تتحول دائماً الايام الاخيرة من شهر رمضان الى فرصة نهائية لتقييم الاعمال الدرامية الرمضانية وربما تحديد الرابحين والخاسرين فى السباق الرمضانى، وفى رأيى ووفقاً لمتابعتى الدقيقة لموقع الفيسبوك (اكثر مواقع التواصل الاجتماعى انتشاراً فى مصر) تعتبرابرز الخاسرات فى رمضان هذا العام هى الفنانة “نيللى كريم” ومعها فريق عمل مسلسل “سقوط حر”.
فى بداية الشهر الكريم اشرت الى “نيللى كريم” وبالتحديد مسلسلها فى مقالى عن “ديكتاتورية الاغلبية”، وكتبت بالنص “واستكمالاً لنوبة الصراحة (التى لا تتكرر كثيراً !!) ارى ان “نيللى كريم” زودتها شويتين ومش معنى انها نجحت فى شخصية المدمنة السنة اللى فاتت، انها تستلمنا السنة ديه فى شخصية المجنونة وتفضل كل سنة تشتغلنا بالطريقة ديه، وبصراحة اصبح شكلها وطريقتها فى الاداء تنرفزنى، ويبدو ان نجاح مسلسلى “سجن النسا”، “تحت السيطرة” جعل الجميع يلعبون على المضمون ويستسهلون النجاح مع “نيللى”، وهى نفس النظرية المصرية الكلاسيكية، اذا فتح محل موبايلات او انترنت كافيه او بلاى ستيشن فى شارع وحقق ارباح .. تلاقى كل الشارع محلات موبايلات او نت كافيهات !!!!”
ووقتها كنت اعتبر ان رأيى مطرود من جنة رأى الاغلبية والتى اعتبرتها تمثل نوع من الديكتاتورية على امثالى ممن يبحثون عن الحرية فى اى زمان ومكان، حتى لو اختزلنا تلك الحرية فى مجرد ابداء رأى فى مسلسل او فنانة بعيداً عن الحرية السياسية او حرية الرأى التى اصبحت من المحرمات فى بلدنا (ولكن خلينا فى المسلسلات احسن !!!!).
وقتها كان الكثير يضع مسلسل “سقوط حر” فى اولوية اختياراته وتفضيلاته للمشاهدة، ووفقاً لظروف الوقت فى رمضان واعباء العمل وضغوط الحياة ومحاولات اللحاق بقدر لا بئس به من الصلاة وقراءة القرأن اظن اننا جميعاً نتفق فى ان قدرة المواطن الطبيعى على متابعة مسلسلات رمضان تترواح بين مسلسل الى ثلاثة مسلسلات، والباقى ممكن فقط ان تشاهد منه حلقات او مشاهد متناثرة، وفى بداية رمضان كان اى شخص يحدد ثلاثة مسلسلات جديرة بالمشاهدة وفى الغالب كنت تجد ضمنها “سقوط حر”.
واظن ان الجميع وقتها بنى حساباته على امرين، الاول: النجاح المتتالى للنجمة “نيللى كريم” فى مسلسلات رمضانية لثلاث سنوات متعاقبة بداية من مسلسل “بنت اسمها ذات” وبعدها مسلسل “سجن النسا” واخيراً النجاح الكبير لمسلسل “تحت السيطرة”، والثانى: قدرة شركة “العدل جروب” على عمل دعاية ضخمة لمسلسلاتهم من خلال وسائل الاعلام وكذلك عمل بروموهات مبدعة للتنويه عن اعمالهم، وهو ما حدث العام الماضى مع مسلسل”حارة اليهود” والذى صاحبته دعاية ضخمة ولكنه لم يستمر فى السباق الرمضانى وسقط مبكراً، علاوة على ان نجاح مسلسلات رمضان فى (وجهة نظرى المتواضعة) لا يعتمد فقط على مشاهدتها خلال شهر رمضان ولكن يعتمد ايضاً على مشاهدتها فى الاعادات الكثيرة بعد رمضان، ووقتها يمكن ان نحدد التقييم الحقيقى للمسلسلات الرمضانية بدقة، وكما سقط مسلسل “حارة اليهود” فى الاعادة ونادراً عندما تجد من ينتظره او يتابعه اعتقد انه ربما يواجه مسلسل “سقوط حر” نفس المصير.
ولذلك تجد ان ترتيب المشاهدة الحالى فى رمضان عند الغالبية العظمى من الجمهور يضع “افراح القبة” او “جراند اوتيل” او “الاسطورة” فى المقدمة، وبعدهم “ونوس”، “فوق مستوى الشبهات” وربما “مأمون وشركاه”، ولا تجد حالياً احد يتكلم عن “سقوط حر” بالسلب او الايجاب، ومعنى ذلك ان المسلسل خرج اساساً من الحسابات، وارى ان “نيللى كريم” اخطأت حينما حصرت نفسها فى تلك النوعية من الادوار المركبة، خصوصاً ان تلك الادوار المركبة والصعبة قد تكون مناسبة لفيلم سينمائى لكن يصعب ان يحتملها المشاهد فى مسلسل 30 حلقة متتالية وبالذات فى شهر رمضان، اذا ما اخذنا فى الاعتبار ان مسلسلات رمضان تعانى اساساً من المط والتطويل لكى تتم 30 حلقة، وهو ما يعترض عليه منذ فترة بعض المتخصصين ويدعون لعمل مسلسلات 15 حلقة فقط، فما بالنا بمسلسل 30 حلقة يدور حول شخصية مركبة وكئيبة درامياً ولا تتحدث الا فيما ندر!! علاوة على اتهام الكثيرين للمسلسل ببطء الايقاع !!!!
وأعتقد أن الثنائي “مريم نعوم”، “نيللى كريم” جانبهما الصواب حينما تصورا انهما يمكن ان يستثمرا نجاح الاعوام الماضية لان الوصول للقمة صعب ولكن البقاء عليها اصعب بكثير، وعلى “مريم نعوم” ان تعيد حساباتها بخصوص تنميط الرجل فى مسلسلاتها وتصويره دائما على انه السبب الرئيسى فى معاناة المرأة ووصولها الى اى حالة سيئة (ادمان او مرض نفسى او اكتئاب … وغيرها) مثل “عبد المجيد” فى مسلسل “ذات”، “صابر” فى مسلسل “سجن النسا”، “حاتم” فى مسلسل “تحت السيطرة”، لانه قد يكون صحيحاً ان الرجل يمكن ان يؤثر على المرأة بالسلب لكن احياناً يكون للمرأة نفسها دوراً فى تدهور حالتها.
وعلى “نيللى كريم” ان تعيد حساباتها فيما يتعلق بمشاركاتها الرمضانية المتتالية وان تتعلم من كبار النجوم (لا سيما النجم الراحل “نور الشريف”) وعليها اذا لم تمتلك موضوعاً جديداً ومختلفاً ومتميزاً ان تمتنع عن المشاركة فى السباق الرمضانى لانه ليس ضرورياً ان تكون موجوداً كل عام ولكن ضرورياً ان تكون حاضراً كل عام !! وعلى “العدل جروب” ان يدركوا تلك الحقيقة الهامة انه ليس فقط بالدعاية والبروموهات تنجح المسلسلات !! واخيراً اؤكد ان الحقيقة الوحيدة التى اقرها من البداية اسم المسلسل “سقوط حر” انه بالفعل شكل حالة من السقوط الحر لكل من شارك فيه !!!!
نرشح لك
وليد رشاد يكتب: من المراسلة التي تحولت إلى نجمة رمضان؟!
بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج
تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان
شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ اضغط هنـــا