وليد رشاد يكتب: من المراسلة التي تحولت إلى نجمة رمضان؟!

من حسن حظي أنى أعمل في مجال التقارير الخارجية منذ ما يقترب من 15 عاماً حتى أصبحت أقدم مراسل تليفزيوني عامل في مجال برامج التوك شو، على مستوى كل المحطات العربية، ولذلك عاصرت أجيال وأجيال من المراسلين سواء في القناة الفضائية التي أعمل بها أو في القنوات الأخرى، بعضهم تحول إلى مجال التقديم التليفزيوني، وبعضهم فضل الوظائف الإدارية العليا في مجال الإعلام، وقليلاً منهم تحول إلى المجال الفني، وبعضهم اختصر الطريق واعتزل العمل الإعلامي بعد أن حصل على ما يريده من المجال أو بعد أن فشل في إثبات ذاته أو أنه لم يحتمل ضغوط وصعوبات المجال، لأن مهنة المراسل التليفزيوني تعد من أكثر المهن التي يتعرض من يعمل بها لمخاطر وضغوط لا حدود لها، ولأنها مهنة مستحدثة نسبياً في قنواتنا المحلية نجد أنها لا تلقى الدعم والتقدير المادي او المعنوي، ولذلك من لا يعشق المهنة فإنه يغادرها بلا رجعة، وبعيداً عن المخاطر والضغوط وعدم التقدير الذي يعاني منه كثيراً من المراسلين فى معظم القنوات الفضائية وتلك الأمور التي ربما تثير شجون معظم المراسلين، ولأننا في شهر رمضان ولا نريد أن نصدر النكد للناس، فسوف نعود فقط لقصة لطيفة وهى حدوتة الأقلية التي تركت العمل في مجال المراسلة التليفزيونية وانطلقت في المجال الفني.

صحيح أن كثيراً من المذيعات تحولن للوسط الفني مباشرة استغلالاً لجمالهن أو شهرتهن أو قبولهن أو كاريزماتهن مثل “نجلاء بدر”، “إنجي علي”، “ريهام سعيد”، ” شيرين الطحان”، “دينا الشربيني”، “ريم المنسي”، وصحيح أن المراسلة ومذيعة الراديو “سماح سمير” قدمت بعض المشاهد في السينما والتليفزيون، والمراسل “وليد فريد” قدم بعض المشاهد في بعض الأعمال الدرامية، وكذلك المراسلة “لميس سلامة” أدت مشهداً في أحد المسلسلات، لكن تظل “إنجي المقدم” حالة استثنائية في مشوارها حيث أنها بدأت بالعمل مراسلة تليفزيونية ضمن الجيل الأول من مراسلات التوك شو في العالم العربي وبعدها أصبحت مذيعة برنامج مسابقات ثم أصبح لها توك شو مستقل وبعدها بدأت التمثيل في حلقات الست كوم وأخيراً أصبحت نجمة رمضانية.

نرشح لك : إنجي المقدم: الوصول إلى النجومية “واحدة واحدة”

16fb0a14-f9ca-4487-b1f4-7a06c391bc72

كان لى الحظ أن أزامل “إنجي” فى القناة الفضائية التي أعمل بها منذ سنوات حيث كنت ضمن الجيل الثاني من مراسلي التوك شو في أقدم برنامج توك شو عربي، قبل أن تظهر كل برامج التوك الشو الموجودة حالياً، وكانت “انجي” ضمن نجمات الجيل الأول من المراسلات اللاتي تم اختيارهن من خريجات الجامعة الأمريكية، واستطاعت “انجي” أن تحصل على فرصة من إدارة القناة لتقديم برنامج مسابقات هو “السلم والثعبان” ولكنها صممت على عدم التخلي عن وظيفتها الأصلية كمراسلة، حتى جاءتها الفرصة الأكبر عند افتتاح قناة “OTV” وتبنيها لنمط جديد من الإعلام الشبابي واستخدام اللغة العامية في تقاريرها وبرامجها، وحصلت “انجى” على فرصة تقديم البرنامج المسائي الأساسي “مسائك سكر زيادة”، وبعدها بدأت رحلة البحث عن مكان لها في عالم الدراما عن طريق مسلسلات السيت كوم، ورغم ان “انجى” بدأت رحلة العمل الفني متأخرة نسبياً عن معظم بنات جيلها لأنها دخلت الوسط الفنى بعد أن استقرت حياتها الزوجية عكس معظم الوجوه الصاعدة، إلا أن خطواتها كانت قوية ومتتالية بدأتها بالعمل فى ست كوم “احمد اتجوز منى” وكانت لا تمثل فيه بل انها كانت تؤدى دوراً اشبه بشخصيتها فى الحياة وظلت فترة أسيرة شخصية البنت الستايل المتمردة، ورغم أدائها النمطى في “أحمد اتجوز منى” وبعده “حرمت يا بابا” إلا أنها انطلقت فى الأعمال التالية وتطور أدائها لتصبح واحدة من أبرز نجمات جيلها ولها بطولات متنوعة، ويمكن أن نعتبر بدون أى مبالغة أن “إنجى” في العامين الأخيرين وصلت لما يسمى مرحلة النضج الفنى.

وما زلت أشعر بالسعادة كلما شاهدت “انجى” فى أى عمل فنى جديد وأتذكر الأيام التى تزاملنا فيها فى نفس القناة وذات البرنامج وكانت دائماً “انجى” تعطي الجميع إيحاءاً إيجابياً بأنها سوف تكون نجمة قريباً جداً سواء كمذيعة أو كممثلة، لأن كاريزما النجومية تلازم الشخص منذ بداياته ولكنها تظهر بوضوح حينما تتاح له الفرصة المناسبة، إلا أن أجمل ذكرى عن “انجى” كان تقريرها التاريخى فى عام 2002 او 2003 على ما أتذكر، التقرير كان يدور حول عم “جمال” وهو فنان كان يرسم بورتريهات بالفحم (تقريباً) ويجلس أمام مجمع التحرير، ذلك التقرير التاريخى جمع بين قامتين كبيرتين فى مجالين مختلفين بين مخرج التقرير وهو “أكرم فريد” الأستاذ فى معهد السينما والمخرج السينمائى الشهير حالياً (ومخرج البرامج والتقارير وقتها قبل اقتحامه عالم السينما) وبين النجمة “انجى المقدم” أو المراسلة والمذيعة وقتها، التقرير كان رائعاً ومميزاً لأنه لم يكن منفذاً بطريقة التقارير أو حتى بأسلوب التليفزيون بشكل عام ولكن بروح السينما، وما زلت اذكر أن “انجى” سألت عم “جمال” عن أبرز الأشياء التى يراها مختلفة فى وجهها وسوف يحاول إبرازها فى لوحته، فأكد لها أن وجهها وكل تفاصيله مميزة وجميلة وربما نادرة وسوف يحرص على إبراز جمالها إجمالياً فى لوحته، بس يا ترى عم “جمال” لسه عايش ؟! ولو كان عايش حيفتكر “انجى” المراسلة اللى رسمها وقتها وحيعرف إنها أصبحت نجمة من أكبر نجمات دراما رمضان بريقاً ؟! حيث أدت دور البطولة العام الماضى أمام “احمد السقا” فى مسلسل “ذهاب وعودة” وهذا العام أمام المتألق “طارق لطفى” فى مسلسل “شهادة ميلاد”، ولكن السؤال الأهم هل يمكن أن نرى عمل تليفزيونى كبير يجمع مرة أخرى بين النجمة “انجى المقدم” والمخرج المبدع “أكرم فريد” ؟!

نرشح لك

وليد رشاد: مين منصور السماحي ده؟؟!!

محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم

دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا

شارك واختار .. ما هو المسلسل الكوميدي الذي تتابعه في رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن