إذا كنت قد شاهدت البرنامج الشهير الذى قام فيه فنان كوميدي بإهداء المذيعة المشهورة بوكسر و ردت عليه بقولها : الإستوديو دة حيفضل طول عمره طاهر، إذا كنت قد سمعت بهذه الحلقة أو شاهدتها و ظننت أن هذا الإفيه المبتذل قد قام به الفنان فلدى رواية أخرى كتبها أحد اصدقائى القاطنين بالولايات المتحدة الأمريكية فى بوست على فيس بوك.
حكى صديقى أنه شاهد الحلقة مثل الكثيرين و تمنى لو قابل الفنان ليسأله عن سر الإفيه غير المتوقع و ليستوضح ما الهدف من وراء كل هذا الكم من الإبتذال دفعة واحدة و مرت الأيام و بينما يسير صديقى فى شوارع فلوريدا سمع صوت بتحدث باللهجة المصرية و يصيح كفاية هامبرجر عايزين حاجة حرشة بقى، فلفت نظر صديقى الصوت و نظر خلفه فإذا بالفنان صاحب إفيه البوكسر هو قائل هذه العبارة المصرية فى قلب شوارع قلما يتحدث روادها العربية، نظر صديقى إلى وجهه و بادله الفنان نفس النظرة التى تحمل فى طياتها عبارة مصرية أخرى : الخلقة دى شكلها مصرى هذا فبادر صديقى بالكلام قائلا صباح الفل .
رد عليه الفنان الشهير صباح القشطة ثم أخذا يتبادلا أطراف الحديث فى البداية سأله صديقى عن مصر و أحوالها ثم سأله عن الحلقة الخاصة بالبوكسر فأجاب الفنان الخلوق الدمث على حسب وصف صديقى له و قال أن الفكرة بالكامل كانت فكرة المذيعة للحصول على نسبة مشاهدة أعلى للحلقة و أنه لم تروقه الفكرة بالكامل و أن كل شئ معد مسبقاً و لا يوجد به أى مفاجآت، فتوقفت للحظة بينما أقرأ البوست و قلت لنفسى مفاجآت أى مفاجآت هذه التى يمكن أن تحدث فى برنامج مسجل لا يذاع على الهواء؟ حتى لو أن الفنان كان صاحب الفكرة و التى أظهرت المذيعة امتعاضها منها كان يمكنها أن تحذفها أثناء المونتاج بكل بساطة ثم تخيلت المذيعة الجميلة صاحبة الحضور الطاغ و هى جالسة تتحدث إلى ضيوفها بمخارج ألفاظ مثل السهام التى لا تضل غايتها أبداً و صوتها الرنان و سألت نفسى ما الذى يدفع مذيعة على هذا القدر من الموهبة باللهاث خلف الفرقعات المبتذلة لرفع نسبة المشاهدة؟
و هل أصبحت نسبة المشاهدة شبح يهدد شاشات الفضائيات و يقتحم علينا بيوتنا مرة بالإبتذال و أخرى بالسحر و الشعوذة و الدجل، و أصبحت تلك الشاشة الصغيرة التى تعد شريان المعرفة لهذا الشعب البسيط هو و شعوب الجوار قنابل موقوتة محملة بالكذب و الخداع و الجهل و لا عزاء للمهنية و لا عزاء للموهبة و لا عزاء للضمير .
إقرأ ايضا: