لا أدري لماذا أشعر فى الفترة الأخيرة بنوع من الإرهاب يمارسه الأغلبية على الأقلية، ولا أعني هنا أقلية دينية، أو طائفية ولكن أعني أقلية الرأي المختلف !! عندما يكون لك رأي يبتعد عن ما يسمى بالتيار العام فإنك تواجه بنوع من الديكتاتورية الفظيعة فلا تستطيع أن تعبر عن رأيك بحرية، ويمارس الجميع ضدك نوع من الإزدراء والتهميش، ولا يهم إن كان رأيك سياسياً أو دينياً أو حتى فنياً.
فالأغلبية تمارس قهرها عليك وتجد سلسلة اتهامات تواجهك أكبرها الكفر أوالخيانة وأقلها تفاهة الرأى أو ضعف الذوق، ساهم فى تكريس ذلك النوع من الديكتاتورية ما اصطلح على تسميته “وسائل التواصل الإجتماعي” لانك فجأة تجد التيار العام على تلك الوسائل يتكلم عن موضوع معين أو يطلق رأيه فى قضية معينة، وإذا اختلف رأيك عن ذلك الرأي السائد تجد هجوماً ضدك من كل الاتجاهات حتى انك تفاجئ باولئك الأقارب أو الأصدقاء الذين يروجون مع الرائجة (أو بالبلدى يزيطون مع الزيطة !!) تجد إنهم يتبنون الرأى السائد ويهاجمونك بلا هوادة (عيب يا جماعة مش كده !! ده احنا حتى قرايب أو اصحاب !! لكن طبعاً مفيش أمل .. المهم إنهم ما يخرجوش من القطيع !!)
وقديماً كانوا يدرسون لطلبة الإعلام فكرة فيلم صامت مثل “شارلي شابلن” عندما سار فى الشارع ومعه لافتة حمراء، فتجمع حوله المارة بلافتات حمراء حتى وصلوا إلى ميدان رئيسى ومعهم اللافتات الحمراء، فظن البعض إنها مظاهرة شيوعية مما يؤكد ما يسمى بالسلوك الجمعي.
فلا تلتفت لآراء المجموع التى ترفع فجأة بعض الممثلين المغمورين إلى مصاف النجوم أو تضم روايات أو أغانى تافهة إلى قائمة الأكثر مبيعاً، وتدخل إعلاميين أو كتاب من الباب الملكي إلى فئة الكبار، بل إنها تدفع ببعض الهواة على الفيسبوك، والتويتر وتصنع منهم نجوم فى مجالات الإعلام وفقاً لمرات الشير واللايكات وعدد المتابعين والتعليقات.
وتجد نفسك محاصراً بكل هؤلاء ولا تستطيع أن تعبر عن رأيك بحرية خوفاً من التعرض للسخرية أو التهكم أو حتى الإزدراء والإحتقار، بل إنك تجد شخص يؤمن بشئ ولكنه عندما يتكلم فى وسط محيطه أو يكتب على صفحاته الشخصية يكتب آرائاً أخرى تتوافق مع رأي المجموع، فتجده مثلاً يتحدث عن حرية المرأة حتى لا تغضب منه صديقاته الجميلات أو يكتب رأياً ايجابياً عن ممثل او إعلامى شهير حتى لا يصطدم بمعجبيه، ولكل هولاء أقول لن ترهبنا كثرتكم ولا سطوتكم أو سيطرتكم على وسائل الإعلام وسنحاول أن نقول آرائنا الشخصية فى أي وقت.
ومن هذا المنطلق سأبدأ بنفسى، واستغل مناسبة الموسم الرمضاني، وامارس حريتي واقدم رأيى الصريح فى بعض الأعمال الفنية، والإعلانات والفنانين، فمثلاً لا أرى أن “بيومي فؤاد” ممثل كبير ولا يحزنون، هو عبارة عن ممثل نجح فى اداء شخصية معينة فى مسلسل “الكبير” وهى شخصية الدكتور الذى يهاود البطل ثم ينفعل فجأة ليضحك الناس، ولكنه الآن لا يعجبنى وأصبح لا يضحكنى واعلاناته مستفزة، وكل القصة هى إن المنتجين أرادوا أن يستثمروا استحواذه على إعجاب التيار السائد ليس أكثر أو أقل !!
نفس الحال بالنسبة للفنان “سيد رجب” أرى إنه ممثل جيد لكنه يؤدى كل أدواره بطريقة الرجل البورمجى الذى اعتزل الصياعة، ولم يستطع (فى رأيى المتواضع) أن يخرج من فلك تلك الشخصية وكذلك انفعالاته دائماً زائدة عن دوره.
واستكمالاً لنوبة الصراحة (التي لا تتكرر كثيراً !!) أرى ان “نيللى كريم” زودتها شويتين ومش معنى إنها نجحت فى شخصية المدمنة السنة اللي فاتت، إنها تستلمنا السنة ديه فى شخصية المجنونة وتفضل كل سنة تشتغلنا بالطريقة ديه، وبصراحة أصبح شكلها وطريقتها فى الأداء تنرفزنى، ويبدو أن نجاح مسلسلي “سجن النسا”، و”تحت السيطرة” جعل الجميع يلعبون على المضمون ويستسهلون النجاح مع “نيللى”، وهى نفس النظرية المصرية الكلاسيكية، إذا فتح محل موبايلات أو انترنت كافيه أو بلاي ستيشن في شارع وحقق أرباح .. تلاقي كل الشارع محلات موبايلات أو نت كافيهات !!!!
وكذلك فإنني أرى أن إعلان فودافون هذا العام عبارة عن بهرجة، وزيطة زيادة عن اللازم، وليس هناك أي تنسيق بين النجوم المشاركين، أو أي رابط يجمع بينهم أو حتى بين كلامهم سوى لحن “الليلة الكبيرة” للرائع الراحل “سيد مكاوي”، حتى الكلمات غير متجانسة وليس لها معنى، وعبارة عن افيهات رخمة وأداء سيئ ومفتعل من كل المشاركين، بعكس إعلان الشركة العام الماضي ذو الفكرة الرائعة والتنفيذ الممتاز.
واخيراً فانني ما زلت مقتنع أن برنامج “رامز جلال” متفبرك وأن المشاركين يعرفون كل شيئ قبل التصوير وكل ردود الأفعال مفتعلة، ورغم إنه ليست لدى معلومة مؤكدة ورغم أن منتج البرنامج صديقي من أيام الجامعة، إلا أن هذا رأيى ولن أتراجع عنه مهما حاول البعض مجاملة “رامز” على حساب آرائهم الشخصية.
على فكرة شعرت براحة نفسية شديدة عندما عبرت عن بعض آرائي الشخصية (دون شروط مسبقة) فيما يتعلق ببعض الأعمال والإعلانات الرمضانية هذا العام، وانصحك عزيزي القارئ (سوف اتفقت مع آرائى أو اختلفت معها) أن تجرب أن تعبر عن راُيك الشخصي ولو مرة واحدة بدون حسابات أو مجاملات، وسوف تشعر بتلك المشاعر النادرة التي شعرت بها وبإنك تتنفس ربما لأول مرة نسيم الحرية بعيداً عن ديكتاتورية الأغلبية، فلا تدعهم يسرقون حريتك فإن الحرية أثمن النعم التي وهبها الله للإنسان، يا عزيزي كلهم لصوص !!
نرشح لك
وليد رشاد يكتب: فاطمة وشاكر.. وخراط البنات!!!!
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار أي من هذه البرامج أو المسلسلات تتابعها وقت الإفطار؟ أضغط هنـــا