “شاكر” لأنه قالها بفخر شديد وكأنه صنع معجزة!!!!
لكن أكثر ما لازلت أذكره حتى الآن من استفزاز “فاطمة” هو أنها كانت كثيرة الفشر مثل “أبو لمعة” لكن أغرب فشرة كانت عندما انتهى العرض الأول للجزء الأول من مسلسل “ليالي الحلمية” وكان الجميع مهتماً به، وفي ختام تتر نهاية الحلقة الأخيرة من الجزء الأول أضاف “إسماعيل عبد الحافظ” كادراً للنجم “يحيى الفخراني” النجم الأساسي للمسلسل وهو عجوز ذو شعر أبيض وأصلع، على اعتبار أنه كان يتوقع أن يكون الجزء الثاني هو الأخير وأن شخصية “سليم البدري” سوف تصل إلى مرحلة الشيخوخة فيه وسوف تكون على هذه الهيئة، لكن الكاتب الراحل “أسامة أنور عكاشة” كان له رأي آخر وفضل الايقاع البطيء وجعل “سليم البدري” طوال حلقات الجزء الثاني بنفس شكل الجزء الأول تقريباً ولم يكبر عمره كثيراً، لدرجة أنه لم يصل إلى هذا الشكل العجوز سوى في أواخر حلقات الجزء الرابع ومشهدي الجزء الخامس.
وعندما ذكرت “فاطمة” الفشرة العالمية أكدت أنها في الدولة العربية التي كانت فيها شاهدت الجزء الثاني من “ليالي الحلمية” قبل أن يعرض في مصر (وكان ذلك يحدث بالفعل مع بعض المسلسلات)، لكن الجلالة سيطرت عليها وبدأت في التأليف حينما قالت إن “سليم البدري” فعلاً شكله في الجزء الثاني سيكون مثل الكادر الذي ظهر في نهاية تتر الحلقة الختامية من الجزء الأول وظلت تسرح بعقول العيال وتحكي لهم أحداثا وهمية!!!! حتى تأكدت بنفسي أن الجزء الثاني وقتها لم يكن قد بدأ تصويره بعد!!!! ونصيحة مني لصناع الجزء السادس من مسلسل “ليالي الحلمية” أن يبحثوا بشدة عن “فاطمة” فهي صاحبة خيال خصب ويمكن أن تساعدهم في الخروج من ورطة سخط الجمهور على حلقات الجزء السادس!!!!
نرشح لك
وليد رشاد يكتب: الحلمية كمان وكمان !!!!
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار أي من هذه البرامج أو المسلسلات تتابعها وقت الإفطار؟ أضغط هنـــا