تنتابني دائماً تساؤلات ملحة عن فتيات الصعيد، هل هن بهذا القدر من الجهل وقلة الحيلة والغباء الذي يظهر في الأعمال الدرامية؟ هل ما زلن علي عهدهن القديم من ملبس ومأكل وفكر؟ هل لم يتمردن حتى عصرنا هذا على بعض العادات والتقاليد التي عاشتها جداتهن؟ هل ما نشاهده نقل لصورة صحيحة عنهن أم أن هذا نقل مخالف للواقع، أو نقل عن جهل؟ وهل ما نراه حقيقة أم تشويه متعمد؟
كل ما سبق من تساؤلات أسألها لنفسي عادلة مع كل عمل درامي يعرض للصعيد وأهله، وقد أظهرت بعض الأعمال الدرامية الفتاة الصعيدية في صورة المرأة المغلوبة على أمرها، والتي تجلس في منزلها، خادمة أسرتها إلى أن تتزوج ابن عمها غصباً، حيث لا رأي لها ولا مشورة، ومن ثم تنتقل إلى بيت الزوجية، فتنتقل من خدمة عائلتها إلى خدمة زوجها، وهذا هو كل ما تفعله في حياتها، فلا تعليم، ولا خروج، ولا أية مظاهر تحضر أو مسايرة للعصر.
والغريب هنا أن بعض المسلسلات تقدمها على أنها خلقت لتكون خادمة لزوجها، ناهيكم عن زيها ولهجتها التي لم تتغير منذ عشرات السنين. ولا أدري لماذا يصر الكتاب على تحريف الواقع وحصر المرأة الصعيدية في شكل مخالف للواقع، لا أدري لماذا يصرون علي ذلك رغم كل هذا التقدم الذي أصبحن فيه النساء هناك.
ولعل ما تعرضه الأعمال الدرامية عن صورة فتيات الصعيد يؤثر سلباً للأسف في نقل صورة غير صحيحة عنهن، فالمشاهد يأخذ ثقافته من الدراما التلفزيونية وبالتالي كان ذلك سبباً في ترسيخ الأفكار المغلوطة عنهن لدى المشاهد.
لكنني أحمد الله أنه مؤخراً تم عرض عمل رمضاني يقدم رؤية مختلفه -ربما هي الأقرب إلى الواقع- عن فتيات الصعيد، والتي يقدمها لنا الكاتب عبد الرحيم كمال في مسلسله “يونس ولد فضة” إذ يسلط الضوء فيه على الأجيال الجديدة، ويقدم لنا شخصيات لفتيات قمة في الشياكة التي تباري شياكة القاهريات، تعليم جامعي، يملكن حرية الإختيار، شخصيات قوية تملك حق الرفض والقبول، طموحات، يتحملن المسئولية، وهكذا ينقل لنا الواقع دون تزوير.
فهو يقدم لنا شخصية ريهام حجاج، البنت المتعلمة التي تتحدث اللهجة القاهرية المطعمة باللهجة الصعيدية والتي تعشق ابن عمها وتصرح بذلك لأبيها وترفض ابن عمها الآخر وتخبره بذلك في وجهه، وفي مشهد آخر ذهبت مع ابن عمها الذي كان مقرراً خطبته لها إلي السينما، ويعتبر هذا جديداً على الدراما الصعيدية.
وهناك “سهر الصايغ”، زوجة عمرو سعد بالمسلسل، والتي ترفض أن يكون لزوجها زوجة ثانية وتتمرد عليه وتترك بيت الزوجية معترضة على ما سوف يحدث، ويشجعها أخوها على ذلك.
أما “هبة مجدي”، فاضطرتها الظروف للعمل على تربية أختها الصغيرة، وقد عملت وتحملت المسئولية رغم طبيعة عملها التي تعتبر جديدة على أهل الصعيد بل وعلى أهل القاهرة أيضاً،
أخت يونس الصغري، أو المعروف أنها أخته، فتاة جامعية تقدم لها عريس، خرجت معه لتتعرف علي شخصيته قبل أن تعطي رأيها بالقبول أو الرفض، تقابلا ودار بينهما حديث طويل علي أثره كان قرارها.
هذا هو الواقع وهذه هي الصورة الصحيحة التي يجب أن تنقل عن نساء الصعيد، دون تشوية، لأن المرأة الصعيدية الآن مثلها مثل أية امرأة أخرى في مختلف بقاع الوطن، لها ما لهن وعليها ما عليهن،
نرشح لك
إيمان سراج تكتب: “جراند أوتيل” الوحيد في السباق الرمضاني
داعية إسلامية تعنف متصلة: دا تهريج!
مهرجان إعلام.أورج ..أفضل 9 ممثلين في رمضان 2016
مهرجان إعلام.أورج .. أفضل 9 ممثلات في رمضان 2016
شارك واختار .. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016 ؟ أضغط هنـــا