3 دروس مهنية من كتاب يسري فودة الجديد

فايزة أحمد

أطلق يسري فوده كتابه الجديد “أخر كلام.. شهادة أمل في ثورة مصر”، عن “دار الشروق”، الشهر الماضي، كاشفًا عن كواليس برنامجه الشهير الذي استمر بثه لمدة استغرقت خمس سنوات، عبر فضائية (on tv)، وعبر صفحات وحكايات وشهادت دونها فودة في هذا الكتاب يمكن للشغوفين بالعمل الإعلامي والصحفي استخلاص دروسًا عدة؛ في مجالٍ بات من يحتفظ فيه بالمهنية كالقابض على الجمر.

إعلام.أورج يرصد لكم أبرز هذه الدروس.

متى ينقل الصحفي ما دار في الاجتماعات المغلقة؟

دائمًا ما يُدعى الصحفيين لحضور اجتماعات ولقاءات كثيرة مع المسئولين، لتوضيح شأنًا ما متعلق بالأمور العامة للدولة، أو لقضية مثارة على الساحة وتشغل الرأي العام برمته، ولكن السؤال الأهم متي يُسمح للصحفي أن ينقل ما دار في هذه اللقاءات؟، وما الذي يُسمح له بالتحديد أن ينقله؟

في سياق عرض فوده ظروف وملابسات لقاءاته بالرئيس عبد الفتاح السيسي، يشرح كيف تم اللقاء الأول وماذا دار به، وذلك في خضم الأيام التي أعقبت الأيام الأولى لثورة يناير، حيث اجتمع بمجموعة من لواءات المجلس العسكري آنذاك، وهم :” محمد العصار، ومحمود حجازي، وعبد الفتاح السيسي”، وذلك برفقة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والإعلامي عمرو خفاجي.

يكشف السيسي، للمرة الأولى أن القوات المسلحة كانت على علم بما ستؤول إليه الأمور في ثورة يناير، وذلك بمساعدة المخابرات الحربية وقطاعات أخرى من الجيش، كما كشف لهم أنهم أعدوا مسبقًا للثورة للإطاحة بمشروع “التوريث”، ولكن ما تغير فقط هو الموعد، حيث توقعوا نزول المواطنين في شهر مايو من عام 2011 وليس في شهر يناير من العام ذاته.

كان انطباع فوده، حينها، أنهم دُعوا لهذا اللقاء للترويج له، لاسيما وأنه لم يُطلب منهم ألاّ يفصحوا عما دار، ولكنه لم يفعل، بالرغم من أن ثمة قاعدة أخلاقية/ مهنية/ قانونية/ في مهنة الصحافة تقول إنه: “إذا دُعي صحفي للقاء ما أو حدث من أيّ نوع بصفته صحفيًا، فإن من حقه – بل وأحيانا يكون واجبًا عليه- أن ينقل ما شاء له أن ينقل إلاّ إذا طُلب منه صراحة ألا ينقل”.

لابد من وجود شاهد

 

في الغالب يجتمع الصحفي برؤوس السلطة في مرحلة ما من مسيرته الصحفية، أو في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد، ولكن منعًا لسوء الظن وحرصًا على نفسك الأمارة بالسوء من الأفضل لك أن تصطحب معك شاهدًا على لقاءاتِ كهذه، هذا ما حرص عليه فوده أثناء لقاءاته برؤساء وملوك ومسئولين عرب وغير عرب طيلة مشواره الصحفي بحسب قوله.

يتذكر فوده، في الجزء الأول من كتابه، ثلاثة لقاءات جمعته بشخصيات “حساسة” واصطحب فيها شاهدًا يثق به كان أول هذه اللقاءات: لقائه بالشيخة موزة، والدة أمير قطر الحالي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك قبل نهاية عام 2002، حيث اصطحب صديقه العراقي محمد ضياء، الذي كان يعمل في مقر قناة “الجزيرة” بالدوحة، وقتذاك.

بينما جاء اللقاء الثاني، أثناء فترة تعافيه من حادث السير الذي تعرض له في شهر مارس من عام 2013، حيث اجتمع بالعقيد الأمريكي كيفين بوغوكي، الذي عُين محاميًا من قِبل المحكمة العسكرية، للدفاع عن رمزي بن شيبة، منسق عملية الحادي عشر من سبتمبر والقابع الآن في معتقل “غوانتانامو”.

يسري

وافق فوده، على الاجتماع بوغوكي، بشرط حضور شاهدًا؛ كان هو الصحفي “محمد الجارحي”، ليكون مطلعًا على ما دار في هذه الجلسة.
أما اللقاء الثالث، كان في الحادي والعشرين من شهر أبريل 2013، حيث طُلب منه أن يلتقي بالسيسي، في مبنى الأمانة العامة لوزارة الدفاع والإنتاج الحربي في منطقة “مصر الجديدة”، حيث دار بينهما حوارًا كان محتدًا في جزء منه، كان نشر منه جزءًا في مقال بجريدة “الشروق” حمل عنوان “لو كان للسيسي أن يعتذر”، وذلك مطلع شهر يناير من العام الجاري.

وافق فوده، على أن يذهب لهذا اللقاء بصحبة صديقه ألبرت شفيق، رئيس قناة (on tv سابقًا، ورئيس شبكة قنوات “النهار” حاليًا، ليكون شاهدًا أيضًا على ما دار في هذا اللقاء، في فترة سياسية “رمادية” من تاريخ مصر.

في هذا السياق، يبرر يسري فوده أسباب، اعتياده على اصطحاب شاهدًا
موثوقًا به في هذه اللقاءات، حصر هذه المبررات في التالي:

1- حين يتعلق الأمر بلقاء يجمع صحفيًا بمن لديه سلطة من أيّ نوع؛ يمكن أن يكون لها تأثيرًا فيما يمكن أن ينتج عن هذا اللقاء.

2- لحماية نفسه من نفسه أمام أيّ إغواء محتمل من قِبل السلطة.

3- ولكي يكون هناك مرجع يفصل في اختلاف مستقبلي محتمل للروايات.

4- وجود الشاهد يرسخ لدى الصحفي الجاد قيمتان في غاية الأهمية هما:” الردع النفسي، والتوثيق المحايد”.

كيف تضمن حقوقك المهنية؟

أن تعمل لدى مؤسسة صحفية أو إعلامية تابعة للدولة سيكون بالتأكيد تطبيق مبدأ الحفاظ على المهنية التي تريدها أنت في غاية الصعوبة، لاسيما وإن كانت هذه الدولة تخضع لسلطة تقمع الحريات بكافة أشكالها، ولكن ماذا تفعل إذا كان ثمة عرض جيدًا بالنسبة لك، بالتزامن مع وعود “شفهية” بعدم التدخل في عملك؟

يسرد فوده، في الجزء الثاني من كتابه، موقفًا مصيريًا تعرض له في مسيرته الإعلامية مطلع عام 2011، حيث كان أنهي عقده مع قناة on tv، بالتزامن مع تلقيه عرضًا للعمل في قناة -تحت التأسيس- تابعة للدولة تحمل اسم “قناة النيل”، لكن ثمة شكوك تكونت لديه بأن عمله في قناة تابعة لدولة على رأس سلطتها حسني مبارك، رئيس البلاد الأسبق، لما كانت تحافظ على المهنية والحرية التي اعتاد عليها، بالرغم من الوعود التي سيقت له بعدم التدخل في برنامجه لا من قريب أو بعيد، ما جعله يستشير صديقه ألبرت شفيق، الذي بدوره نصحه بالتالي ضمانًا لحقوقه:

يسري1

1- اطلب منهم أن يكتبوا الوعود والضمانات التي ساقوها لك بأكملها في العقد الرسمي.

2- اطلب منهم أن يضيفوا بندًا يمنحك قوة فسخ العقد فورًا؛ دون جزاءات إذا تعارض موقف في العمل مع أيّ من تلك الضمانات.

3- اطلب منهم أن يضيفوا أخيرًا، شرطًا جزائيًا لصالحك إذا حدث العكس.

وكانت هذه الشروط هي ما ساعدته على أن يعتذر عن العرض بالرغم من توقيعه العقد في التاسع عشر من شهر يناير من العام ذاته.

نرشح لك

[ads1]

صور الإعلامية السورية التي ارتبط بها يسري فودة

برنامج تلفزيوني جديد ليسري فودة

تعرف على هوية المصور ضحية حسام حسن

نهايات مسلسلات رمضان ٢٠١٦

شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن