نقلًا عن “7 أيام”
العلاقة بين “المشهور” والجمهور قبل السوشيال ميديا غير ما جرى بعد انتشارها.. سواء كان هذا المشهور رئيسا أو وزيرا أو فنانا أو لاعب كرة، خصوصا في مجال الإبداع، تغير الوضع 180 درجة.
كيف كان الوضع قبل ذلك؟
كان لكل المشاهير هيبة، حتى الفاشلين منهم لأن لا أحد يراهم إلا بالصدفة وفي ظروف محددة، ومن كان يرى الشخص المشهور -وسنطبق هنا على الفنانين بمناسبة سباق رمضان-، كان يفخر بأنه قابل مشهورا ويمكن أن يطلب توقيعه أو صورة تذكارية لو كانت معه كاميرا – قبل عصر الموبايل- حتى لو كان غير مفضل بالنسبة له، لكنه في النهاية ظفر بصورة تذكارية أو أوتوجراف من مشهور سيظل يباهي بها أصدقاءه وجيرانه بل وأولاده فيما بعد.
النجاح والفشل موجودان دائما في الوسط الفني، الواسطة والمحسوبية لم تتوقف ولن تتوقف، المجاملات لن تخرج من الدائرة الفنية مهما قال المنتقدون، لكن ما تغير هو أن صوت الناس بدأ يصل وصيحات الإعجاب أو الإستنكار بات من الممكن رصدها وحصرها وإخضاعها لترمومتر يقيس درجات الإرتفاع إلى القمة والسقوط إلى الهاوية.
قبل عصر السوشيال ميديا، كان المتفرج يجلس وسط أسرته ويقول “الممثلة أم شعر أصفر دي ملهاش فيها، أكيد ليها ضهر” ويتعاطى المسلسل لأنه مفيش غيره أساسا، إذا تذمر ورفض المجاملات في مسلسل الساعة 7 هيروح فين؟ بعد أيام سيقرأ في جريدة مطبوعة حوارا للممثلة “أم شعر أصفر” تتكلم فيه عن المخرج الذي أعطاها الفرصة والشخصيات التي تتمنى أن تجسدها، بعد عامين أو ثلاثة ستختفي هذه الممثلة وترجع من حيث أتت ويختفي ابن المخرج أو شقيق النجمة، لكن المواطن كان لا يعلم أين ذهبوا وعندما يعودون يقول “يااااه هو رجع تاني كان فين ده”.
كل ما سبق تغير، وبات من الممكن أن يكتب كل مواطن رأيه في أي فنان سواء على حسابه الشخصي أو يذهب لحساب الفنان ويكلمه وجها لوجه، أتكلم هنا على المواطن العادي لا “اللجان الإلكترونية” التي يؤجرها بعضهم إما للدفاع عنه أو الهجوم على منافسيه، لم يعد من الممكن أن تقاوم حملات التجميل الصحفية أو أموال المنتج أو علاقات الممثل طوفان الجمهور الذي بات ندا لصانع العمل وقادرا على أن يعبر عن رأيه في وقتها، بل بات قادرا على الدفاع بشكل أفضل عن نجمه المفضل لو تعرض لحملة ظالمة عبر نشر أخبار كاذبة أو أراء متحاملة.
أتكلم مرة أخرى على الجمهور العادي وليس ألتراس النجم، هناك للأسف من هم مستعدون لقتل أي ناقد أو رافض لجديد النجم لمجرد أن هذا النجم عمل له “لايك” أو “فولو باك” ، معظمهم شباب صغير السن تحركهم العاطفة من جهة والجهل من جهة أخرى بقواعد العمل الفني، اذا انتقدت قيام ملحن “صوته وحش” بالغناء في إعلان خيري يقولون لك “ما هو صاحب الفكرة والمخرج مفهاش مشكلة يعني”، لا فيها مشكلة لكن المؤيد الأعمى لا يعرف قواعد الفن ولا أساسيات النقد، هذا المؤيد لازال قلة مندسة، لكن الجمهور بشكل عام لم يعد يرحم أي فنان يرى في نفسه ما يفوق قدراته الحقيقية، أو فنان آخر موهوب يجعله الغرور يختار كل عناصر العمل الفني بمفرده، يمنح ثقته لمخرج يجامل زوجته فيخرج العمل باهتا، وكأن “ثقة في الله هانجح” هي “افتح يا سمسم” في مغارة علي بابا، الجمهور يسمع الأساطير لكنه لا يصدقها ونجم كيحيي الفخراني لم يحقق هذا النجاح بنفس الدرجة من أول مسلسل، بل ترنح كثيرا ما بين تفوق وتعثر وتقديم مستوى متوسط حتى حافظ على القمة ولم ينزل منها بعد.
السقطة في عصر السوشيال ميديا أصعب بكثير من عصر الصحف المطبوعة، كان من الممكن أن يمر العمل الفاشل مرور الكرام وينساه النجم ويرفض الكلام عنه، الآن يغامر أحدهم ببطولة مطلقة أو بظهور في إعلان خيري بحثا عن انتشار واسع، يضع قدمه في المكان الخطأ، يحفر له الجمهور بئرا من التعليقات العنيفة والعبارات الساخرة تظل تلاحقه إلى الأبد إلا لو عاد إلى رشده وقدم ما يريده الناس لا ما يريده هو، وللأسف لما أرى في نجوم السنوات الأخيرة من فعلها، كلهم من طراز الفنانين منتهي الصلاحية، يلمع لعامين أو ثلاثة، ثم لا تراه مجددا وتهرسه ماكينة الجمهور التي لا ترحم.
نرشح لك
محمد عبد الرحمن يكتب: الصحافة لا تفيد
دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا
شارك واختر.. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ اضغط هنـــا