حوارات ومناقشات دائمة نراها الآن على السوشيال ميديا، حول الأعمال الدرامية الرمضانية، كل يتحدث عن العمل الذي أعجبه والبطل الذي أحبه بطريقته وبأسلوبه، وجهات نظر متعددة ومختلفة ومتناقضة أحيانا حول العمل الدرامي الواحد، أحيانا بالسلب وأحياناً أخرى بالإيجاب، نجت من هذا الاختلاف بعض الأعمال التي أجمع كثيرون علي جودتها، منها ‘ جراند أوتيل’ الذي لعب في منطقة خاصة به، وربما كان الوحيد في السباق الرمضاني الذي اتخذ سياقاً متفردا بعيداً عن بقية الأعمال التي انحصرت في الجريمة والعقاب والمرض النفسي، والوحيد الذي صنف بأنه عمل درامي اجتماعي حتى وإن اشتمل على جزء بوليسي، فقد تنوعت العلاقات فيه، فشاهدنا علاقات الحب، والخيانة، والوفاء، والغدر، والأبعاد الطبقية الاجتماعية أيضا.
ورغم أن فكرة العمل مقتبسة وأنني من المتحمسات أكثر للإبداع المحلي، فإن تامر حبيب هنا جعلني أرحب بفكرة الاقتباس طالما التناول سيكون بهذا الشكل الرائع، فقد كانت لتامر حبيب رؤيته الخاصه التي جعلت المشاهد يشعر بمصرية العمل ولا يهتم بفكرة اقتباسه من عمل أسباني، فالعمل مكتوب بدقة وحرفية وجمال. ولا يمكننا أن نغفل هنا دور المخرج أحمد شاكر خضير الذي صنع مع تامر حبيب ثنائيا رائعا نتمنى رؤيته مجددا في عمل آخر شرط أن يكون على نفس هذا المستوى.
وقد تناول المسلسل حقبة الخمسينات ونجح مخرجه في تحقيق جوه المناسب بتفاصيله المميزة لدرجة أنه جعلنا نشم رائحة تلك الفترة بما شاهدناه من ديكور وملابس وموسيقى، بل وفي الوجوه والكادرات، حتي يخيل للبعض أثناء متابعته للعمل أنه يعيش داخل الحدوته ويمر عبر تلك الحقبة. لقد قدم تامر حبيب وكل طاقم العمل للمشاهدين سحرا دراميا عبر الصورة والإيقاع والأحداث والأداء التمثيلي. كما حافظ المسلسل على إيقاعه المنضبط، مما يشعرك أنه مسلسل يسعى نحو الكمال، حيث يجعلك في حالة ترقب دائم، من خلال أحداثه الساخنة وصعوبة توقع تطورها؛ فعنصر المفاجئة موجود. كما لا يوجد في العمل بطل وكومبارس، فكل الموجودين في العمل أبطال حكاياتهم ومشاهدهم.. إنه عمل يستحق وصفه بالجماعي بامتياز، وهذا ما نفتقده هذه الأيام في الدراما التي ترتكز عادة على بطل واحد أو بطولة مزدوجة بين بطل وبطلة، وربما لا يشاركه هذا الوصف سوى مسلسل أفراح القبه من بين أكثر من أربعين عمل درامي في رمضاننا هذا!
ونهاية لو تكلمنا عن مستوى الأداء، سنجد أنه كان أشبه بمباراة في الإبداع، تفوق فيها الجميع بلا استثناء، بداية من البرنسيس أنوشكا، التي رسمت خط جديد لها، وتعتبر في هذا المسلسل اكتشافا فنيا ربما يفتح لها أبواب أعمال كثيرة قادمة.
محمد ممدوح ‘تايسون’ سارق الكاميرا، لبس الشخصية تماماً لدرجة أنه جعل المشاهد يتعاطف معه فوجدنا المشاهدين في الحلقة التي وقع فيها من على السلم يضربون كفاً بكف حزناً عليه اعتقاداً منهم أنه مات.
أحمد داوود الثعلب، رغم أداءه الدور بتمكن تام فإن المشاهد لم يستطع أن يكرهه، وأعتقد أنه سيكون جوكر الأعوام القادمة.
دينا الشربيني، القطة الشرسة، التي أحبها بشكل خاص، كانت شديدة التوهج والتألق، ولن ينس المشاهد لها مشهد الولادة.
أمينة خليل، الجميلة الناعمة، الساحرة الحالمة، بمجرد ظهورها علي الشاشة يشعور المشاهد بالراحة والإطمئنان، منذ ظهورها في مسلسل شربات لوز وأنا أتوقع لها أن تكون في مصاف الفنانات الأصحاب الطلة المميزة.
سوسن بدر، هي بدر العمل في تمامه، أما عمرو يوسف، فأتوقع له أن يكون نجم المستقبل القادم بقوة نحو صفوف النجومية المتقدمة.
أما عن اختيار أوتيل كتراكت ‘سوفوتيل’ كمكان للتصوير فتحية لمن اختار هذا المكان الساحر، الذي كان عامل جذب سياحي للكثيرين، وذلك يوضح أن الدراما يمكن أن يكون لها دور كبير في جذب السياح العرب أو الأجانب وهذا ما تفعله الدراما التركية وعلى الدولة أن تقوم بعمل كل التسهيلات للتصوير في أماكن تكون عامل جذب للسياحة الخارجية والداخلية أيضا.
ونهايةً، شكراً تامر حبيب وشكراً أحمد شاكر وجميع طاقم العمل، وننتظركم طوال العام في أعمال درامية متميزة.
نرشح لك
إيمان سراج تكتب: السقوط الدرامي الحر
أبو تريكة: هؤلاء اللاعبون ساندوني بعد التحفظ على أموالي
محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم
شارك واختار .. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا