طارق الشناوي يكتب: من نيللي إلى نيللي

نقلاً عن المصري اليوم

قبل بضعة أسابيع كنت على موعد تسجيل مع إحدى القنوات العربية التى قررت أن ترصد دراما رمضان من مصر، لا تزال الدراما المصرية تُشكل القوة الضاربة عربيا وإعلاميا.

قالت لى المذيعة إنها كانت تسجل حوارا مع نيللى وعندما علمت أنها فى طريقها للقائى أوصتها بالسلام، ولأننى أنتمى إلى جيل شكلت فوازير نيللى ذاكرته ولأننا كنا على مشارف رمضان، فلقد تصورت أنها تقصد نيللى أرتين الشهيرة بنيللى فوازير.

قبل أكثر من ربع قرن، كان رمضان يساوى نيللى، فهى من بين أهم معالمه، حيث كانت الفوازير هى الطبق الفاتح لشهية المشاهدة، التى كان يكتبها صلاح جاهين ويخرجها فهمى عبدالحميد، أثناء الحوار مع المذيعة اكتشفت أنها تقصد نيللى كريم وأنه من فرط النجاح الذى حققته «كريم» على مدى السنوات الثلاث الأخيرة فى دراما رمضان، باتت تُذكر فقط بـ«نيللى» وأن ابتعاد نيللى «فوازير» فى رمضان وفى غير رمضان عن المشهد الفنى برمته صار يوحى ذهنيا، أن لدينا نيللى واحدة لم تعد فى حاجة إلى أن تُضيف إلى اسمها كريم.

هل هذا الجيل لديه الآن نيللى واحدة؟ طيب ما الذى نفعله كجيل سابق بذاكرتنا التى تسكن فيها نيللى السبعينيات، عندما كانت ملكة متوجة فى القلوب.

نعم قد يبدو الأمر بالنسبة لكم مجرد تفصيلة صغيرة جدا بل وعابرة، لا تستحق حتى مجرد التوقف، إلا أن تلك اللمحات الصغيرة هى التى تشير إلى تغير خريطة الحياة كلها وليس فقط الخريطة الفنية، من يتذكر تليفون «الأنسر ماشين» الذى كان ملكا متوجا فى الثمانينيات وحتى مطلع الألفية الثالثة، قبل أن يطيح به تماما من على العرش اختراع المحمول وكنا نتفنن فى تسجيل الرسالة، الآن لم يعد أحد يذكر أيام «الأنسرماشين» الذهبية، هل كانت نيللى وفوازيرها مثل هذا الجهاز الذى كنا نراه وقتها اختراعا عبقريا، ثم استقر قبل ٢٠ عاما فى زوايا النسيان، أم أن ما يحفره الفنان فى الوجدان يظل له حضوره الدائم.

نعم تغيرنا بحكم الزمن من نيللى «فوازير» إلى نيللى «كريم». كنا نفطر معا على نفس المسلسل وقبلها الفوازير وقبل مدفع الإفطار كان المسلسل الدينى الذى كنت أعتبره درسا قاسيا ومباشرا فى السرد المفتقد للجاذبية، حتى الشتائم من نوع «ثكلتك أمك» ولأنها بالفصحى فلا أحد يعترض، ولكن لا ننسى أغنية ياسمين الخيام بموسيقى جمال سلامة فى المقدمة والنهاية «محمد يا رسول الله» التى كانت جديرة بأن تستحضر فى القلوب كل مواطن الجمال والخشوع والإيمان.

فى تلك السنوات كان للراديو نجومه، بل أتذكر فى إحدى السنوات قرروا تأجيل بث برامج التليفزيون إلى ما بعد انتهاء مسلسل الإذاعة وفوازير آمال فهمى، وبرنامج عمر بطيشة الذى كان فى كل عام يُقدم فكرة ساخنة، تُصبح حديث الصحافة.

تغير الزمن، ولم تستطع فوازير نيللى الصمود وظهرت فوازير فطوطة «سمير غانم» ثم شريهان وفى مطلع التسعينيات عادت نيللى مجددا ولكن بنجاح أقل، وحدث بعدها تخبط وباتت كل المحاولات لإعادة الفوازير مصيرها الفشل، وقبل ١٧ عاما، كانت لدينا تجربة لعودة الفوازير مع نيللى أخرى دارسة أكاديميا لفن الباليه فى موسكو وهى نيللى كريم، وجاء تعارفها الأول مع الجمهور بـ«حلم ولا علم»، إلا أنها سرعان ما تواجدت فى الدراما عندما التقطتها عين الخبيرة فاتن حمامة لترشحها للمشاركة فى آخر إطلالة فنية لفاتن بمسلسل «وجه القمر»، وتتغير الدفة من الاستعراض للتمثيل.

تأتى السنوات الأخيرة ليصبح اسم نيللى كريم أحد معالم رمضان، والكل يترقب جديدها من «ذات» إلى «سجن النسا» ثم «تحت السيطرة»، كان النجاح هو رفيقها وكانت هى ومسلسلها تحظى بالمركز الأول، حتى تعثرت هذه المرة فى «سقوط حر»، باتت مادة خصبة للسخرية على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى، والكل يشكو من كآبة المسلسل، هل تفكر نيللى كريم فى عبور المأزق، تتمرد على التراجيديا، وتنتقل ١٨٠ درجة وتعود إلى بدايتها الأولى إلى عالم الاستعراض، تعيد إلى رمضان القادم قالب الفوازير حيث الرقصة والغنوة والضحكة، ربما يغفر لها الجمهور ما فعلته فى مسلسلها الأخير، ليصبح عنوان التليفزيون فى الأربعة عقود الأخيرة، من نيللى إلى نيللى «وليه لأ»!!.

نرشح لك

ظهور علاء مبارك في ليلة القدر

التفاصيل المتوقعة لنهاية مسلسل “الأسطورة”

القائمة الكاملة لنجوم مهرجان إعلام.أورج – رمضان 2016

شارك واختار .. من الممثلة الشابة الأكثر جاذبية في رمضان 2016؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن