محمد الباز يكتب: كروان السماء يتحدث عن التغنى بالقرآن (القرآن في مصر 7)

نقلاً عن البوابة

هل تريدون حسما وقولا فصلا فى قضية غناء القرآن وتلحينه؟

أعتقد أن ما كتبه المؤرخ الموسيقى كمال النجمى فى عدد الهلال التاريخى عن القرآن – ديسمبر 1970 – يمكن أن يكون كلمة فاصلة.

كتب النجمى مقالا مهما عن عظماء المقرئين ومستقبل التغنى بالقرآن.

بدأه بما يمكننا إعتباره فتوى دينية وفنية فى آن واحد.

يقول: “التغنى ليس هو الغناء، وإن كان لهما أصل لغوى واحد وأصل موسيقى واحد، والقارئ أو المقرئ العظيم هو الذى يتغنى بالقرآن الكريم فيجيد التغنى مستوفيا أصوله، وقد استمعت مصر فى خمسين عاما أو أكثر إلى عدد من أعظم المقرئين خدموا القرآن فأحسنوا خدمته، ولكن ماذا عن مستقبل التغنى فى عالمنا المتطور المتغير الراكض إلى مشارف القرن الواحد والعشرين”.

هل كان النجمى يعرف أن انحرافا حادا سيطرأ على طريقة القرآن الكريم من مقرئين ينتسبون زورا إلى دولة المقرئين العظام، أعتقد أنه كان يتوقع شيئا من هذا، ولو كان العمر امتد به إلى عصرنا، لاستمع إلى ما لا يرضاه ولا يرغبه.

قبل الحديث عن مستقبل التغنى بالقرآن كان مهما تفصيل الحديث عن حاضره.

وهذا هو العظيم كروان السماء الشيخ محمد رفعت.

سألوه بعد ليلة أحياها متغنيا بالقرآن الكريم: كيف يتفق لكم دائما أن تختاروا لكل آية من الكتاب أداء يناسب معانيها، فلا يخطئها أبدا؟

قال الشيخ: “أرفع أمام بصيرتى عند التلاوة هذا السؤال القرآنى: أفلا يتدبرون القرآن؟، فيذهب أدائى كله إلى معانى الآيات وألفاظها، ويذهب صوتى كله إلى أدائى، وينجاب من حولى الظلام فأرى كل شيء فى النور.

سألوه مرة ثانية: وماذا عن الفن العجيب الباهر الذى تتشكل به نبرات صوتك على الأصول الموسيقية؟

فأجاب: تسمونه فنا، وأسميه تغنيا على الأصول الشرعية المتناقلة بين القراء من قديم.

يدخل النجمى بعد ذلك إلى دولة الشيخ رفعت، فمن سمعه قبل مرضه الذى أقعده عن التلاوة قبل ربع قرن – من تاريخ كتابة المقال – علم كيف كان الشيخ الحساس الذكى الفؤاد، يتلو آيات الغفران والرحمة فيندى صوته بالفرحة والبشرى كأنه يستقبل أريج الفردوس، ثم يتلو آيات الزجر والعقاب فيهتز صوته هزة الخوف والاستغفار، وفى كل آية يعلو صوته أو يستوى أو ينخفض، لا استعراضا لقوته وجماله، بل تجميلا له بعرض معانى القرآن عرضا جديدا فى كل تلاوة جديدة، كأنه يقول للناس: إن معانى هذا الكتاب لا تنتهى.

يكمل النجمى: بهذه التلاوة التى اتسمت بالتشويق والترقيع والتخشيع والتفيهم، ملأ الشيخ رفعت دنياه وشغل أهلها وأثر فيهم أبلغ الأثر، وعاش فى أسماعهم وقلوبهم – حاضرا ثم غائبا – من العشرينات إلى السبعينات وما يتلوها من زمان طويل.

ويسأل النجمى: كيف تسنى لمحمد رفعت أن يؤثر فى الناس كل هذا التأثير؟

ويجيب: بالتغنى… “وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”… فالإنصات طريق التدبر من أمر الدنيا والآخرة، وما التغنى من القارئ المجود إلا الوجه الآخر من إنصات المستمع الخاشع، نعم قد يجئ التدبر بدون التغنى، ولكن التغنى فى كل حال يدخل عموم قول الرسول الكريم: وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا”.

****

لكن متى ظهر التغنى؟

وكيف أصبح أسطورة لا يأتى ذكر القرآن إلا ويأتى معها؟

يقول النجمى: فى عصرنا تغنى بالقرآن الكريم صفوة من المشايخ الفنانين، وانشالت من أوتار حناجرهم الذهبية مقامات الموسيقى العربية، مصوغا بها ذلك التغنى الجميل المؤثر الذى بقى بعضه فى تسجيلات ذات أهمية كبرى للموسيقى العربية، فضلا عن أهميتها الدينية الخاصة.

وعصرنا الذى يجرى وراء كل جديد فى الفن، لا يهمل الظواهر الفنية العريقة التى تنتقل من جيل إلى جيل فلا تضعف ولا تتبدد، بل تتطور وتتجدد وتكتسب المزيد من التألق والثراء، ولعل التغنى من أبهر الظواهر الفنية التى فتنت الباحثين فى عصرنا بثباتها الهائل وتطورها الدائم فى وقت ما، فعكف على البحث فيها دارسون مختلفو العقائد والاتجاهات خارج البلاد العربية والإسلامية وداخلها، وكلهم يسأل نفسه: كيف اتفقت جميع الأجيال العربية والإسلامية على الولاء للتغنى والتأثر به أبلغ التأثر طوال بضعة عشر قرنا من الزمان.

****

طبقا لما يقوله النجمى، نشأ التغنى فى مكه والمدينة نشأة طبيعية فى ظل القرآن الكريم، ولكن الحدود الصوتية الفنية التى كان يتحرك فيها المتغنون جعلت التغنى أقرب إلى المصحف المرتل الذى نسمعه الآن من القراء فى الإذاعة والأسطوانات (بعد ذلك سمعناه فى القنوات الأرضية والفضائية المتخصصة فى الشأن الدينى).

لم يكن متاحا للتغنى فى الصدر الأول إلا حيز معلوم شديد البساطة تتحرك فيه أوتار حناجر القراء، كان الغناء العربى نفسه غير موجود بكيانه الضخم الذى لم يتكامل إلا بعد منتصف القرن الهجرى الثانى، فلم يكن معقولا والأمر كذلك أن يتغنى المتغنون بالقرآن فى الصدر الأول إلا بما أتيح لهم من بسائط العلوم الموسيقية، فى أبعد صورها عن التعقيد والتركيب والتكثيف، فكان مد الصوت وترقيقه ورفع طبقته لا دربة صوتية ولا معرفة موسيقية، مطلبا لا يعيا به كل ذى صوت فطرى يتغنى بآية أو آيات، ولا يجد وراء ذلك مذهبا من التغنى ينطلق فيه.

فلما اتسعت علوم الغناء والموسيقى العربية، اتسع القراء فى التغنى، وبدلا من الأصوات الفطرية غير المدربة، ظهرت أصوات مدربة مصقولة تتغنى بأحكام ومعرفة بمواقع النغم، مع الحفاظ على جلال ما يتغنون به، فلم يستعملوا قط آلات للإيقاع أو الضرب أو العزف، ولبثوا كذلك حتى عصرنا هذا، مع اكتسابهم التطور الفنى جيلا بعد جيل، لأن للسماع – كما لكل فن وعلم – خطوة من التطور فى كل عصر لا يمكن ردها.

مع ذلك لم يصبح التغنى والغناء فنا واحدا، لأن التغنى حافظ طوال ألف سنة وأكثر على الترنم الحر أو المفتوح، أى الذى لا يقيده زمن ايقاعى صارم، وآثر الأنغام المرتجلة فى لحظتها على الألحان المؤلفة المرسومة من قبل، وهكذا تغنى القراء بلا غناء.

ثم رسخت هذه الطريقة فى التغنى رسوخا لا يمكن زعزعته، لأن دخول آلات العزف أو الايقاع عليه أمر مستبعد منذ البداية، وهو لا يصطدم كذلك بوجهة النظر الدينية فقط، بل يصطدم بوجهة النظر الفنية السليمة التى ترى أن التغنى، وقد أصبح مستودع المقامات الموسيقية العربية فى أنقى صورها، سوف لا يكون كذلك فى المستقبل لو فكر بعض المغامرين فى المساس بصرحه الفنى التليد.

****

يمنحنا كمال النجمى تفسيرا لماذا أخفق كل من حاول أن يلحن القرآن.

يقول: هذه الحقيقة تفسر لنا الإخفاق الذى أصاب فى الزمن الأخير محاولات تلحين القرآن، ومن بينها محاولات للشيخ زكريا أحمد الملحن المشهور الذى كان مقرئا قبل أن يتفرغ للغناء ثم التلحين، ومحاولات محمد عبد الوهاب سار فيها شوطا خاطفا ثم عدل عنها، ولقيت محاولات بعض المطربين والمطربات فى التغنى بالقرآن الكريم ما لقيته محاولات التلحين، فلم تتغنى أم كلثوم وهى سيدة الغناء إلا ببضع آيات فقط، ثم فطنت إلى أن التغنى مجال يتخصص له أصحابه.

ولكن ذلك لا ينفى – كما يقول النجمى –  أن الرعيل الأول من مطربى بداية القرن العشرين إلى أربعيناته حاولوا التغنى كما حاولوا الغناء، والقاعدة الذهبية فى هذا المجال هى أن القارئ إذا أتيحت له بعد موهبة الصوت والأداء، دراسة منظمة لعلوم الغناء والموسيقى، أصبح قارئا مكتمل الأداة ما دامت معرفته بأصول القراءة معرفة صحيحة.

****

يعود كمال النجمى إلى الشيخ محمد رفعت، يتعامل معه على أنه أعظم المحسنين فى التغنى، فقد كان ولا يزال إمام القراء ومعلم الأجيال، كما كان فذا فى النغم والمقامات الموسيقية.

كان صوت الشيخ محمد رفعت أقرب إلى الخفوت، ولكن نبراته كانت ساطعة الوضوح، فكانت ولو بدون ميكروفون أدخل فى السمع والقلب من الأصوات المدربة والأصوات ذات الأحجام الكبيرة.

كان الميكروفون يزيد نبرات الشيخ رفعت الواضحة وضوحا، لكنه لم يكن يزيفها أو يقدر على تزييفها، لأن صوته برغم حجمه الذى يبدو ضيقا أو صغيرا، كان صوتا عجيب التكوين، تنطلق من خفوته درجات موسيقية تذهل السامع بعرامتها وكثرتها واتساع المساحة التى تغطيها صعودا وهبوطا.

تضمن صوت الشيخ رفعت ثمانى عشر درجة موسيقية، أو ثمانية عشر مقاما بتعبير آخر، ممتدا على أطراف واسعة من الأقسام الثلاثة المعروفة عند الموسيقى تقسيم الأصوات الرجالية، وكانت هذه المساحة الصوتية المشحونة بالطاقات الفنية، تنكمش فى تلك النبرات الخافتة، وتنطوى فى ذلك الحجم الدقيق، كما تنطوى طاقات الطبيعة الكبرى فى أصغر ذرات المادة، ولكن هذه الموهبة الصوتية لم تكن هى وحدها صانعة الشيخ رفعت القارئ العظيم، فالحقيقة أنه كان انسانا مخصوصا بقراءة القرآن، كأنما جاء إلى الدنيا ليتلوه على الناس تذكيرا وتبشيرا، فإذا أدى رسالته لم يبق له من غرض فى الدنيا إلا أن يقول لها سلاما، ثم يمضى.

بجوار قامة الشيخ محمد رفعت تظهر قامات أخرى.

القامة الأولى للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى.

يصف النجمى صوته بأنه كان صوتا جزلا فحلا، ولكنه لم يخل من رقة وطلاوة، وحلاوة جواب، فضلا عن حلاوة القرار التى كانت بارزة فيه، وكان صوته أكبر من فنه، ولكن فنه كان يبلغ منتهاه حين يلتقى بالجماهير ويتغنى فى المسجد، فمن أراد أن يعرف فن هذا القارئ الكبير، فلا يطلبه إلا فى التسجيلات الإذاعية العادية، وليطلب فنه الحقيقى فى التسجيلات المنقولة من المساجد والإجتماعات الجماهيرية.

أما الشيخ العظيم صديق المنشاوى فكان أعظم القراء فى صعيد مصر منذ العشرينات إلى الستينات، لم يتح له أن يقرأ فى الإذاعة وإنما قرأ فيها نجله المرحوم محمد صديق، وقد شهد كل سامعى المنشاوى الكبير بإجادته وتفوقه وتفننه إلى حد الابتكار والاستقلال التام فى الأداء والتغنى عن القراء المشاهير فى القاهرة.

هل وصلنا إلى محطة الشيخ مصطفى اسماعيل؟

يقول عنه النجمى: يثير بطريقته فى القراءة بعض التعليقات الطفيفة، يقال مثلا أن الشيخ مصطفى جميل الصوت فائق الفن، ولكن الأصول الدقيقة تقتضى إبانة الحروف وتمييز بعضها من بعض، وإظهار التشديدات، وإتمام الحركات، وتفخيم الحروف الفخمة وترقيق الحروف الرقيقة، وقصر المقصور ومد المدود، والوقوف حيث يجب الوقوف، لا حيث يطيب للقارئ أن يقف، لأن صحة التلاوة تأتى قبل صحة النغم.

ويقال أيضا أن الشيخ مصطفى اسماعيل ذو صوت وفن يسحران السامع عن نفسه.

فهل يضر القارئ إذا اجتمع له الصوت الحسن والتغنى البارع؟

أيكون هذا القارئ عندئذ أقرب إلى النقص أم أقرب إلى الكمال؟

وهل يخرج وقتها عن قول الرسول الكريم “أيما حرف قرئ عليه فقد أصابوا”؟

هذا السؤال الذى طرحه النجمى يعتبر سؤالا مهما جدا، وهو أحد الأسئلة التى أجاب عنها الزمن.

فللفن فى الإنسان امتداد عميق منذ بداية حياة النوع الإنسانى فوق هذه الأرض، وكما قال الإمام الغزالى: “من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال بعيد عن الروحانية”.

ويحاول المتدينون المخلصون فى هذه الأخريات من القرن العشرين أن يزدادوا قربا من الجموع البشرية الهائلة التى بهرها التطور والتقدم واتساع حاجات النفس والبدن ووفرة ما تلبيه الحضارة من هذه الحاجات.

****

هل ندخل إلى مساحة جديدة فى الحديث عن اقتران الغناء بالقرآن؟

ولم لا؟

يقول النجمى: كان غناء رجل الدين المسيحى قديما فى القداس الكنسى لا تصاحبه آلات موسيقية، ثم دخلت الآلات رحاب الكنيسة، وأفضى الأمر أخيرا إلى دخول أحدث صيحات الموسيقى اجتذابا للشباب، وفى الكنائس الأوربية والأمريكية غناء دينى راق مؤلف على غرار المؤلفات الموسيقية الكبيرة القائمة على الهارمونى إلى جانب الغناء البسيط القديم الذى جمعه ورتبه البابا جريجوريس قبل مئات السنين، وجعله غناء دينيا معترفا به.

الأديان الأخرى كالبوذية واليهودية وغيرهما تنسج على هذا المنوال أيضا، وربما سمع من يؤم معابدهم موسيقى الجاز أو ألوانا أخرى متنوعة من الموسيقى الحديثة ترتفع نغماتها العنيفة مصحوبة بالرقص ومرح الشباب.

يعترف النجمى بذلك، لكنه يتدارك الأمر فيقول: لا يخطر بالبال أن نسير نحن على هذا النهج، فكل امرئ حدود دينه ودنياه، ولكن لا يخطر بالبال كذلك أن ينقرض التغنى أو يقف عن التطور والتوسع والتزود من مقامات الموسيقى العربية، أو علوم الموسيقى العربية، بتعبير أكثر شمولا، وسوف يبقى التغنى بعد ذلك فى الحدود التى تصون لمفردات الكلام أوضاعها الصحيحة، إلى ما هو متفق عليه من أصول القراءة منذ الزمان الأول.

****

إلى أى شيء يخلص كمال النجمى من هذه الدراسة العميقة.

يقول: كثير من حسنى النية يضيقون بالتغنى ويقولون: تكفى التلاوة، وهم لا يعلمون أنهم يظاهرون بقولهم هذا جماعة الكارهين للموسيقى العربية الذين يقولون بدورهم: لماذا الموسيقى العربية؟ تكفى الموسيقى الأوربية؟

ومن حسن الحظ أن التغنى بالقرآن ماض فى طريقه تطورا واتساعا وتأثيرا فى الجماهير، ونسمع الآن المصحف المرتل، ومن آثاره الكريمة حفظ اللفظ القرآنى الصحيح وحفظ اللسان العربى.

أما التغنى فهو الذخيرة التى لا تنفد للموسيقى العربية، وينبغى ألا نجزع من التقارب بين كلمتى: “التغنى” و” الموسيقى” على ألسنتنا، فإنما قاربت بينهما فى الحقيقة عوامل تاريخية واجتماعية عميقة حاسمة.

هل من ختام؟

يأتى الختام بهذه الكلمات: “حاول الاستعمار أن يقتلع لغتنا وموسيقانا معا من أرضنا لأنه يعلم أنهما شيء واحد، والأمر بعد ذلك يتعلق برسالة الإسلام فى القرن العشرين وما يتلوه من قرون، فإن تمام النجاح لهذه الرسالة يكمن فى تطوير وسائلها تطويرا شاملا، لا افتتان بالوسائل التى اتبعها الآخرون على مقتضى حاجتهم وظروفهم التى تختلف عن حاجتنا وظروفنا، وفيما يخص التغنى فإن كل الدلائل تبشر بأننا سائرون فى الاتجاه الصحيح، وحسبك أن ترى قراء مصر منبثين فى البلاد العربية والإسلامية، لتقول: “نعم… هكذا فليلتقوا مع الناس… فمن لم يتغن به فليس منا”.

****

هل تريدون شيئا بعد هذه الدراسة الشاملة؟

أعتقد أن القضية واضحة، فالتطور هو الذى سيحسم الأمر كله، لا يستطيع أحد أن يفرض شيئا، ولا يستطيع أحد أن يمنع شيئا… تنحصر الموجة أحيانا، وينتابها المد أحيانا، تخف السطوة أحيانا وتزيد أحيانا، فى النهاية القرآن موجود، والتغنى به لن ينتهى.

نرشح لك

محمد الباز يكتب: هذا ما قاله الحصرى وعبد الباسط عبد الصمد عن تلحين القرآن (القرآن في مصر 6)

بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016

شارك واختار أي من هذه البرامج أو المسلسلات تتابعها وقت الإفطار؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن