فيما تبقى من أيام قليلة من رمضان سنحاول تحليل أهم الملامح لأهم مسلسلات رمضان 2016 وأولها جراند أوتيل الذي يعد الحدث الفني الأكثر اكتمالًا في كل مسلسلات هذا العام:
أولًأ: أبطال خلف الكاميرا:
1- أطلق البعض على المسلسل الحصان الأسود لمسلسلات هذا العام، لا أتفق معهم، الحصان الأسود تُطلق على من يأتي من منطقة الظل ليحتل مكانًا في المقدمة، أما جراند أوتيل فلم يكن على الإطلاق من المسلسلات التي تقع في منطقة الظل، ففريق العمل الذي نجح في الخروج برائعة طريقي في العام الماضي قادرة على تقديم المزيد.
2- تامر حبيب نجح في تقديم معالجة قوية جدًا ومتماسكة لملمسلسل الأسباني ذو الثلاث مواسم، معالجة لا يمكن تخيل أنها قد تدور خارج هذا الزمان أو المكان، مشكلته الوحيدة وجود الكثير من الصدف داخل الأحداث.
3- على مستوى الحاور، يتميز تامر حبيب بالحوار شديد البساطة والتلقائية، خاصة في مشاهد الحب والرومانسية، وحواره هذا ساهم في خلق أسطورة رومانسية جديدة من نازلي وعلي.
4- على الهامش أيضًا، قصة الحب بين سكينة والريس صديق، وقصة الحب بين أمين وورد، كل خط منهم يختلف عن الخطوط الأخرى، وعبارات الغزل من وإلى كل شخصية تليق بمن يقولها.
5- مدير التصوير تيمور تيمور نجح في نقل المشاهد إلى حالة مختلفة مع التحكم في الإضاءة وزوايا التصوير بين مشاهد بهو الأوتيل وغرف النزلاء وغرف الخدم.
6- أحمد شاكر خضير مصمم الديكور في العمل هو نجم حقيقي، الديكور ليس شيئًا جانبيًا بل هو من أبطال العمل، كل التفاصيل مهمة، وعليه أن يوزان بين الشكل الخارجي للأوتيل الحقيقي والشكل الداخلي للغرف المصممة للمسلسل، بالإضافة لمراعاة تفاصيل زمن الخمسينيات، فيجب أن يبدو الديكور قديم الطراز حديث النشأة بالنظر إلى كون الأوتيل في أحداث المسلسل ليس شديد القدم. كل هذا نجح فيه أحمد شاكر، نجح فيه للدرجة التي جعلت من الديكور خلفية جميلة نشعر بتأثيرها وحضورها دون أن تكون متكلفة وتخطف العين من الممثلين.
7- ياسمين مختار، هي صاحبة لمسات المكياج، تسريحات الشعر الجميلة التي ميزت أصحاب الأوتيل، مقابل التسريحات الأكثر التزامًا من الخدم، المكياج الدقيق في مشهد ولادة ورد، الأمر هنا لم يكن مجرد دور تقليدي لمصمم مكياج.
8- الأزياء هي الأخرى من أبطال العمل، يمكن الرجوع لمشاهد الحفلات للشعور بالمجهود الذي قدمته ياسمين القاضي مصممة الملابس للعمل، الكثير من الفساتين الكلاسيكية والبدل الأنيقة لعدة مشاهد لا تتعدى ثوانٍ على الشاشة.
9- أمين بو حافة لفت الانتباه مبكرًا لموهبته المميزة في الموسيقى التصويرية، لفت الانتباه للدرجة التي جعلته يُختار في 3 أعمال في رمضان الحالي وهو رقم قياسي حاليًا.
تميزت موسيقاه داخل العمل بالعديد من المقطوعات الجميلة، ولم يعتمد على تيمة واحدة فقط طوال المسلسل كما فعل الكثيرون، مع الميل الواضح لإضفاء مسحة كلاسيكية على المقطوعات، الاعتماد الأكبر على الوتريات والبيانو والموسيقى الغربية حتى تتفق مع أجواء المسلسل وتضيف الكثير للمشاهد.
10- المايسترو الحقيقي وراء المسلسل، محمد شاكر خضير، الذي لم يخذل من تعشموا فيه خيرًا بعد مسلسل طريقي، يثبت أنه مخرج قوي ومتميز وممتلك لأدواته، يجيد تحريك الممثلين، وتظهر روحه واضحة على في كل التفاصيل، تظهر في الممثلين الذين رأينا بعضهم من المتميزين كما لم نره من قبل، كما رأينا البعض الآخر ممن اعتدنا على مشاهدتهم دون أن يتركوا علامة يتركون في هذا العمل علامات. مخرج من أهم المخرجين بحق وننتظره عودته إلى السينما سريعًا.
ثانيًا: وجوه مضيئة:
1- أنوشكا، ما هذا الأداء؟ هل يمكن أن يكون هذا أداء مطربة؟ أرستقراطية حقيقية وكل هزة رأس بحساب ونظرات العينين فيها قسوة مع دون أن يبدو في أي من هذا أي افتعال، جملها قصيرة، وواثقة ومباشرة، تصيب هدفها دون مواربة، ثم تدع عينيها تضيف المزيد.
2- محمد حاتم في دور إحسان بركات، أقنعنا بالفعل بدور ابن الناس الأكابر المغلوب على أمره ويحب زوجته بصدق وأمانة ولكن نتمنى أن نراه في أية أدوار مغايرة وجديدة في الفترة القادمة لأنه هنا قدم نفس الدور الذي قدمه في طريقي تقريبًا.
3- محمود البزاوي (الريس صديق) لماذا لا يطل علينا ممثل مثله إلا على فترات طويلة وفي أدوار لا تليق بموهبته؟ تظهر قوة الممثل الحقيقي في احتفاظه بحضوره اللافت أمام الممثلين الكبار القادرين على خطف الكادر، وهو ما فعله البزاوي هنا، أمام سوسن بدر وشيرين، التقى بهما في المشاهد دون أن يطغى حضورهما عليه بل أضاف صار كل مشهد يجمعهما يزداد جمالًا على جمال.
4- شيرين، منذ متى وشيرين تمثل؟ ومنذ متى ونحن لا نشاهد لها أداء مثل هذا؟ عودة لشيرين الرقيقة كما كانت عند ظهورها الأول في المتزوجون، لقد صدقناها حتى أننا تمنينا أن نقابل زوجها المرحوم الزهيري باشا. بالمناسبة، تظهر شيرين في دور أكبر نسبيًا في مسلسل “مأمون وشركاه” هل هناك من يذكر أو سيذكر هذا الدور؟ اسألوا المخرج.
5- محمد ممدوح، لم نلمح منذ سنوات طويلة جدًا، ممثل يستطيع التحكم في عضلات وجهه بهذه الطريقة، المشية مناسبة للشخصية الابتسامة والضحكة كذلك، كل شيء رائع ومبهر ويدفع للستاؤل كيف اكتسبتَ هذه الموهبة العظيمة في غضون هذه المدة القصيرة؟ هذا النجاح في التنوع جعل منه سريعًا في قائمة أفضل الممثلين المصرين، وهي قائمة صغيرة جدًا وعظيمة جدًا يتسحق مكانه فيها.
6- أمينة خليل، نشكر المخرج على إنه أعاد اكتشافك، قدمك في دور جميلة كما أنت ولكن ليس كأي جميلة تقليدية تظهر في ظل البطل، بل جميلة لها شخصيتها وأداءها المتميز وحضورها، قادرة على أن تأسر المشاهد ليس بجمال الملامح ولكن بملامح الجمال في تمثيلها لشخصية نازلي.
7- عمرو يوسف، من أكثر أبناء جيله اجتهادًا، لا يعتمد على ملامحه الوسيمة فقط بل يطمح دائمًا للتطور واختيار أدوار مميزة، وعمله مع محمد شاكر خضير منحه بالتأكيد خطوة للأمام.
8- ورد أو دينا الشربيني التي نجحت في جعلنا نحتار بين كراهتيها والشك فيها وبين التعاطف معها أحيانًا أخرى، دينا في أقوى أدوارها تقريبًا لا تبخل بأي جزء من موهبتها على هذا الدور، ويكفيها مشهد الولادة الرائع.
9- خالد كمال، الذي قدم دور الصاغ الشريف، من الوجوه القادمة بقوة في التمثيل، للعام الثالث على التوالي يقدم أدوارًا متنوعة ويجيد توصيل ما يريده بملامحه وجهه دون كلمة.
10- مي الغيطي التي قدمت دور فاطمة، من الصعب ألا تقع في حب هذا الوجه البريء وهذه الملامح الطفولية، ولكن ليس فقط ملامحها فأداءها كان صادقًا جدًا ومتسقًا تمامًا مع الشخصية ومع ملامحها.
جراند أوتيل، نجح في توصيل عمل رائع في بساطة، جذاب بدون افتعال، راقي دون تكلف، عمل سيتسمر طويلًا جدًا في ذاكرة المشاهد.
نرشح لك
أندرو محسن يكتب: 6 حيل للتغلب على أزمة منتصف المسلسلات (مشاهد 7)
بالصور : فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج
10 اختلافات بين جراند أوتيل المصري والأصل الإسباني
شارك واختار .. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016 ؟ أضغط هنـــا