إخاء شعراوي: الإعلام بالنيات

يردد الجميع دائما مصطلح أن الشعب المصري متدين بطبعه، ولذلك تنتشر بين المصريين مصطلحات مصرية خالصة لا توجد إلا في المجتمع المصري فقط من أبرزها جملة “الأعمال بالنيات”، يرددها البعض ردا على كل ما يتعلق بالأمور الدينية لتبرير أخطائهم أو أفعالهم على اعتبار أن الله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان على نواياه فقط وليس أعماله نفسها.

يسعى مرددوا هذه المصطلحات للهروب من الواقع والتقرب إلى الله بالنوايا فقط دون الأعمال ، وبنفس النظرة بدأ الإعلام المصرى بكافة انتمائاته يتبع نفس الفكرة على اعتبار أن “الإعلام بالنيات” ، فمثلا نجد أن هناك من يقدم قضايا مثيرة لا يصح أن يناقشها الإعلام على الشاشات مثل أزمة الإلحاد والجن والشواذ وغيرها من الأمور البعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي من الإعلام ، ثم يفاجئنا الإعلاميين أنفسهم بردود مستفزة على شاكلة أن هذه الحلقات مخصصة لما فوق 18 عاما أو أنهم يلتزموا بالمهنية وعدم الخروج عن النص أثناء مناقشة هذه القضايا ، وبمعنى أدق يستند هؤلاء الإعلاميون إلى مصطلح “الإعلام بالنيات” ، ومن هذا المنطلق يقدموا حلقات سخيفة لا تمت للإعلام الحقيقي بصلة من قريب أو بعيد ، ثم يبرروا لأنفسهم بمبررات واهية لا أساس لها من الصحة ، وهم في الحقيقة يهدفون فقط لزيادة نسب المشاهدة لبرامجهم وتحقيق أرباح إعلانية.

كنت في جلسة ودية مع الدكتور صبري الشبراوي أستاذ التنمية البشرية والذي أكد لي خلال اللقاء أنه برغم معايشته للغرب سنوات طويلة بحكم عمله وسفره الدائم ، إلا أنه لم يجد مطلقا في الإعلام الغربي حلقات تتحدث عن الجن والجنس والشواذ والإلحاد وغيرها من الأمور التي يناقشها الإعلام المصري على شاشاته متناسيا الهدف الأساسي من الإعلام.

أصبح فعليا وطبقا لما يقدمه البعض الإعلام بالنيات، يتعاملون مع الإعلام بنواياهم التي لا يعلمها إلا الله فقط ويفرضون حسن نواياهم على المشاهدين ولا يقبلوا النقد أو الاختلاف معهم في الرأي في حين أنهم يفرضوا أرائهم على المشاهدين على عكس الهدف الحقيقي والمرجو من الإعلام.

ما أخشاه في المستقبل أن تواجه أي إعلامي بما يقدمه على الشاشة من موضوعات لا تهم المواطن ولا تمت للإعلام بصلة فيكون رده “الإعلام بالنيات”.

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا