نقلًا عن “الوطن”
ويعرف الكيف بأنه المزاج الذى يدمر صاحبه ويقلب حياته رأساً على عقب، وعرّفه القائم بأعمال «عبده الكرف» بأنه الشىء اللى بيذل صاحبه، ويتباين نوع الذل حسب نوع الكيف، وكل واحد ينقى، منهم من يختار المخدرات أو المشروبات الكحولية أو تطلب معاه ستات، ومنهم من يكون كيفه قدر ومكتوب.
النوع الأخير ده لا ناقة لنا فيه ولا جمل، ده نصيب.. وقدر لا مفر منه، نصيبك إن ربنا يكرمك بابن يكون صاحب مزاج.. أو مزاجه إنه يبوظ شغلك ويشوه تاريخك.. على حسب. وهنا نقطة ومن أول السطر لأتحدث عن المؤلف محمود أبوزيد، صاحب الأعمال الرائعة «جرى الوحوش»، «العار»، «الكيف»، «البيضة والحجر» وغيرها من أعمال حملت خفة دم وكوميديا عالية وأفكاراً بعضها صادم للمجتمع، ساعده فى انتشاره مشاركة «غيلان تمثيل» بحجم أحمد زكى ويحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف.
نعود لموضوعنا، «الكيف» الذى كان «فيلماً»، كتبه محمود أبوزيد، من بطولة يحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز، فأصبح مسلسلاً كتبه ابن محمود أبوزيد ومثّله باسم سمرة وأحمد رزق، فى الفيلم كانت الحالة واضحة أنه لا فارق بين «كيف» نشربه ويخدر الأعصاب، و«كيف» بالأغانى الهابطة «اللى بتدوش الدوشة بدوشة أكتر من دوشتها» والتى تخدر المجتمع، أما المسلسل فأى حاجة فى رغيف، باسم سمرة عامل نفسه كوميدى وكده، وأحمد رزق بيجتهد علشان يقلد كرش يحيى الفخرانى.
الجريمة التى ارتكبها أحمد محمود أبوزيد فى حق أبيه الكاتب المبدع محمود أبوزيد فى تحويل فيلم «الكيف» إلى مسلسل، لا تقل عن سابقتها التى فعلها بدم بارد مع أبيه أيضاً فى تحويل فيلم «العار» إلى مسلسل بنفس الاسم، والذى قدم فيه مصطفى شعبان دور نور الشريف وقدمت درة شخصية «روقة» اللى ماتت موتة مش طبيعية بعد ما عيل سرسجى غزها بمطوة.. فى الفيلم طبعاً هناك مشهد عبقرى لغرقها فى البحر أثناء سحب المخدرات خاصة عندما بكى نور الشريف، دمع وهو يقول للظابط الذى يسأله أن كان يعرفها فقال «ما أعرفهاش بس المنظر صعب عليا».
هل ضاقت الدنيا بالكاتب الشاب فلم يجد إلا أعمال أبيه، ليلهو بها قليلاً ويعيد كتابتها وإنتاجها، الإبداع ليس محلات بقالة ليعيد الورثة تدويرها فتتحول إلى مطعم أو محل بلاى ستيشن.. حتى أيمن بهجت قمر عندما عجبته اللعبة لم يقترب من شغل «الحاج» وفتح على شغل أسامة أنور عكاشة بالجزء السادس من ليالى الحلمية، ولو مددنا الخيوط على استقامتها مش هنلاقى حاجة عدلة من تاريخنا، كل عيل هينحت شغل أبوه أو ياخد موافقة الأولاد.. هنا أعود إلى عنوان المقال من جديد بأن «الكيف» بيذل فعلاً لكن أحياناً «الأولاد» بيذلوا أكتر.
نرشح لك
محمد المعتصم يكتب: دريسنج روم لوزيرة الاستثمار
محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم
دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا
شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا