استنفرت الصحف والمجلات الفرنسية اليوم، على مواقعها الإلكترونية، لمتابعة التطورات الأمنية المتسارعة المتعلقة بالاعتداء الدموي الذي طال زميلة لها، وهي الصحيفة الأسبوعية “شارلي إيبدو”، أمس، في حادث هز فرنسا، ولا يزال اثنان من منفذيه طلقاء.
قل الكلام في السياسة والتحليل في الإعلام الفرنسي اليوم، ليحل مكانه تكريم، ولو رمزي، لصحافيين ورسامي كاريكاتير كانوا ضحية هجوم هدف بحسب منفذيه للانتقام من الصحيفة بسبب نشرها رسوماً اعتبرت مسيئة للنبي محمد.
وكتبت صحيفة “لوموند” في افتتاحيتها أن “الكلمات تعجز عن التعبير عن حجم موجة الصدمة التي تجتاح فرنسا عشية الهجوم الإرهابي الذي نفذ ضد صحيفة شارلي إيبدو”، مشبهة الصدمة بتلك الذي عاشها العالم أجمع في الحادي عشر من أيلول 2011.
وقالت الصحيفة إنه “في وضح النهار، وفي وسط باريس، قام متعصبون باغتيال صحافيين ورسامي كاريكاتور وموظفين ورجال شرطة، بدم بارد، ولكن بجبن”، مشيرة إلى أن الضحايا الذين كانوا يعملون في مجال الصحافة “كانوا منذ عشر سنوات مهددين من إسلاميين مهووسين بالله، ولكنهم لم يتراجعوا ولم يرضخوا”.
وإذ شددت الصحيفة على أن حرية الإعلام هي المستهدفة من وراء الإعتداء، اعتبرت في هذا الصدد أن “الهجوم يذكرنا بأنه، بالنسبة إلى البعض، تعتبر حرية الفكر والتعبير تهديداً لا يغتفر للشريعة التي يحملون بفرضها”.
وأعادت “لوموند” كلام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، الذي اعتبر أن “الجمهورية الفرنسية بأكملها هي المستهدفة، في مبدأها في العلمانية والتزامها احترام جميع المعتقدات الدينية والفلسفية”.
ولكن الصحيفة أضافت: “إن الجمهورية مستهدفة في تطلعها إلى أن تكون غير قابلة للتقسيم، لأن الهجوم يريد أن يعمق الانقسامات والشكوك والحذر الذي يجتاح المجتمع الفرنسي”، معتبرة أيضاً أن فرنسا مستهدفة لأنها “في الصف الأول، وحيدة أو مع حلفائها، في الحرب ضد الجهاد العالمي، في مالي والساحل الأفريقي منذ عامين، واليوم في العراق وسوريا ضد وحشية داعش”.
من جهتها، تحدثت صحيفة “لوفيغارو” عن “حرب حقيقية، لا يديرها جنود، بل مجرمو ظل، قاتلون منهجيون ومنظمون، يبرد دمهم وحشية لا تهز”.واعتبرت “لوفيغارو” أن “هذه الحرب تعمدنا لفترة طويلة ألا نراها، وكانت تحصل بعيداً عنا، في سوريا والعراق ونيجيريا وليبيا، ولكننا لم نجرأ على قول اسمها حتى .. إنها حرب حقيقية معلنة ضدنا، حرب التعصب الإسلامي ضد الغرب وأوروبا وقيم الديموقراطية”.
ولكن الصحيفة الفرنسية طالبت في المقابل أن تتسلح فرنسا في مواجهة هذه الحرب، سياسياً وقانونياً، لأنه، ولوقت طويل، كنا نظهر اللطف والرحمة تجاه ألد أعدائنا، باسم مبدأ إنسانية مغلوط ولا عنصرية مضللة.
ودعت “لوفيغارو”، كزميلتها “لوموند”، إلى “الوحدة في وجه هذه الحرب”، لأنه “عندما تكون الحرب على أرضنا، يجب أن نربحها”.
أما الأسبوعية الفرنسية “لو نوفيل أوبسرفاتور” ، فاعتبرت أنه “في فرنسا في العام 2015، من الممكن أن نموت بسبب أفكارنا ورسوماتنا وكلماتنا..يجب أن تكون شارلي إيبدو رمزاً للمقاومة ضد التشدد والتعصب”. وختمت المجلة الفرنسية: “الوقت الآن هو للوحدة والالتفاف”.
إشارة إلى أن غلاف العدد الأخير الورقي من مجلة “لوبوان” الفرنسية (يحمل تاريخ اليوم) حمل رسماً للنبي محمد، والعنوان التالي: ” الحياة الحقيقية لمحمد: حب وحروب ونساء – اكتشافات المؤرخين”، فيما أشار الموقع الإلكتروني، إلى أن “هذا العدد تم تحضيره قبل الاعتداء الذي شن ضد “شارلي إيبدو”.
نقلًا عن “موقع السفير”
اقرأ أيضًا:
بإشارات خارجة.. صحف أوروبا: كُلنا شارلي
4 إعلاميات عرب بين أجمل نساء 2014.. وغياب تام للمصريات