ملامحه جادة وعيونه حاده تشبه عيون الصقر، وبشرته سمراء تشبه طمى النيل ، ولد فى الجيزة وتربى فى حى السيدة زينب، مثقف، شاعر، صاحب رؤية وفكر، يحترم عقول مشاهديه ويحذرهم دائماً من” الإنخداع بالقشور وألا يضيعوا وسط هذا الكم الهائل من الإرتباك والزيف والأقنعة، وأن يتتبعوا الحقيقة، في عصر اختلطت فيه المفاهيم وفقدت الألفاظ معانيها وتبلبلت الأذهان وتحيرت العقول واتهم الحق بالباطل, واكتسب الباطل شرعية الحق, فغامت الرؤي وضاعت الحقائق”، تلك كانت كلماته فى (الأهرام 28 أبريل 2004)، ليؤكد أن مبادئه هى ثروته التى يحافظ عليها وأن التنازل ليس فى منهجه.
كنت أسير فى شارع المعز، بين دروب الحضارة الفاطمية، فوجدت شابا أسمر طويلا يرتدى زياً غريبا أعتقدت أنه زيا للتصوير كما يفعل الكثير من رواد شارع المعز، ثم اقترب منى وسألنى “إلى أين انتِ ذاهبة فى هذا الوقت المتأخر؟”، اعتقدت أنها طريقة جديدة لـ”المعاكسة”، فقلت له “بقولك أيه أتكل على الله بدل ما تبات فى القسم”، ضحك وبسخرية قال لى “زكريا بن راضى كبير البصاصين يٌسجن؟”، فأدركت حينها أنه كبير البصاصين الذي يتدخل في شؤون الجميع ويتجسس عليهم ، من أجل إخبار الوالي “الزينى بركات” بأحوالهم أولاً بأول.
أما معلا قانون .. هو العمدة القاسى الذى يحكم القرية بظلم وتجبر، المتعالى على الجميع وكلامه لا رجعة فيه ولا نقاش ينفذه الجميع دون التفوه بكلمة واحدة فأصبح كلامه قانون يحكم البلده، لذا أطلق عليه معلا قانون، ورغم ظلمه لغوايش زوجة شقيقه حسنين وطردها من القرية، لا تستطيع أن تكرهه ولا تمتلك سوى الوقوع فى حبه مرارًا كلما شاهدته، وكان “رفاعى” عكس “معلا” تمامًا، يعيش فى زيزينا بالإسكندرية، حيث البحر والشمس جعلوا من قلبه عاشقًا هائمًا لا يرى فى الدنيا سوى محبوبته “بياضة”.
وفى المغربلين تجد نفسك أمام قلب الأسد وذئب المخابرات المصرية اللواء محمد نسيم، أو نديم هاشم ، والمسؤول عن تدريب “رفعت الجمال” أو “رأفت الهجان”، وهو أكثر الشخصيات التى أثرت فى حياة الهجان وعلمته الكثير فى عالم الجاسوسية، ويكاد قلبك يتوقف من الخوف أثناء قيام العقيد محمود فى” الطريق إلى إيلات” بتدريب الضفادع البشرية على مهاجمة ميناء (إيلات) الإسرائيلى وتدمير سفينتين حربيتين هما (بيت شيفع) و(بيت يام) واللتان كانت تهاجمان المواقع المصرية في البحر الأحمر خلال حرب الاستنزاف .
زكريا بن راضى، معلا قانون، رفاعى، قلب الأسد، العقيد محمود جميعهم واحد، شاب مصرى بعد هزيمة 67 عندما تجرع الجميع كأس النكسة لم ينكسر ولم ييأس ووجد مكانا للنور وهو معهد السينما فاتجه للتمثيل، ولأن ملامحه توحى بالزعامة قدم شخصية الزعيم ” سعد زغلول” فى مسلسل “حوارى وقصور”، ثم وقف صارخًا “كله إلا عبد الناصر”، عقب تجسيده لدور عبد الناصر في الجزء الثالث من مسلسل”أوراق مصرية”، معبرًا عن المسئولية التى تكون على كاهل الممثل عقب إقدامه على تجسيد زعيم كعبد الناصر لن يكرر.
“الزمن إلى ما بعد منتصف العمر صديق الإنسان، وفي أواخر العمر عدوه الأول والجميع يشعر بذلك بمن فيهم الفنانون، وهذه المشكلة ليست موجودة في الخارج بدليل رؤيتنا لشون كونري وآل باتشينو وداستين هوفمان وروبرت دي نيرو الذي تواصل عطاؤهم وقيامهم ببطولات فاجأونا بها”، بتلك الكلمات وصف ما يدور بصدره، ثم فاجأنا بتجسيده لشخصية ياقوت فى مسلسل “ونوس”، لنرى فنانًا من الطراز الأول يمثل بعينيه دون التفوه بكلمة.
وعندما تحدث مع القصبي وروى له قصته عقب خروجه من المنزل هربًا من الفقر ثم عقده مع الشيطان، الذى غواه ثم هربه منه ورغبته فى العودة إلى الله تجد نفسك أمام مدرسة تمثيل تستحق الإحترام والتقدير، وهو الفنان الكبير نبيل الحلفاوى ذلك الرجل الذى يجب الوقوف أمامه كثيرًا للتعلم منه والإعتراف بمكانته الكبيرة وإعطائه حقه، وكان على كل من هاجموه لأنه قال على “جورج كلونى” زميل، أن يفتخروا بكونه ممثل مصرى ويقفوا له إحترامًا.
نرشح لك
بالساعة والدقيقة.. مواعيد مسلسلات رمضان 2016
شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا