مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (73) عمل "تاريخي"

لما يوسف شاهين عمل فيلم المهاجر، 1994، حصلت أزمة واترفعت عليه قضايا ومطالبات بـ منع الفيلم من العرض، فـ هو قرر إن فيلمه الجي يكون عن حرية الفكر.

من ناحية تانية كان عنده مشروع إنه يعمل فيلم عن الأندلس، فـ قال لك طب ما نفتح الفكرتين على بعض، ونعمل فيلم عن الفيلسوف الأندلسي ابن رشد اللي واجه صعوبات تتعلق بـ حرية الفكر، وأهو نبقى ضربنا عصفورين بـ حجر.

هنا بقى لازم نتكلم عن فكرة “الفيلم التاريخي”، ونسأل السؤال اللي ما بـ ينتهيش: إذا قررنا نعمل عمل فني يتصدى لـ تاريخ ما، هل من حقنا كـ مبدعين الخروج عن “حقائق” التاريخي، بـ اعتبار إن العمل الإبداعي غير العمل التوثيقي؟ ولا لازم نلتزم حرفيا بـ المعلومات التاريخية، بـ اعتبار إن العمل هـ يتحول لـ مرجعية عند كتير من الناس؟

مناقشة الموضوع ليها كذا جانب، وخلينا نتفق على كام حاجة:

أولا، بادئ ذي بدأ مفيش حاجة اسمها عمل فني أو إبداعي ملتزم بـ التاريخ 100%، ده مستحيل فضلا عن إنه مش حلو، وهـ أدي حضرتك مثال:

مسلسل “أم كلثوم” من الأعمال الفنية اللي تعرضت لـ تاريخ ما، والتزم صناعه الدقة التاريخية، اللي هو بـ اليوم والساعة والثانية، وصناعه (محفوظ عبد الرحمن مؤلفا، إنعام محمد علي مخرجا) بـ يفخروا بـ إنهم قدموا سيرة أم كلثوم زي ما بـ يقول الكتاب.

السؤال هنا: هل هم فعلا عملوا كده؟

خليني أقول لك حكاية: إنعام محمد علي جابت باحث اسمه مجدي الكوتش، وطلبت منه إنه يساعدها في جمع معلومات عن أم كلثوم أكتر من اللي موجودة في السيناريو، لـ مزيد من التوثيق، وفعلا مجدي مع إنعام بدؤوا يجمعوا حاجات ويعملوا لقاءات، ومن ضمن اللقاءات اللي عملوها لقاء مع عم عظمة، العازف الشهير في فرقة أم كلثوم.

قعد الراجل يحكي لهم حكايات تقليدية محفوظة، قد إيه الست دي (أم كلثوم) عظيمة ورائعة ومدهشة وبلا بلا بلا، فـ هم حسوا إن اللقاء هـ يروح عليهم لـ إنه ما قالش حاجة في الخبايا والكواليس تفيدهم في الموضوع، فـ قالوا له: يا عم عظمة إحنا عايزين نعرف منك اللي مش بـ تقوله لـ حد، إحنا مش برنامج، ومش شرط اللي هـ تقوله نحطه في المسلسل، عايزين نعرف الحقيقة، وسيب لنا نحطها ازاي في المسلسل، أو ما نحطهاش.

فـ الراجل سأل: يعني أتكلم بـ راحتي؟

بـ راحتك خالص يا عم عظمة.

طب حيث كده بقى، أحب أقول لكم إن دي ست بنت تيت تيت تيت (شتايم)، دي كانت ولية مستبدة، طلعت تيت أهالينا.

تخيل يا أستاذ، تخيلي يا مدام، كانت ناشفة علينا، لـ درجة إنه كان فيه سيزون مفيهوش شغل، وفريد الأطرش طلبنا نحيي معاه حفلة في بيروت، فـ هي عرفت، نزلتنا من الطيارة، عملت اتصالات ومنعتنا من السفر، وحتى ما عوضتناش.

الحكاية دي حكاهالي مجدي الكوتش نفسه، قدام المخرج الكبير سعيد حامد، والكاتب عمرو عاشور، طيب هنا بقى نسأل:

هل إنعام محمد علي حطت الكلام ده في المسلسل؟

طبعا لأ

ليه؟

لـ إن المسلسل من الحلقة واحد مطلع الست ملاك بـ جناحين، وصناع العمل قرروا إنهم مش هـ يخدشوا الصورة الملائكية دي ولو بـ ذرة تراب، فـ طبيعي إنهم ما ياخدوش الحاجات دي، ومؤكد إن صناع العمل سمعوا كلام كتير سلبي، على الأقل فيه تسجيلات تحمل اتهامات فظيعة لـ أم كلثوم، منها تسجيلات سمعتها بـ نفسي لـ فريد الأطرش ونور الهدى وغيرهم.

إذن مسلسل أم كلثوم ما قدمش “الحقيقة”، ولا “التاريخ” هو قدم وجه من وجوه الحقيقة، وبعض من تفاصيل التاريخ، وأي عمل هـ ينطبق عليه نفس الأمر مهما حاول صناعه إنهم يكونوا “موضوعيين”.

ده أولا، بس لسه فيه ثانيا وثالثا

خلينا نشوفهم المرة الجاية

تابعونا

نرشح لك

[ads1]

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (72) إخراج خالد يوسف 

تسريب فيلم “جحيم في الهند”

شاهد : هنا الزاهد مطربة في أغنية شهيرة

شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا