نقلاً عن “البوابة”
شكرى محمد عياد… ناقد وقاص وأستاذ جامعى، عمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم، ثم انتقل إلى مجمع اللغة العربية محررا فى العام 1945، انضم إلى هيئة التدريس بجامعة القاهرة عام 1954، ثم عين أستاذا لكرسى الأدب الحديث فى قسم اللغة العربية فى العام 1968، وعميدا لمعهد الفنون المسرحية 1969، وله العديد من الدراسات النقدية والكتابات الأدبية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية للآداب عام 1988، ثم جائزة الكويت للتقدم العلمى فى العام نفسه.
قبل أن تسأل ما مناسبة هذه المعلومات الأرشيفية الجافة عن شكرى عياد؟
ولماذا تأتى هنا فى سياق حديث مطول عن القرآن الكريم؟
سأقول لك: إنه صاحب اتجاه مهم جدا فى تفسير القرآن، وهو الاتجاه الأدبى.
وقبل أن تقول: وهل يوجد تفسير أدبى للقرآن، سأقول لك إن الحكاية طويلة جدا.
فى العام 2010 صدر عن مكتبة الأسرة كتاب “من وصف القرآن… يوم الدين والحساب” لشكرى محمد عياد، دعك من الاسم واهتم قليلا بمقدمة الكتاب.
يقول عياد: “هذا بحث سطرته منذ نيف وثلاثين عاما، وكانت مدرسة التفسير الأدبى تحاول شق طريقها فى حياتنا الجامعية والثقافية وسط أعاصير من سوء الفهم وضيق الأفق، ولم أكن راضيا كل الرضا عن هذا الذى كتبت، وكنت مع ذلك موقنا أن قلة نادرة من القراء هى التى يمكن أن تصبر على عمل كهذا، يحاول أن يفسر كتاب العربية الأكبر طبقا لمنهج يستمد من علوم اللغة والأدب كما يستمد من كتب التفسير المنقول والمعقول، ويرفد الدرس الأدبى بثقافة نفسية واجتماعية، ويبذل غاية الجهد فى استقصاء الوقائع ومقارنة النصوص قبل أن يقدم على إبداء الرأى”.
كانت هناك مدرسة فى التفسير الأدبى للقرآن الكريم إذا؟
وقبل أن تسأل أين ذهبت؟
سأقول لك أن هذه قصة تستدعى أن نعود إلى الوراء عدة عقود.
فى العام 1926 تحدث طه حسين بما جر عليه المشاكل.
فى كتابه “فى الشعر الجاهلى”، قال: “للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا أيضا عنهما، ولكن ورود الاسمين فى التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخى”.
لم يتوقف طه حسين، أكمل طريقه إلى ما يريده، قال: “فضلا عن إثبات هذه القصة التى تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب والمستعربة فيها، ونحن مضطرون إلى أن نرى فى هذه القصة نوعا من الحيلة فى إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة أخرى، والقرآن والتوراة من جهة أخرى”.
ذاق طه حسين بسبب ما قاله ما ذاقه من صنوف المطاردة والاتهامات بالتكفير، وجلس أمام المحقق محمد نور بالفعل، ليجادله فيما قاله عن القرآن.
صحيح أن عميد الأدب العربى لم يدن بشيء، لكن صحيح أيضا أن الكتاب تم حظره لسنوات طويلة، واضطر طه حسين أن يغير اسمه إلى “فى الأدب الجاهلى”، بعد رفضه أن يغير شيئا فى مضمونه.
بعد ما يقرب من 21 عاما، وتحديدا فى العام 1947 انتهى محمد أحمد خلف الله الذى كان يدرس فى جامعة فؤاد الأول (القاهرة فيما بعد) من رسالته للدكتوراه، كان عنوانها “الفن القصصى فى القرآن”، وحملت اسم أمين الخولى الذى كان رئيسا لقسم اللغة العربية بكلية الآداب مشرفا عليها.
فى هذه الرسالة حاول خلف الله أن يعيد بعضا مما ذهب إليه طه حسين.
أكد على أن ورود الخبر فى القرآن الكريم لا يعنى بالضرورة وقوعه، فالتاريخ لم يكن أبدا من مقاصد القرآن، والتمسك بهذا يمثل خطرا على القرآن ذاته، بل يمكن أن يدفع الناس إلى الإنصراف عنه، كما انصرفوا قبل ذلك عن التوراة.
مال خلف الله إلى أن القصص التى وردت فى القرآن الكريم لم ترد إلا للعظة والعبرة فقط، ولم يكن ما قاله هذا ناتجا عن تأمله أو تحليله هو، بل استند فيه إلى ما جاء فى تفسير رشيد رضا الذى أطلق عليه “تفسير المنار”، حيث قال: أخبار التاريخ فى القرآن ليست دينا، فوقائعه وزمانه ومكانه لم يقصدها القرآن لذاتها، وإنما لبيان سنة الله فى الأرض والناس.
رشيد رضا نفسه كان قد بنى ما ذهب إليه فيما قدمه عن القصص القرآنى على ما قاله أستاذه الإمام الأكبر والأستاذ المعلم محمد عبده، وهو تفسير بالمناسبة تعيد مجلة الأزهر التى تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية نشره على حلقات منذ سنوات، وتقدمه على غيره من التفاسير.
فى تفسير محمد عبده للقرآن يمكن أن نقرأ الآتى: أنزل الله القرآن الكريم هدى وموعظة، وجعل من قصص الرسل عبرة وتذكرة لا تاريخ شعوب ومدائن، ولا تحقيق وقائع ومواقع”.
ويمكن أن نقرأ الآتى أيضا: جاءت القصص فى القرآن لأجل الموعظة والاعتبار، لا لبيان التاريخ، ولا للحمل على الاعتقاد بجزئيات الأخبار عن الغابرين، وإنه ليحكى من عقائدهم الحق والباطل، ومن تقاليدهم الصادق والكاذب، ومن عاداتهم النافع والضار، لأجل الموعظة والاعتبار، وعليه فحكايات القرآن لا تعدو العبرة، وهو أمر جيد لأن من شأنه أن يمنع المهتمين بالقرآن من السقوط فى جبر القرآن على مسايرة حوادث التاريخ وتحويله إلى كتاب تاريخ أو كتاب علمى، وأن تغنيه عن التكلف والتجاوز فى التخريج والتأويل والتوفيق، أو الحيرة والتساؤلات فى صدد تلك الماهيات والوقائع، وتجعل القرآن يظل فى نطاق القدسية من التذكير بالمعروف والإرشاد والموعظة والعبرة”.
ما الذى خلص إليه محمد أحمد خلف الله من رسالته؟
عبارة مكتملة يمكن أن نتعامل معها على أنها خلاصة بحثه ودراسته.
يقول: “من يعارض فى وجود القصة التمثيلية فى القرآن الكريم وأنها وليدة الخيال، وأن الخيال إنما يسود هذا النوع من القصص لحاجة البشر إليه وجريهم فى بلاغتهم عليه، والله سبحانه وتعالى إنما يحدثهم بما يعتادون”.
رفضت الجامعة دراسة محمد أحمد خلف الله، وكانت طعنة موجهة إلى أستاذه أمين الخولى، وكانت هذه الضربة قاصمة لظهر محاولة التفسير الأدبى للقرآن الكريم.
أكمل خلف الله طريقه، درس فى معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، وشغل منصب وكيل وزارة الثقافة المصرية، وشارك فى تأسيس حزب التجمع، وشغل منصب نائب رئيس الحزب، ورأس تحرير مجلة اليقظة، وواصل التأليف فى موضوع دراسته الأولى، فأخرج للمكتبة العربية كتب “الفن القصصى فى القرآن، والقرآن ومشكلات حياتنا المعاصرة، والقرآن والدولة، والقرآن والثورة الثقافية، وهكذا يبنى الإسلام، والأسس القرآنية للتقدم”.
****
بالقرب من محمد أحمد خلف الله كانت هناك ضحية أخرى.
ما رأيكم أن نعود مرة أخرى إلى حديثنا الأول، إلى الدكتور شكرى محمد عياد.
كان واحدا من تلاميذ أمين الخولى، وعندما أحاطت به الأزمات ابتعد كثيرا عنه، وعن المنهج الذى كتب به دراسته “من وصف القرآن… يوم الدين والحساب”.
يوضح عياد ملامح منهجه ومنهج أساتذته الممتدين من محمد عبده مرورا بمحمد رشيد رضا إلى أمين الخولى، بقوله: “منهج التفسير اليوم فى الجامعة منهج أدبى، وقد تناول أستاذنا أمين الخولى فى مقاله عن التفسير البحث فى اتجاهات التفسير منذ نشأته إلى اليوم، وأوضح تأثر هذه الإتجاهات بالأغراض التى كان يقصد إليها المفسرون، ويعنون بتحقيقها أكثر من غيرها، وأورد نقد الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده لهذا الإكثار فى مقاصد خاصة، بأنه يخرج بالكثيرين عن المقصود من الكتاب الإلهى، وهو فى نظر الأستاذ الإمام، الاهتداء بالقرآن.
ما الذى قاله أمين الخولى، ويمكن اعتباره الأساس الأول لهذا المنهج.
يقول: المقصد الأسبق والغرض الأبعد هو النظر فى القرآن الكريم من حيث هو كتاب العربية الأكبر، وأثرها الأدبى الأعظم، فهو الكتاب الذى أخلد العربية، وحمى كيانها وخلد معها، فصار فخرها وزينة تراثها، وتلك صفة للقرآن يعرفها العربى مهما يختلف به الدين ويفترق به الهوى ما دام شاعرا بعربيته، مدركا أن العروبة أصله فى الناس، وجنسه بين الأجناس، وسواء بعد ذلك أكان العربى مسيحيا أو وثنيا، أم كان طبيعيا دهريا لا دينيا، أم كان المسلم المتحنف، فإنه سيعرف بعروبته منزلة هذا الكتاب فى العربية، ومكانته فى اللغة، دون أن يقوم ذلك على شيء من الإيمان بصفة دينية هذا الكتاب، أو تصديق خاص بعقيدة فيه.
الأمر ليس عند العرب فحسب.
يقول أمين الخولى كما نقل عنه شكرى عياد: ليس هذا شأن العرب فحسب، بل إن الشعوب التى ليست عربية الدم أصلا، لكن وصلها التاريخ وسير الحياة بهذه العروبة، فارتضت الإسلام دينا، ثم اتخذت العربية لغة، حتى صارت تلك العربية أصلا من أصول حياتها الأدبية، حتى هذه الشعوب التى ربطتها بالعربية هذه الأواصر الوثقى، إلى أن صارت العربية عنصرا أساسيا وجانبا جوهريا من شخصيتها اللغوية الفنية، قد صار لكتاب العربية الأعظم وقرآنها الأكرم مكانة بين ما تعنى به، من دراسة أدبية وآثار فنية قولية، فألزمها كل أولئك تناول الكتاب بدراسة أدبية، تتفهم بها أصول ما ورثت من تلك العروبة.
على ما يقدمه أمين الخولى، فإن العربى القح أو من ربطته بالعربية تلك الروابط، يقرأ هذا الكتاب الجليل، ويدرسه درسا أدبيا، كما تدرس الأمم المختلفة عيون آداب اللغات المختلفة، وتلك الدراسة الأدبية لأثر عظيم كهذا القرآن هى ما يجب أن يقوم به الدارسون أولا، وفاء بحق هذا الكتاب، ولو لم يقصدوا الاهتداء به او الانتفاع بما حوى وشمل، بل هى ما يجب أن يقوم به الدارسون أولا، ولو لم تنطو صدورهم على عقيدة ما فيه، أو انطوت على نقيض ما يردده المسلمون الذين يعدونه كتابهم المقدس، فالقرآن كتاب الفن العربى الأقدس، سواء أنظر إليه الناظر على أنه كذلك فى الدين أم لا.
****
الأمر سيكون أكثر وضوحا الآن، فحتى هذه اللحظة الحديث عن تفسير أدبى للقرآن يمكن أن يكون طلسما، لكن ها هو أمين الخولى يكمل حديثه، يقول: صواب الرأى فيما يبدو أن يفسر القرآن موضوعا موضوعا، لا أن يفسر على ترتيبه فى المصحف الكريم سورا أو قطعا، ثم إن كانت للمفسر نظرة فى وحدة السورة وتناسب آيها، واطراد سياقها، فلعل ذلك إنما يكون بعد التفسير المستوفى للموضوعات المختلفة فيها.
للمنهج الأدبى فى تفسير القرآن قواعد وملامح وتفاصيل.
يقول الخولى: إذا كان وجه الرأى أن التفسير الأدبى لكتاب العربية الأكبر، هو أول ما يجب أن يحاوله من لهم بالعربية صلة لغوية أدبية، سواء أكانوا عربا أم غير عرب، وإذا ما كان وجد الرأى أن هذا التفسير الأدبى ينبغى أن يتناول القرآن موضوعا موضوعا، لا قطعة قطعة، فعلى هذا الأساس يكون منهج التفسير الأدبى إذا صنفين من الدراسة، كما هى الخطة المثلى فى درس النص الأدبى، وهذان الصنفان هما: دراسة حول القرآن.. ودراسة فى القرآن”.
دراسة ما حول القرآن تشمل دراسة تاريخ القرآن ذاته، وهى الدراسة التى أطلق عليها المتقدمون “علوم القرآن” والتى عالجها المستشرقون فى منهج آخر، كما تشمل دراسة البيئة المادية والمعنوية، التى ظهر فيها القرآن وعاش، وفيها جمع وكتب وقرئ وحفظ، وخاطب أهلها أول من خاطب، وإليهم ألقى رسالته لينهضوا بأدائها، وإبلاغها شعوب الدنيا.
أما دراسة ما فى القرآن فتبدا بالنظر فى المفردات، وأصولها اللغوية، ومعانيها فى العصر الذى نزل فيه القرآن، ثم معانيها الاستعمالية فى القرآن، ثم بعد المفردات يكون نظر المفسر الأدبى فى المركبات، وهو فى ذلك ولا شك مستعين بالعلوم الأدبية من نحو وبلاغة، ولكن لا على أن الصيغة النحوية عمل مقصود لذاته، ولا لون يلون التفسير كما كان الحال قديما، بل على أنها أداة من أدوات بيان المعنى وتحديده، والنظر فى اتفاق معانى القراءات المختلفة للآيات الواحدة، والتقاء الاستعمالات المتماثلة فى القرآن كله، ثم أن النظرة البلاغية فى هذه المركبات ليست هى تلك النظرة الوصفية التى تعنى بتطبيق اصطلاح بلاغى بعينه، وترجيح أن ما فى الآية منه هو كذا لا كذا، إو إدراج آية فى قسم من الأقسام البلاغية دون قسم آخر، بل على أن النظرة البلاغية هى النظرة الأدبية الفنية، التى تتمثل الجمال القولى فى الأسلوب القرآنى، وتستبين معارف هذا الجمال، وتستجلى قسماته، فى ذوق بارع قد استشف خصائص التراكيب العربية، منضما إلى ذلك التأملات العميقة فى التراكيب والأساليب القرآنية، لمعرفة مزاياها الخاصة بها بين آثار العربية، بل لمعرفة فنون القول القرآنى وموضوعاته، فنا فنا وموضوعا موضوعا، معرفة تبين خصائص القرآن فى كل فن منها ومزاياه التى تجلو جماله.
بعد أن ينهى شكرى عياد ما ينقله من رؤية أمين الخولى عن التفسير الأدبى للقرآن، يقول إنه حاول أن يطبق هذه الملامح على دراسة الوصف القرآنى ليوم الدين والحساب، ورغم التزامه الشديد بهذه المبادئ، إلا أن هناك بعض المبادئ التى أضافها هو.
فخلف البحث فى المفردات والبحث فى الأساليب بحث آخر، لا يتم التفسير الأدبى إلا به، وهو فى الغالب لم يغب عن أمين الخولى حين اشترط فيمن يقدم التفسير الأدبى أن يدرس بيئة القرآن المعنوية من عقائد ونظم اجتماعية وفنون متنوعة وأعمال مختلفة، إلى سائر ما تقوم به الحياة الإنسانية لتلك العروبة، ولا حين ألمح إلى أن للقرآن معانى ومرامى إنسانية اجتماعية بعيدة الهدف، أبدية العمر.
فوراء البحث عن المفردات والأساليب بحث فى المرامى الإنسانية والإجتماعية للقرآن، وليس البحث فى هذه المعانى مطلبا وراء التفسير الأدبى للقرآن، كالبحث فيما جاء فيه من التشريع مثلا، بل هو من صميم التفسير الأدبى.
إذا أردنا أن ندرس القرآن درسا أدبيا، كما تدرس الأمم المختلفة عيون آداب اللغات المختلفة، فليس ما يكفى الباحث حتى يتصدى لدراسة كتاب من عيون الأدب، أن يبين معانى ألفاظه، ووجوه البلاغة فى تعبيره، إذا لم يفرغ جهده فى بيان قيمته الإنسانية، بإبراز ما يضيفه إلى النفس الإنسانية من وعى جديد بذاتها، وإدارك دقيق لما حولها، إدراك يمتزج فيه التفكير والوجدان امتزاجا لا يتأتى فى غير الأدب الرفيع، ولئن كان هذا القول صادقا على الأدب فى عمومه، إنه على الأدب الدينى أصدق، فلا تجد أنك بحاجة إلى مزيد من التوضيح للمعنى، ولا عليك إن كنت مؤمنا أو ملحدا، ما لم توصد دونه أبواب حسك، وتغلق منافذ نفسك.
****
هذه نظرة من النظرات الكثيرة فى تفسير القرآن.
يمكن أن ترفضها تماما، ويمكن أن تتأملها، باعتبار القرآن كتاب العربية الأول، الذى فيه قمة البلاغة اللغوية، ليس شرطا أن تكون مؤمنا أو ملحدا فى هذه المساحة… المهم أن تقرأ بعقلك، وأعتقد أن القرآن يحتاج أحيانا إلى أن تراه بالعقل، وليس بالقلب فقط.
نرشح لك
محمد الباز يكتب: هل فسر البابا شنودة القرآن؟ (القرآن في مصر 18)
شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ اضغط هنـــا