باهر عبد العظيم يكتب: استنساخ الصوت الواحد

باهر عبد العظيم
        باهر عبد العظيم

“الصحافة كاشفة زيف المجتمعات ونيل الجميع منها مُتوقع، وتعمد الإعلام تزيف الوعي تحقيقاً لأهداف شخصية خيانة لأمانة الكلمة”.

“عُدول الصحفي عن مهنيته وتحوله لمعارض ضد النظام أو تابع له خطيئة شائعة الحدوث”.

شعرة دقيقة بين معارضة الصحفي للنظام وقيامه بدوره مراقباً للمجتمع نقداً أو تشجيعاً، فانحياز الصحفي الحقيقي هو للدستور والقانون والمصلحة العامة للوطن.

نيل الجميع من الإعلام مقروءه ومسموعه لا يقل بشاعة عن محاولات السلطة أو رجال الأعمال استقطاب الإعلام لصفوفهم.

أخطاء الإعلام خلال الفترات الماضية القريبة منها أو البعيدة ساهمت بقدر كبير في تأصيل حكم الفرد وضياع فرص إقامة مؤسسات حقيقية للدولة.

“بعضُ فسادِ الإعلام من بعضِ فساد مجتمعاتنا، وإصلاح إعلام الدولة، صلاحٌ للإعلام كله مستقلة ومنحازه”.

فارق بين إعلام الدولة وإعلام النظام، الأول يستهدف صلاح الناس بتوعية المواطنين بحقوقهم ووجباتهم، والثان (إعلام النظام) يُكرس حكم الفرد ودائماً ما قاد إلى المجهول.

الانحياز الحقيقي للإعلام لابد أن يكون للدستور والقانون والمصلحة العامة، فكلهما من علامات صلاحه، أما بقائه في خدمة النظام فدليل فشل ورغبة في طمس الحقائق وتغيب الشعوب.

انتظار التحقيق الكامل لمهنية الإعلام محال، واستمرار السيطرة عليه من أصحاب المصالح كارثة، وغياب إعلام منافس قوي يتبع الدولة ضعف يجعل الأنظمة رهن أصحاب المصالح والنفوذ.

قبول الأنظمة بتنوع إعلامي قوي مؤشر حقيقي للديمقراطية، ومحاولات النيل من الإعلام ضعف، وعدم قدرة الدولة على خلق إعلام منافس معبر عنها فشل، ومحاولات تأميم الإعلام المستقل وجعله في خدمة النظام انتكاسة.

“كره الإعلام ومحاربته لن يُغني عن الفسدة شيء، ووصفه الدائم بأداة الهدم وليس البناء جزء من محاولات النيل منه”.

محاولات إعادة استنساخ تجربة الرئيس جمال عبدالناصر في توحيد الإعلام (إعلام الصوت الواحد) وجعله يطوف في مملكته، عبث لا يتفق مع أهداف ثورتين أطاحت بنظامين سياسيين أحدهما فاسد والآخر فاشي ديني.

قرار ٢٤ مايو ١٩٦٠، الذي أصدره عبدالناصر وأخضع من خلاله إصدارات الصحف للسلطة الإدارية للدولة، كان يستهدف الترويج لتوجهاته الأيديولوجية ودعم سياساته الاشتراكية، في إطار دولة شمولية كانت تستهدف إخضاع كافة جوانب الدولة للسلطة الحاكمة.

القرار وقتها دافع عنه عبد الناصر بالزعم أن الصحافة لم تكن مُعبرة عن طموح الشعب، بل مُعبرة فقط عن قطاع قليل من الأثرياء، حتى تحولت الصحافة إبان حكم ناصر إلى صحافة (الصوت الواحد)، أما الرأي المعارض لسياسات ناصر في الصحف تم الضغط عليه بالاعتقال.

صراع خفي بين الرئيس السيسي والإعلام، واستمرار عتابه وانتقاده للإعلام دليل توتر في علاقة الجانبين.

الصراع ناتج من إدارك السيسي أهمية الإعلام في التأثير على الرأي العام، فالأول يخشى على سلطانه من تقليب الرأي العام، والثان يدافع عن حريته ويرفض محاولات لجمه.

لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بأسماء صحفيين أو إعلاميين مُقربين من السيسي، مثلما كان معروفاً إبان حكم روؤساء مصر السابقين.

هيكل مستشار إعلامي لعبدالناصر، و موسى صبري وأحمد بهاء الدين مستشارى الرئيس السادات، وسمير رجب ومكرم محمد أحمد المقربين من الرئيس مبارك.

رفض السيسي الضمني لتصريحات عدد من الصحفيين الذين حاولوا تبرير عدد من القرارت الرئاسية الخاطئة دليل غياب التنسيق، ومؤشر على عدم اهتمامه برأي العاملين في ذلك المجال.

فارق بين التطوع في الدفاع عن قرارات السيسي مثلما هو موجود حالياً، وبين تقريب السيسي أحد الإعلاميين أو الصحفيين له وأخذه مستشاراً إعلامياً.

الأصل في الأشياء التنوع، والإعلام من بين هذه الأشياء، وحرص الأنظمة الحاكمة على توحيد الناس على رأي سياسي واحد، أحد أبرز أنماط الدول الشمولية، “أعاذنا الله منها”.

نرشح لك

[ads1]

تعرف على هوية المصور ضحية حسام حسن

نهايات مسلسلات رمضان ٢٠١٦

شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن