شاركت أمس الخميس في مؤتمر كلية الإعلام بالجامعة البريطانية عن “مستقبل الصحافة القومية” بدعوة كريمة من عميد الكلية الدكتور محمد شومان.. وكانت مشاركتي للتعقيب على المتحدثين بالمؤتمر .. وقد كانوا كوكبة من رجال الصحافة في مصر وأساتذة الإعلام.. ولشعوري أن ما دار بالمؤتمر كان نقاشا لصالح المهنة فأحب أن أشارك القاريء خلاصة كلمتي بالمؤتمر وكانت كالتالي:
– الصحف القومية ليست كما يتصور البعض أن هناك مخبر أو رجل أمن يقف وراء كل صحفي ويعطيه التعليمات التي يلتزم بها في النشر.
– الصحف القومية التي تتعبد في محراب السلطة يكون ذلك في الغالب بتطوع أو رغبة قيادات تلك الصحف سواء رؤساء مجالس إدارة أو رؤساء تحرير حفاظا على مقاعدهم وليس لمصلحة السلطة أو الشعب.
– دللت على أنه يمكن بسهولة أن تعمل الصحف القومية بمهنية وحرية دون التحجج بشماعة السلطة وتضييقها، و ذلك بأن ضربت مثالا حيا وهو أن “بوابة الأهرام” صدرت في عز سطوة نظام مبارك ومع ذلك عملت بمنتهى الحرية والمهنية ودون أي تضييق فقط ﻷن قياداتها آمنوا بذلك.
– أكدت أنه لا يوجد سلطة في العالم ترفض أو تمنع من ينافقها متطوعا .
– أكدت أنه من مصلحة السلطة أن تكون الصحف المملوكة للدولة قوية ومهنية حتى تستطيع أن تقدم رسالتها بمصداقية للناس من خلال تلك الصحف.
– شددت على أن أول خطوة لعودة الصحف القومية لنهضتها أن يتم تحديد طبيعة المنتج الصحفي المطلوب من كل إصدار بها بدقة حتى لا يختلط الحابل بالنابل كما هو الحال الآن حيث أصبحت جميع الإصدارات تقدم نفس المضمون والمحتوى وبشكل رديء يجعل القاريء يعزف عنها.
– طالبت بأن يتم تضمين قانون تنظيم الصحافة الجديد نصوص لمحاسبة بعض قيادات الصحف القومية على جرائم الفساد المهني وقتلهم العشوائي والممنهج للمواهب الصحفية بصحفهم لا لشيء إلا للانتقام أو للحقد والغيرة من نجاح من هم أصغر منهم سنا وهي جريمة أخطر من الفساد المالي والإداري.
– أكدت أنه من غير المنطقي تفضيل النشاط الاقتصادي والإعلاني على النشاط الصحفي الذي نشأت من أجله تلك المؤسسات ولم تأتيها الإعلانات أساسا إلا بسبب نجاحها الصحفي سابقا.
– أوضحت أنه توجد كفاءات وخبرات كبيرة بالصحف القومية ولكن يتم تجميدها ﻷسباب تدل على مرض نفسي لدى بعض قيادات تلك الصحف.
– أشرت إلى أن من أسباب نكبة الصحف القومية وأيضا الخاصة حاليا أن قيادات تلك الصحف أصبحوا يغلبون معايير لا علاقة لها بالمهنية والكفاءة في تعيين غالبية الصحفيين، حتى أنه بات حاليا يتم نصح من يلتحق حديثا بصحيفة بأن وجوده وقت أطول كجثة داخل مقر الجريدة أهم 100 مرة من كفاءته أو شغله حتى وإن أتى كل يوم بانفراد.
اقرأ أيضًا:
هشام المياني: صحافة برأس نعامة!!
هشام المياني: كيف تصبح مقربًا من أصحاب السلطة؟
المياني يشكو النجار أمام نقابة الصحفيين