فاتن الوكيل
تجاوزت الفنانة دينا الشربيني أزمة شخصية غيبت فنانين آخرين لسنوات طويلة، بل وتمكنت من أن تُنسي الوسط الفني والجمهور ما حدث، لتعود صورتها على شاشة أمرًا مألوفًا للجميع كما كان.
لم تقتحم دينا المجال الفني، ولم يشعر المشاهد بأنها دخيلة عليه، وبالرغم من ذلك يجب أن نقر بأنها “نورت” مرة واحدة، في مسلسل “حكايات بنات”، الذي قدمته مع عدة فنانات آخريات مثل صبا مبارك، وريهام أيمن وحورية فرغلي.
خلال هذه الفترة، قدمت دينا العديد من التجارب الفنية، لكن يظل مسلسل “موجة حارة”، من أهم الأعمال التي يجب أن يتوقف أمامها المشاهد، التي قدمت دينا خلاله أداءًا لافتًا من خلال تجسيد شخصية، “شيرين”، بكل تعقيداتها النفسية والاجتماعية، تجاه سمعة والدها، ورغبتها في الارتقاء بمستواها الاجتماعي، ثم الانحدار لابنة الحارة، على يد صديق والدها.
أما شهر رمضان الحالي، فأثبتت دينا موهبتها من خلال “علية عبده”، وهي الشخصية التي لعبتها في المسلسل الساحر “أفراح القبة”، فبالرغم من أن دينا لعبت أدوارًا ذات مساحات أكبر، وحظيت بأدوار بطولة، إلا أن ذكائها الفني، جعلها توافق على المشاركة المميزة لها في مسلسل من قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ.
كما تعودنا من متابعة الحلقات الأولى لـ”أفراح القبة”، فانه لا يقدم تفاصيل شخصياته على طبق من فضة، وعلى مرة واحدة، فكان أول ظهور لدينا “علية عبده”، في المسلسل، وهي صامتة، بنصف وجه محروق، خلال جنازة شقيقتها تحية “منى زكي”، ولم يظهر من شخصياتها ما يُشبع فضول الجمهور.
علية فتاة تحاول التمرد على الوضع الاجتماعي والأسري الغير مُشرف، الذي فُرض عليها، بأن تشق طريقها في الصحافة، وخاصة النقد الفني، وبالرغم من أنها عملت بنصيحة والدتها “بدرية” التي تقوم بدورها الفنانة سوسن بدر، بأن “ترمي للرجالة العضم”، وحصلت على خطوة البداية بالإغواء، فإنها بالرغم من كل الشرور الأخلاقية التي تربت عليها، بدأت أولى كتابتها ببراء الصحفي المبتدئ، وانتقدت عمل فني كبير، عرضها ذلك للنقد والتهديد من رئيسها في العمل، ولكنها سرعان ما “عرفت اللعبة”.
فكرة الخير والشر، لا تبدو سهلة وساذجة في “أفراح القبة”، فالشخصيات من لحم ودم، في يوم تراها سبب العديد من الكوارث، وفي يوم آخر، تتعاطف معها باعتبارها “ضحية”، وهو ما يظهر أيضًا في شخصية “علية”، التي تُكفر عن ذنوبها بالكتابة.
علية التي أرشدت عن طارق رمضان “إياد نصار”، اعترفت لنفسها سريعًا، بأنها ربما تكون قد حطمت بفعلتها قلب أقرب إنسانة إليها.. “تحية”، ثم يُفضل المخرج محمد ياسين أن تُشاهد “علية” فعلتها، تُعاد أمامها مرة أخرى، من خلال تجسيد “طارق” لمشهد تعذيبه، الذي لم تحضره في الحقيقة، لكن تفاصيل الشخصية، لم تنته حتى الآن، ولم تكشف عن نصف وجهها الآخر، لذلك نتوقع أن يظهر المزيد من الأداء البسيط والهادئ لـ”علية عبده” خلال الحلقات القادمة.
من المتعارف عليه، أن الفنان الذي يًشارك في عمل “تقيل”، يفضل أن يُركز ذهنه وموهبته لتأدية دوره باقتدار، لكن دينا استطاعت أن تشارك في أكثر من عمل خلال رمضان، واللافت أن العملين نستطيع ان نقول الآن، أنهما تصدرا إشادات النقاد والجمهور، الأول، والذي تحدثنا عنه سابقًا، هو “أفراح القبة، أما الثاني، الذي لعبت خلاله دينا دورًا أكبر، كان مسلسل “جراند أوتيل”.
استطاعت دينا من خلال شخصية “ورد”، أن تظهر في صورة عاملة الفندق التي تكتشف حملها، من علاقتها بمدير الأوتيل، لكنها خادمة بمقاييس عصرها، وهو ما يميز المسلسل بشكل عام، حيث استطاع أن ينقل أجواء الخمسينات، من حيث الأزياء والديكور، ولغة الحوار.
استخدمت دينا، تعبيرات وجهها، وعينيها، بشكل مكثف خلال تأدية دورها، فهي عاملة الأوتيل، المقهورة من رئيسة الخدم “سوسن بدر”، التي تضطهدها لعلمها بغرام ابنها “محمد ممدوح” بها، لكن هذا لا يمنعها من إعلان التحدي من وقت لآخر.
مع انتظار تصاعد أحداث مسلسلي “أفراح القبة”، و”جراند أوتيل”، وبالتالي تطور الشخصيات التي تقدمها دينا الشربيني، لا يمكن إلا أن نُشيد بشجاعة دينا، التي غامرت بالتمثيل في عملين من أهم أعمال دراما رمضان هذا العام، وأن تقدم تمثيلا حقيقيا بعيدا عن “الأفورة”، والتصنع.
نرشح لك
دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا
شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا