قبل القراءة : تايتل (Title – بالانجليزية) = ذو حيثية / رتبة كبيرة / الكومندا المهم .. الخ .
هو: هتتكلم عن مين الحلقة الجاية؟
أنا: عن الطايفة بتاعتكم
هو: طايفة !!! .. طيب إوعى تغلط .. أنا تايتل لعلمك .. (ثم تبعها بضحكة سمجة)
أنا: جتك خيبة في خيبتك !
كان هذا هو نص الحوار الذي دار بيني وبين زميلي بعد نشر المقال السابق في إعلام.أورج تمنيت له خيبة فوق خيبته، لأنه ينظر إلى نفسه باعتباره الزغلول الكبير في المكان … يتعامل مع مهنته وكأن المحطة ستنهار إذا اختفت …. ساذج .
وصديقي هذا … مخرج .
المخرج –في رأيي- يمثل أزمة حقيقية في المكان، فهو تايتل بحق .. له قيمة كبيرة، ومكانته مرموقة، وكثيرون داخل الكونترول رووم لا يتصرفون إلا بعد أوردر واضح من حنجرته، لكنه يفقد قيمته يوما بعد يوم، وهو واقع قد يغضبهم !! لكنه واقع.
وبعد أن كانت المدرسة الكلاسيكية تجعله (الكل X الكل) .. سحبت منه الموجة الإعلامية الجديدة الكثير من الصلاحيات -لاحظ أننا لا نتحدث عن السينما أو المسلسلات أو حتى الفيديو كليب- .. نحن نتحدث عن صناعة البرامج التلفزيونية .. وفي هذه الصناعة أصبحت هناك مهن في أهمية المخرج، إن لم تكن –نظريا- أهم.
مبدئيا، المخرجون أنواع، منهم من يقوم بوضع تصور كامل لتصميم الفراغ داخل الاستديو، كيف سيكون شكل الديكور؟، أين توضع الكاميرات؟، وكيف يكون الشكل العام للبرنامج؟ .. الخ ، وهؤلاء ندرة، قد لا تمتلك المحطة منهم أكثر من واحد فقط، وهو بطبيعة الحال من أهم 5 أفراد داخل الهيكل التنظيمي للمحطة ككل.
ومنهم المخرج (الملاكي) .. الذي تجد اسمه مقرونا بالمذيع الفلاني، يفهمان بعضهما جيدا ، ويعرف المخرج الملاكي متطلبات وطلبات (وأحيانا أوامر) مذيعه النجم تماما، وينفذ له كل ما يطلبه حتى وإن طلب منه أن: خدني من ورا الإزاز يا خالد أو عايز لقطة لإيدي وهي بتشوح يا ممدوح… وهؤلاء أيضا ندرة .. لكنهم أقل حرفة من سابقيهم وإن كان لديهم العديد من المواهب ليس أهمها التماهي مع النجم وطاعته.
ومعظم مخرجينا من (آكلي العيش)، يدخل الكونترول رووم سائلا السؤال الشكسبيري (عندنا إيه يا جماعة؟).. لتبدأ علاقته بالعمل عند دخوله وتنتهي لحظة تسليمه الشيفت/ الكونترول رووم، لزميل له يمتهن ذات المهنة التي تسمى الإخراج.
ولدى المجموعة الأخيرة أصبحت مهام المخرج تبدأ عند تحريك الكاميرات، وإختيار لقطاتها مع مساعده .. و تنتهي عند التركيز في إعطاء الأوردر الشهير .. “روووووول”.. وهو الأمر الذي يخبر به الفني المسؤول عن المادة المسجلة (الذي سنتحدث عنه حتما) أن يقوم بتشغيل المادة المتفق عليها… ثم أمر / أوردر شبيه لمهندس الصوت لكي يفتح ميكروفون المذيع أو يغلقه أو يقوم بتشغيل موسيقى البرنامج في توقيت متفق عليه كذلك… بس كدة !!
والباقي لا يتخطى حرفيته في التعامل مع المشاكل المختلفة ، جهاز ما تعطل ، أو مذيع متوتر أكثر من اللازم ، ضيف تأخر في الدخول، أو فلان يشتبك مع علان بالأيدي … إلى آخر هذه الأنواع من المشاكل التي لا علاقة لها بصورة المخرج الكلاسيكية، والتي تظهر لنا المخرج ممتلكاً وجهة نظر ، وأنه لا يوجد كائن حي داخل الكونترول رووم إلا ويحترمه ويقدره … وهذا بالقطع يحدث أحيانا.
المخرج تايتل بكل تأكيد، لكنه يفقد عرشه تدريجيا، فديناميكية العمل داخل الكونترول رووم مازالت تقدره، فيكمل بجلوسه على كرسيه “البازل” الجميل والواجب تصويره للجميع على أن الإعلاميين فنانين وكدة.
ملحوظة أخيرة: المهن المذكورة تتغير مهامها الوظيفيه من مكان لأخر،احنا مش في هوليوود ياكباتن.
إقرأ ايضا
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)
من بين 100 مقال ..إليك العشرة الأكثر قراءة على إعلام.أورج
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا