فاتن الوكيل
تُشارك الفنانة سلوى عثمان ، في دراما رمضان هذا العام بعدد من الأعمال، من بينها “سقوط حر”، و”الميزان”، و”يوميات زوجة مفروسة أوي2″، لكن العمل الأبرز الذي “علقت” فيه مع الجمهور، كان دورها في مسلسل “أفراح القبة”، حيث ظهرت وكأنها حصلت على “دور عمرها”، وقررت أن تفيض بمخزون إحساسها من خلاله.
الوجه المألوف لسلوى عثمان، لم يمنع من إحساسنا وكأننا نراها لأول مرة، في دور يظهر بسيطًا ومحدودًا، وغامضًا إلى حد ما، حتى الآن، لكن مشاهدها القليلة فيه، كانت مؤثرة وأظهرت كيف يمكن للفنان بعد سنوات طويلة من عمله في الفن، أن يُصبح بهذا النُضج الذي رأيناه، فهي “أم هاني” خياطة الفرقة المسرحية، وعاشقة طارق رمضان “إياد نصار”، الغيروة تجاه تحية عبده “منى زكي”، التي استطاعت أن تُقدم عدة مشاعر متداخلة في مشهد واحد.
المسلسل ابتعد عن التسلسل التقليدي للأحداث، وهو ما يتطلب من المشاهد المتابعة والتركيز مع الأحداث، حيث يُفاجأ المشاهد بطارق رمضان، بعد علمه بوفاة تحية، وهو يدخل منزل “أم هاني” ويخبرها بأن “تحية ماتت”، ثم يسقط في حضنها باكيًا، عندها يشك المشاهد في أن أمرًا ما بينهما.
صدمة المشاهد من وجود علاقة بين “أم هاني” وطارق رمضان، تتلاشى مع اندماجه في الأداء الرائع لسلوى عثمان، وهي تُحمم طارق وتبكي رحيل شريكتها في قلبه، وإحساسها بأن فقدان تحية يعني فقدانها له، وابتعاده النهائي عنها، حيث اعتبرها وسيلة للهروب من حب تحية، وبالتالي وفاتها، يجعل وجود “أم هاني” في حياته بلا معنى، وينتهى المشهد بـ”أم هاني” ساقطة في مياه “البانيو”، التي ترك فيها طارق آثام علاقته بها، وذنوبه تجاه تحية، لأنها ببساطة كل ما تبقى لها منه.
لم تُغير سلوى عثمان، من شكلها لتجسد هذا الدور، لم تختلف تسريحة شعرها التقليدية، لم ترتد ملابس لافتة، لم تغير من من نبرة صوتها، لكن نظرة واحد من عينها كانت كفيلة بأن نقول بداخلنا “سلوى فيها حاجة مختلفة”، ونتمنى أن تطول مشاهدها أكثر من المكتوب على الورق.
مشهد آخر، يسبق علم “أم هاني” بوفاة تحية، وإنهاء طارق لعلاقته بها، لكنه جاء بعده وفقًا لعرض المسلسل، وذلك عندما علم طارق بحصول تحية على دور البطولة بعد أن كانت “كومبارس” في الفرقة، وهو ما عنى بالنسبة له وجود علاقة بينها وبين “سرحان” مدير المسرح، الذي يقوم بدوره الفنان جمال سليمان.
يقتحم طارق غرفة الملابس ويقوم بطرد “أم هاني”، ثم يحتد النقاس مع تحية، ينتهى بصفعة منه، ترد عليها تحية بثورة غضب، وتطرده من الغرفة، وعندها تدخل “أم هاني” مرة أخرى، لتقوم بجذب تحية إلى حضنها، وهي تبكي بصدق، لأنها تعرف شعور المحبين.
ظهرت سلوى عثمان، حقيقية إلى أبعد مدى، وقدمت أداءًا طبيعيًا ومتمكنًا، تفوقت به على جميع الأدوار التي قدمتها خلال الموسم الحالي من رمضان، تستحق عنه جائزة أوسكار أفضل إحساس هذا العام، وهو الأداء الذي يترك المشاهد متشوقًا لمتابعة باقي مشاهدها القادمة في “أفراح القبة” بشغف.
نرشح لك
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار .. ما هو مسلسل الكرتون الذي تتابعه بانتظام؟ أضغط هنـــا