يعتبر رمضان موسم درامى وبمثابة مسابقة مفتوحة لكل النجوم لكى يحاول كلاً منهم اعادة توفيق اوضاعه على خريطة النجومية، بعض النجوم يدركون جيداً خطورة السباق الرمضانى ويعلمون ان اى هفوة فيه قد تطيح بهم خارج قائمة الكبار وان اى عمل قوى قد يدعم وجودهم فى المنطقة الدافئة، ولذلك يستعدون للموسم الرمضانى جيداً باعمال مبتكرة وافكار مختلفة وادوار متنوعة، بينما البعض الاخر يسقط فى فخ الاستسهال والنجاح المضمون مسبقاً معتمداً على نجاحات سابقة ويتناسى ان الجمهور لا يرحم ولا يصبر كثيراً على سقطات النجوم، ولذلك سوف نحاول فى هذا المقال القاء الضوء على بعض الرابحين والخاسرين فى سباق رمضان 2016.
محمد رمضان: صحيح ان مسلسل “الاسطورة” نجح شعبياً بدرجة كبيرة وصلت الى حد احتفال بعض المشاهدين ببراءة “ناصر الدسوقى” ضمن احداث المسلسل، كما وضع البعض الاخر صورة “رفاعى الدسوقى” وعليها شارة سوداء فى احد المقاهى، الا ان المتخصصين يدركون ان المسلسل لم يكن جيداً على المستوى الفنى وانه حتى كان اقل من مسلسل “ابن حلال” الذى رسخ وجود “رمضان” ضمن كبار الدراما، ورغم ان نجاح “ابن حلال” اعتمد فى المقام الاول على شغف الناس بحدوتة البداية وهى قضية مقتل ابنة المطربة الشهيرة على يد ابن المسئول الكبير، الا انه على مستوى الاداء الفنى كان “رمضان” اكثر اقناعاً فى دور “حبيشة” وبرزت قدراته التمثيلية بشكل افضل مما حدث مع شخصيتى “ناصر” او “رفاعى الدسوقى”.
يسرا: من سنوات ومنذ مسلسل “حياة الجوهرى” صنعت لنفسها مكاناً رائعاً فى الموسم الرمضانى، ونجحت على مدار سنوات متعددة فى الحفاظ على تلك المكانة رغم تشابه بعض ادوارها فى بعض الاحيان، الا انها مؤخراًغيرت جلدها مرتين الاولى فى مسلسل “شربات لوز” والثانية فى مسلسل “فوق مستوى الشبهات”.
عادل إمام: أثار مسلسل “مأمون وشركاه” جدلاً واسعاً باعتبار قصته مفتعلة ومحاولة ركيكة لفتح ملف التسامح بين الاديان، لكن مشهد الختام غفر كثيراً من سقطات المسلسل وكان بالفعل افضل ما فى المسلسل، حيث لخص بدقة فلسفة البخيل فى الحياة لانه يجد متعته فقط فى كنز الاموال وعدم صرفها طوال حياته، ولكن لا يهمه ان كان اولاده سوف يصرفونها بعد وفاته لان كل ما يشغله هو ان يظل محتفظاً بالثروة حتى اخر لحظات عمره، اما الاسقاط على “مبارك” فهو موجود وواضح ويعكس وجهة نظر سياسية للزعيم الذى لا زال (على ما يبدو) يدين ببعض الولاء لنظام “مبارك” ويحاول تلميع صورته كلما استطاع لذلك سبيلاً، ونسى تماماً صناع المسلسل ان الفلوس التى كنزها الاب وتركها لاولاده بعد وفاته لن تنجح ابداً فى ان تعوضهم عن لحظات الحرمان التى شعروا بها فى ايام الطفولة والمراهقة، وايضاً احتياجهم الذليل لصديق الاب “نشأت” لان هناك اشياء فى حياة الشعوب لا تعوض اذا رحلت مثل الصحة وفرص التعليم وكذلك الكرامة الانسانية، وهى الامور التى اضاعها نظام “مبارك”على جموع الشعب.
محمود عبد العزيز: لا ادرى لماذا يصمم على الاشتراك فى السباق الرمضانى فى السنوات الاخيرة، رغم انه كان الافضل له ان يحتفظ بنجاحه الرمضانى الاسطورى فى ملحمة “رأفت الهجان” وكذلك حضوره القوى فى مسلسل “محمود المصرى”، ولا اخفى سراً اننى احاول جاهداً ان اتذكر اسم العمل الذى قدمه فى رمضان 2012 !! وكذلك لم اسمع اى كلام ايجابى او سلبى عن مسلسله “راس الغول” وهو تقريباً نفس ما حدث مع مسلسل “جبل الحلال”.
نيللى كريم: كانت نجمة رمضان بلا منازع لثلاثة اعوام متتالية، ولكن ليس معنى هذا ان تفرض وجودها علي الجمهور مجدداً مع نفس المؤلفة لمجرد استثمار النجاح واللعب على نفس الاوتار، لان المهم هى الفكرة وليست توليفة فريق العمل وبالفعل كان العمل سقوطاً حر لكل من شارك فيه.
يحيى الفخراني: نجم يجيد اختيار اعماله التى تتناسب مع مرحلته العمرية، “الفخرانى” منذ مسلسل “شيخ العرب همام” يعرف جيداً انه وصل لمرحلة اللعب على نار هادئة فهو يختار مسلسلات ايقاعها بطئ ولكنها عميقة الاثر.
غادة عبد الرازق: اتصور ان استمرارها فى شخصية السيدة المثيرة باطلالتها الجنسية وملابسها العارية تكرر كثيراً واظن انه لم يعد يجذب احد، واعتقد انه ربما تخرج “غادة” قريباً من دائرة الكبار اذا صممت على تقديم نفسها بنفس الاسلوب.
مصطفى شعبان: منذ نجاحه فى دور “مختار” فى مسلسل “العار” وهو يتخبط فنياً فى مسلسلات يصر فيها على شخصية “سى السيد” المحاط بالحريم فى كل تحركاته، وارى انه يجب ان يعيد النظر فى مشاركاته الرمضانية المتكررة او على الاقل يحاول ان يغير نمط الاعمال التى اصبحت كلها شبه بعض.
محمد منير، لطيفة: اعتقد انكما يفضل ان تكتفيا بنجاحكما الغنائى وليس هناك اى داعى لاقتحام عالم الدراما، وان كانت “لطيفة” تمتلك قدرات تمثيلية جيدة يمكن تطويرها بمزيد من المجهود.
أحمد محمود أبو زيد: نجاحك السابق فى استثمار نجاح والدك فى فيلم “العار” عندما حولته لمسلسل جيد، لا يعنى ان تحول كل اعمال والدك الى مسلسلات !!
بيومي فؤاد: ابتذلت نفسك واظن انك فى طريقك للاحتراق ما لم ترشد ظهورك خصوصاً فى الاعلانات السخيفة، وليس هناك اى مبررات مقبولة من نوعية انك تعوض سنوات حرمانك من النجومية والنجاح لان ما تفعله بنفسك هو اسرع طريق للفشل.
جراند أوتيل: يذكرني نجاح المسلسل واقبال الكثيرين على مشاهدته بنجاح مسلسل “الملك فاروق” منذ سنوات، لان هناك حنين الى جماليات وشياكة ورقى تلك الفترة والتى سبقت ثورة يوليو، وان كان ذلك بالطبع لا يمنع ان تلك الفترة ايضاً كان بها الكثير من السلبيات وتحاشى صناع المسلسلين اظهارها وركزوا فقط على الجانب المتألق فى تلك الفترة.
أفراح القبة: مسلسل مميز مزج بين الاجواء المسرحية والتليفزيونية فى تناغم جميل، ولكن يعيبه بطء ايقاعه فى النصف الثانى من حلقاته وغياب توهج البدايات الاولى القوية، واعتقد انه كان يفضل عرضه خارج السباق الرمضانى لما يتضمنه من احداث وجمل حوارية لا تناسب طبيعة الشهر الكريم.
يونس ولد فضة : عمل صعيدى راقي اعاد الاعتبار بقوة إلى المرأة الصعيدية وقدمها فى صورة مختلفة عن تلك الصورة التقليدية النمطية التى قدمتها الاعمال الصعيدية السابقة، حيث قدم المسلسل المرأة الصعيدية على انها امرأة عصرية مثقفة وواعية وترتدى ملابس مودرن وتتكلم فقط بلكنة صعيدية لذيذة ليست مستفزة او منفرة.
الجزء السادس من ليالى الحلمية: رغم كثير من الاخطاء والتجاوزات منذ بداية الحلقات والتى تتعلق بالاعمار والفجوات الزمنية وكذلك ضعف صياغة ادوار معظم الشخصيات الباقية من الاجزاء الاولى، ورغم سقطة “منصور السماحى” التى رصدناها قى مقال سابق حيث اكدنا ان ابن “علام السماحى” الذى كان مختفياً فى العراق اسمه “ياسر” وليس “منصور” !! الا اننا لا يمكن ان ننكر اننا كنا نتمنى رغم كل ذلك ان ينجح العمل ويتحول لدفتر احوال للمجتمع المصرى، الا ان الحلقة الاخيرة كانت بمثابة اسوء ختام لمغامرة عودة “الحلمية” فقد ظهرت حلقة ضعيفة واشبه بحكايات قبل النوم للاطفال، خصوصاً قصة استعادة “عادل البدرى” لابنه “ناجى” عن طريق الفيسبوك ثم استشهاد “ناجى” على يد الصهاينة !! وكذلك المشهد المفتعل لوفاة “انيسة بدوى” وتذكرها للماضى وشخصياته، وجاء ايضاً المشهد الختامى مباشراً وساذجاً وباهتاً، ولا ننكر بالطبع المجهود الذى تم بذله (من جميع المشاركين فى العمل) فى محاولة لملمة اشلاء “الحلمية” واعادة بللورتها واحيائها بعد 20 عاماً، وكاد ان يكتب لهذا الجهد قليلاً من النجاح ولكن جاءت الحلقة الاخيرة اشبه بدلو الماء البارد الذى اضاع كل شئ !!
نيللي وشريهان: لو استمر التعاون الفنى بين “ايمى”، “دنيا سمير غانم” بدون افتعال مشاكل بينهما اعتقد ان هذا الثنائى سوف يكون اقوى ثنائى كوميدى نسائى فى تاريخ الدراما العربية، واتمنى فقط ان يجدا كل عام موضوعاً جيداً ومختلفاً، وارى انهما يشكلان ثنائياً رائعاً ومتفاهماً منذ مسلسل الكارتون “عائلة الاستاذ امين” الذى ضم معهما الاب والام “سمير غانم”، “دلال عبد العزيز”.
وليس معنى ما سبق أن هولاء هم كل الرابحين والخاسرين فى السباق الرمضانى لكن ما زال هناك الكثيرين مثل “يوسف الشريف”، “طارق لطفى”، “امير كرارة”، “مى عز الدين” وغيرهم، ولكن بالطبع مهما تعاظمت قدرات المشاهدة فى رمضان ومتابعة ردود الافعال فهى فى النهاية محدودة لاننا بشر والرحمة حلوة !!
نرشح لك
[ads1]
وليد رشاد يكتب: عفوًا أيها الزعيم
شاهد : هنا الزاهد مطربة في أغنية شهيرة
شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا