سما جابر
بقميصه المفتوح قليلًا، أو جلبابه؛ بنظارته الشمسية، وسبحته التي لا تفارقه إلا نادرًا، كدليل على أنه “رجلًا يخاف الله”؛ بالنساء اللاتي ينجذبن إليه في كل زمان ومكان، وبعض مشاهد استعراض القوة واللياقة البدنية، حتى وإن كان هذا الاستعراض بـ”الجيت سكي” في أولى حلقات “أبو البنات”!… لا يزال الفنان مصطفى شعبان متمسكًا بكل مواصفات “الشاب الروش” –هذا المصطلح القديم جدًا- الذي كان يبهر الفتيات في فترة التسعينات بإطلالته و”جنتلته” وكلامه المعسول، منذ أولى بطولاته الدرامية “العار”، مرورًا بكل من “الزوجة الرابعة، مزاج الخير، دكتور أمراض نسا، مولانا العاشق” وأخيرًا “أبو البنات”.
6 سنوات لم نرَ فيهم مصطفى شعبان في دورًا واحدًا مختلفًا، كلها شخصيات تشبه بعضها البعض، سواء في شكلها وملابسها أو طريقة أدائها، رغم بدايته المبشرة جدًا في التمثيل، من خلال عدد كبير من الأعمال الفنية الناجحة مثل “سكوت هنصور، عائلة الحاج متولي، النعامة والطاووس، مافيا”، لكنه انحرف واتخذ طريقًا في النجومية لا يسلكه إلا “غير الناجحين”، الذين يربطون نجاحهم بأرقام في نسب المشاهدة -التي قد تكون وهمية أحيانًا- وبعض المقالات التي تشيد بأعمالهم والتي تظهر بوضوح أنها مجاملة لصناعه ليس إلا.
بالتأكيد لكل فنان متابعيه حتى وإن كانت أعماله دون المستوى المتوقع، لكن لماذا لم يحاول النجم عمومًا، أو مصطفى شعبان تحديدًا، التجديد والتغيير فيما يطل به على جمهوره الذي لا يزال بعضه وفيًا له، ويثق فيه حتى الآن ويشاهد أعماله؟ لماذا لم يخرج من عباءة المؤلف أحمد عبد الفتاح التي أثبتت فشلها على مستوى النقاد وبجدارة خلال المسلسلات الأربعة السابقة ذات القصص المتشابهة والحوارات الضعيفة؟ لماذا لم يقتنع “شعبان” أن الجمهور “كبر ونضج” وأصبح يستطيع التفرقة بين العمل الجيد والمختلف، وبين الأعمال المكررة والشخصيات الفارغة التي يجسدها؟، لماذا لا يعتزل مصطفى شعبان شخصية الفنان الراحل نور الشريف التي يتشبث بها منذ مسلسل العار؟، كلها أسئلة يجب أن يطرحها على نفسه، حتى يستطيع الاستمرار وتطوير مشواره الفني الذي بات مهددًا بسبب التكرار!.
الشكل الذي تظهر به أعمال مصطفى شعبان، يمكن اعتباره هو النسخة الدرامية الموازية لـ “أفلام السبكي” التي تعتمد على الحس الشعبي حتى وإن كان البطل من أبناء الطبقة الراقية، ووجود راقصة داخل الأحداث حتى وإن لم تضف شيئًا للعمل، مع كثير من الإيحاءات الخارجة، لصناعة عمل يظن المشاركين فيه أنه عملًا إجتماعيًا كوميديًا رومانسيًا شاملًا، وأن هذا ما ينال إعجاب المشاهدين!، لكن ما يظهر للجمهور يكون عملًا “مشوهًا” ومتوترًا، يؤكد لك أن صناعه قدموه ليحافظوا على تواجدهم على الشاشة فقط.
هذا العام يقدم “شعبان” في مسلسل “أبو البنات”، شخصية “فارس حظو”، صاحب معرض السيارات، الذي يدخل في صراعات مختلفة طوال الأحداث.. متعدد العلاقات النسائية “اللي كل البنات بتحبه كل البنات حلوين”، لدرجة جعلت صديقة ابنته المراهقة خلال الأحداث تقول لها من شدة إعجابها به “باباكي دة مُزّ أوي!”، كما وقعت في غرامه وتزوجته الراقصة صافيناز التي تظهر بشخصيتها الحقيقية في المسلسل، لتشعل غيرة طليقته وبناته، والتي اعتمد عليها صناع “أبو البنات” لتكون عنصر جذب جديد للمشاهد.
في رأيي لم يعد الجمهور يريد مشاهدة الأداء السهل الذي يشبه أداء الممثلين المبتدئين، المعتمد على “الروشنة” التي عفا عليها الزمن، والاستظراف المبالغ فيه، والافتعال في الأداء لكي يظهر البطل في النهاية بصورة “الدنجوان” دون تقديم قصة مختلفة وأحداث جاذبة جديدة، بعيدًا عن التكرار الممل… فـ حالة “الروشنة” و”الجنتلة” التي يعتمد عليها بعض النجوم، ومنهم مصطفى شعبان لن تفيدهم، ولن تجعلهم يتقدمون للأمام طالما ورائهم جمهور بات ينظر للأعمال الفنية بعين الناقد الفني وليس المشاهد العادي.
نرشح لك
بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج
10 اختلافات بين جراند أوتيل المصري والأصل الإسباني
شارك واختر.. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016؟ اضغط هنـــا