هذا الشعب الذي لم يجد من يحنو عليه … فعلا وبجد وحقيقي قد تكون أصدق جملة قيلت في السنوات السبع العجاف التي مضت على مصر.
يظن البعض أننا شهدنا تدهورا في جميع المجالات، وإن كنت أظن أن ماشهدناه ونشهده هو مجرد استتباعات لفتح غطاء البكابورت الذي ظلا محمكا لمدة ثلاثين عاما.
التردي الذي نراه على مستوى التعليم والثقافة واقتصاد الدولة والموازنة ليس وليد السنوات الحالية، إنه انهيار البنية التحتية التي كان يمن علينا ويفتخر بها عصر مبارك، إنه طفح في البكابورتات بما زاد عن طاقتها وطاقتنا الاستيعابية.
أعتذر عزيزي القارئ ليس الهدف من مقالي هذا مزيدا من الإحباط ولا سكب الملح على الجرح الحي، على العكس تماما، بل لأبشرك أن وسط كل هذا الظلام والعشوائية والجهود الحثيثة من أطراف عديدة لإحباطك وطمس هويتك، وتغييبك، مازال هناك أمل، لازال قلب مصر ينبض. آمنت بهذا حين شاهدت مسلسل أفراح القبة.
وسط كل ما أخرجته القنوات من منتجات غثة ومفتعلة وموجهة وسقيمة، خرج أفراح القبة كسيمفونية متناغمة رهيفة تأخذك إلى حلم متصل. منذ أول ثانية ينطلق فيها تتر المسلسل بموسيقى متفردة لهشام نزيه وتتر غني بتفاصيل كأنها لوحة انتهى منها للتو مايكل أنجلو .. تأخذك من يدك برفق للعالم الذي بناه محمد ياسين من ديكور ومكياج وملابس وسيناريو وحوار وإضاءة و تصوير. سوف ترى أن ياسين قدم جميع الممثلين بالعمل كما لم نراهم من قبل و فجر منهم طاقات ربما لم يلعموا بها من قبل على رأسهم الساحر الأداء إياد نصار.
سوف يأخذك الديكور وكأنه آلة الزمن ويسافر بك إلى الماضي بغير افتعال أو اهمال لأي من التفاصيل في عمل جماعي مبدع لفريق الديكور شيماء مجدي وحمزة طه ومحمد جمعة.
نشوى زايد تجسيد للذهب الأصلي في هذا العمل بسيناريو غني وعبقري ومتقن، وقد كان وجودها في هذا العمل نفحة إلهية ورحمة بنا من المصير الذي كان يمكن أن نواجهه أنا وأنت أيها المشاهد الغلبان إذا استكمل محمد أمين راضي كتابة السيناريو، لذا قد سجدت سجدة شكر، أن روح محسن زايد مازالت تفيض علينا من خلال موهبة نشوى، الجندي المجهول في ذلك العمل.
تم استخدام الأزمنة بشكل رشيق يجعلك كمشاهد متلهف لاستكمال لوحة الفسيفساء لتراها مكتملة، وقد تحزن حينذاك لأن هذا سيكون معناه أن العمل قد انتهى، لقد أعياني الفضول و التساؤل حين انتهت الحلقة الحادية والعشرون ماذا سيقدم ياسين بعد هذا الوهج و الابداع. ولكن العمل الذي يبدأه نجيب محفوظ ويكمله محمد ياسين لا بد أنه لازال يخبئ لنا الكثير.
نرشح لك
مروة سامي تكتب : “الشقة” التي أعجبت محمود حميدة
داعية إسلامية تعنف متصلة: دا تهريج!
مهرجان إعلام.أورج ..أفضل 9 ممثلين في رمضان 2016
مهرجان إعلام.أورج .. أفضل 9 ممثلات في رمضان 2016
شارك واختار .. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016 ؟ أضغط هنـــا