طارق العبد
أكثر من خمسة وعشرين مسلسلاً سوريا دخلت السباق الرمضاني لهذه السنة ولكنه الموسم الأسوأ منذ فترة طويلة بحصيلة أعمال بدت مكررة بالأفكار والشخصيات وبات التميز محصوراً بقلة قليلة .
القاسم المشترك في إنتاجات هذا العام كان ضعف النصوص المطروحة وغياب الرؤية الإخراجية دون ان تبدو حجة التصوير في بلد يدخل عامه السادس في الحرب حجة مقنعة , ولعل الملفت ان غالبية أعمال الدراما السورية قد بقت في اطار القنوات المحلية باستثناءات محدودة وجدت طريقها للعرض .
البداية مع مسلسلات البيئة الشامية والتي تحقق رضا من المحطات يسمح بتسويقها ولكنها أصبحت مكررة دون أي جديد أو حافز للمتابعة فالحكاية هي ذاتها عن رجال الحارة و(قبضاياتها) الذين يهيمون غراماً بدمشق ويحاربون الاحتلال الفرنسي بطريقة استعراضية فيما تغرق نسائها بحفلات نميمة متكررة ليتكل صناع هذه المسلسلات على نجومية أبطالها السوريين أو اللبنانيين دون ان يحقق أي منهم أي علامة فارقة تسجل له بل لعل مشاركة البعض من الممثلين في هذه المسلسلات مثل “سلاف فواخرجي” أو “سلافة معمار” لم تقدم لهم أي إضافة تذكر كما هو الحال في مسلسلات “باب الحارة” أو “خاتون” .
الكوميديا بدورها اتكأت على نجومية ابطلا عرفوا كيف يرسمون الضحكة على وجوه المشاهدين أمثال “أيمن رضا” – “محمد حداقي” – “أمل عرفة” وهو ما حصل في بداية مسلسلي ” الطواريد” و “بقعة ضوء ” ولكن غياب النص المتماسك والحبكة القوية أضاع العملين فوقع الأول في مطب الارتجال والافيهات والثاني في مطب التكرار عن لوحات في الأجزاء السابقة دون استفادة من عشرات المواقف التي تصادف السوريين في يومياتهم وسط الحرب.
الدراما الاجتماعية كانت الخاسر الأكبر ورغم ان غالبية الأعمال قد تم تصويرها في دمشق ولكنها كانت منفصلة عن واقع السوريين واقرب لقصص الأكشن المستنسخة عن بعضها سواء بالحبكة والشخصيات وهي المصيبة التي ضربت بمسلسلي ” مذنبون أبرياء” و كذلك ” دومينو” الذي كرر بطله النجم ” بسام كوسا” نفسه بشخصية الرجل المافيوي الوصولي وبالطبع مع جرعة من مشاهد العنف غير المبررة إلا لزيادة كمية الملل وغياب أي عنصر تشويق , الحالة نفسها انسحبت على مسلسل مثل “نبتدي منين الحكاية” والذي غرق في أزمة مشاهد “فلاش باك ” شأنه في ذلك شأن عمل آخر هو “أحمر” الذي كان الأسوأ بتقطيع المشاهد وعدم ترابط القصة والشخصيات وهو ما تبين انه أسلوب اتبعه مخرج العمل “جود سعيد ” القادم من السينما للمرة الأولى.
ورغم اللقطات المتقنة لعدسة المخرج “حاتم علي” في “العراب – تحت الحزام” إلا ان العمل وقع في الإطالة غير المبررة فمرت الحلقات العشر الأولى دون حدث رئيسي يشد المتابع للتشويق ورغم نجاح أبطاله “باسل خياط” تحديداً بتقديم شخصية متماسكة تخلو من التكلف إلا ان غالبية الشخصيات الأخرى لم تكن في افضل حالاتها من ناحية الأداء .
وحده مسلسل “الندم” نجح بحشد رضا جماهيري ونقدي خاصة انه يجمع عنصر النص المحبوك بعناية لكاتب مثل ” حسن سامي يوسف” ومخرج محترف كالليث حجو , ونجومية كبار مثل “سلوم حداد” و “باسم ياخور” بالإضافة للشباب مثل ” محمود نصر” و”دانا مارديني” فتتنقل الكاميرا لترصد حياة السوريين في دمشق ويومياتهم خلال سرد البطل لأحداث القصة التي تدور بين حرب العراق والحرب السورية وتحولات عائلة في دمشق بلقطات إخراجية هادئة عفوية بعيدة عن التصنع .
في النتيجة اطلق الكثير من صناع الدراما السورية عبارات الفخر بمنتوجهم المنافس لنظرائهم في مصر ولبنان لجهة البطولة الجماعية ومواقع التصوير والأفكار ولكن المنافسين نجحوا في تخطي هذه العقبات فيما وقع اهل الدراما في إشكالية نصوص مطولة وغير مصاغة بطريقة مشوقة فكانت الحصيلة موسماً ضعيفاً للغاية.
نرشح لك
بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج
10 اختلافات بين جراند أوتيل المصري والأصل الإسباني
شارك واختر.. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016؟ اضغط هنـــا