نقلاً عن البوابة
شعرت بالتعاطف مع النجم الشاب محمد رمضان فور قرائتى لمقال الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي ل”البوابة” أول أمس، والذى حمل عنوان “محمد رمضان خطر على الأمن القومي”، وبرغم عدم متابعتي للعمل الذى يقدمه محمد رمضان هذا العام إلا على مضض، من خلال مشاهدة حلقات متقطعة على اليوتيوب، خاصة أنه في البداية لم يجذبني “الأسطورة” لأتباع جميع حلقاته، لم أهتم أن أراه يوميا أسوة بأغلب زملائي من خارج الوسط الإعلامي، خاصة أن الدراما التي يقدمها رمضان لا تستهويني كمشاهد، أو كصحفي يعمل في ملف الفن، فأعتبرها دراما “سهلة” بخلطة تجارية بحتة قادرة على تحقيق النجاح السريع، إلا أن الحديث الدائم عن محمد رمضان ومسلسله، وحالة الشغف التي تسيطر على الشارع المصري المهتم بمتابعة الأحداث ومناقشتها يوميا على المقاهي وفى الجلسات اليومية، أجبرني أن أتابع العمل في حلقاته الأخيرة من خلال اليوتيوب.
في البداية لم يشغلني حالة الهجوم الشرس الذى يتعرض له محمد رمضان، ولم أهتم أن أنساق خلفها، إلا أن مقال الدكتور محمد الباز، أجبرني على التعاطف مع فنان شاب نجح شعبيا وفينا وحقق رواجا كبيرا، حتى أنه في فترة وجيزة أصبح في المقدمة، نعم أصبح محمد رمضان فى المقدمة برغم سهولة ما يقدمه من دراما تجارية، تعاطفت مع رمضان وجمهوره أيضا، بعدما شعرت بكم النقد والإهانات التي يتعرضوا لها من خلال السوشيال ميديا، أو المقالات النقدية، ولم أكن أنوى الكتابة في هذا الصدد، إلا بعد قراءة مقال الباز، والذى انتقد خلاله رمضان انتقادا لاذعا، إضافة إلى تصنيفه لجمهور الفنان الشاب تصنيف عنصري بحت، عندما حصر جمهور “الأسطورة” بين بلطجية، مظاليم، ضائعون، وأطفال مبهورون بنموذج القوة، أو نساء محبطات يبحثن عن الشهامة.
أرى أن الباز خرج عن إطار تقييم العمل الدرامي، لينتقد الجمهور بصورة عنصرية، خاصة أنه حصر الجمهور بين هذه الفئات الغير سوية في المجتمع المصري، وهذا الحصر غير دقيق بالمرة، فمن خلال متابعتي الواسعة للجمهور، اكتشفت أن مسلسل “الأسطورة” حقق النجاح والانتشار ليس داخل مصر فقط، ولكنه نجح بصورة أكبر خارج مصر وتحديدا في دول الخليج، فزملائي هناك لا يتابعوا في الدراما الرمضانية هذا العام سوى محمد رمضان، لا يهتموا بالدراما إلا من أجله، ينتظرون موعد عرض الحلقات ويجتمعون في الكافيهات والمولات لمتابعة المسلسل، إضافة إلى أن جمهور عريض من متابعي العمل داخل مصر، من فئات وطبقات متوسطة وطبقات راقية، بل وجدت أن جمهور عريض من المتعلمين يتابعوا المسلسل باهتمام شديد، وهو ما ينفى التصنيف الذى وضعه الباز من خلال مقاله عن جمهور محمد رمضان.
فيما اعتبر الباز أن محمد رمضان نموذج مستنسخ من أحمد ذكى وعادل إمام في بعض أعمالهم القديمة، والواقع ينفى ذلك تماما، خاصة أن رمضان حقق نجاحا دراميا لم يحققه النجمان من قبل، برغم نجاحهما سينمائيا، إلا أنه على المستوى الدرامي لم يحظى أحدهم بنفس النجومية والانتشار على مر تاريخهم، مع فارق الخبرة والسن والظروف المحيطة بالعملية الإنتاجية، والتي تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، فلا أحمد ذكى ولا عادل إمام قدما هذا النموذج في الدراما من قبل، وهو نموذج مستحدث على الدراما التليفزيونية سواء اتفقت أو اختلفت معه.
أما عن ختام المقال والذى تحدث خلاله الباز عن الوعى، فالجمهور الذى يتابع رمضان يعرف جيدا أن العمل الدرامي عمل إبداعي من وحي خيال الكاتب، لا يجب أن يكون نموذج واقعى، بل يخلق واقع مواز لما نعيشه في مجتمعنا الحقيقي، وعن الهيستريا التي تصاحب رمضان، فلا يمكن تفسيرها إلا سعادة من النجاح الذى حققه في سن صغير لا يتجاوز 28 عاما، فلا يمكن لأحد أن يحجر عليه فرحته بنجاحه الذى حققه في فترة وجيزة، أما الحكم على المسلسل قبل مشاهدة نهايته، بأنه بلطجي حول البلد إلى غابة وتجاوز القانون دون أن يتم محاسبته، فهذا حكم مسبق للأحداث، لا يمكن لنا أن نتحدث عنه قبل متابعة نهاية العمل في مشهده الأخير، وحينها نقرر هل حقا تم محاسبته أم لا !، وأخيرا، آن الأوان أن يفكر محمد رمضان فيما يقدمه في المستقبل، فالأن فقط له أن يختار أعماله بحرية مطلقه، لنحاسبه عليها بعيدا عن الخلطة التجارية التي يجبر عليها من المنتجين، فالخطر الحقيقي على الأمن القومي ليس وجود فنان موهوب، إنما الخطر يأتي من صناع الدراما أنفسهم، والذين يحاولوا فرض خلطتهم التجارية على الدراما من أجل تحقيق المكسب بعيدا عن المحتوى الجيد.
نرشح لك
بالصور : فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج
تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان
شارك واختار .. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا