هل تساءلت يومًا ما الفرق بين البرنامج المذاع على الهوا والمسجل؟ ومن هو المحاور الجيد، من لديه القدرة على مرواغة الضيف والإيقاع به فريسة بين أيدي المشاهدين ؟ من يستطيع أن يفتك بأسد جامح ويحوله في دقائق معدودة إلى أسد عجوز تقفز عليه القردة وهل هذا بالعمل السهل ؟ ومن يستطيع أن يصمد لمدة ساعتين أو أكثر أمام الهوا حيث لا مجال للخطأ لا مجال لإعادة المشهد مرة أخرى، ما يحدث يراه الجميع لا مجال لأي نوع من أنواع الاستخفاف بعقل المشاهد.. وبناءًا على كل ماسبق من ينطبق عليه كل هذه الأمثلة بالحرف وبالملي ..
زمان الواحد مكانش يسمع كلمة البث المباشر دي غير في حاجتين بس ” ننتقل الآن لإذاعة خارجية لنقل مبارة بين كذا وكذا أو لنقل شعائر صلاة الجمعة ”
إنما دلوقتي كل من هب ودب بيطلع على الهوا .. حتى لو كان هيكلم ” سنية اللى مبقتش بتخبز فى فرن بيتها ” ولا ” حتى هيكلم المخرج عز اللي مضيع فلوسه عليه ” ولا ” يكلم المصورين اللي قدامه يقولهم اتعدل يالاه منك ليه انت قاعد على مسطبة ياخويا ” ولا ” تلاقي واحد بيجعر ويزعق في وشنا ” ولا ” مذيعة تقولك دى حاجة بنتش كلب اوى ” ولا والف ولا .. فالأمثلة كثيرة ونحن نستقبل كل هذا بصدر رحب شعب طيب والله .. وما فائدة هذا الحديث الركيك والكلام الفارغ .. صدقت مقولة كل إناء بما فيه ينضح .. وهو الإناء فاضي ياعم الحج يعني ومفيش حاجة تفيدنا كمشاهدين جواه ..
وأخيراً ما يحدث هو أشبة بفتى مراهق طايش لا يعي ما يقوله ولا يعي ما يفعله ونحن علينا تقبل ذلك وعدم تأديبة وتقويمه .. هذا دوري ودورك قبل القائمين على الإعلام أن نحارب هذه الفئه الضالة التي لوثت عقول كثيرة في حالة من الفوضى العارمة .. يجب من يجلس أمامنا في الهوا الطلق والبث المباشر من هو أهل لذلك وليس فقط لأن لديه قرشين محيرنيه يفتحله قناة ويعمل برنامج (رغي) في كلام بدون مضمون واضح ( أصلها مش خالتي اللتاتة ) ومضطر استحملها .. إنما الإعلام وسيلة للمعرفة .. بل هو أهم الوسائل الآن .. ويجب مراعاة ذلك بوضع معايير لمهنة المذيع مش تبقى العملية جهجهون وشكراً ….