نقلاً عن جريدة المقال
لا يمكن مقارنة دكتور علِى عبد العال (وهو شخصية شديدة الاحترام والطيبة) بأى من رؤساء مجلس النواب أو الشعب أو الأمة من أسلافه، هو حالة جديدة تمامًا خالية من أى حضور جماهيرى أو أداء كاريزمى أو خلفية سياسية أو أى حاجة يمكن ربطها أو مقارنتها بالأسماء التى جلست على مقعده من قبل، حتى سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب الإخوانى، فرغم ثقل ظلِّه المذهل فإنه كان شخصية تنظيمية لديه تكوينه الإخوانى من داخل سنوات الجماعة، وأيضًا خبرات البرلمانى السابق كذلك، ثم طبعًا الصف الطويل من أنور السادات، رئيس مجلس أمة عبد الناصر، وحتى فتحى سرور، مرورًا بقدرة لبيب شقير، وأداء ولغة حافظ بدوى، وتاريخ سيد مرعى، وهدوء كامل ليلة، وشهرة علم صوفى أبو طالب، وكاريزما رفعت المحجوب مثلاً، فمن المستحيل أن تتعرف على مواصفات رئيس النواب فى علِى عبد العال.
دكتور علِى عبد العال هو ابن المرحلة بامتياز.
المرحلة التى عكفت فيها الأجهزة الأمنية على اختيار قائمة لمجلس النواب من أصحاب الولاء والبراء؛ الولاء لأجهزة الدولة، والفارق هنا كبير جدًّا بين الولاء للدولة بشعبها بنظامها بدستورها بقيمها وبين الولاء للأجهزة بتعليماتها وتوجيهاتها وشخوصها.
والبراء من المعارضة ومن أى اختلاف أو اجتهاد مع تعليمات القائد، والقائد هنا ليس الرئيس بل أى ضابط أو حتى صُول يتحدَّث باسم الرئيس.
حين اختارت أجهزة الدولة علِى عبد العال مرشحًا لرئاسة النواب، كانت واضحة جدًّا فى فهمها دور مجلس النواب فى عصر الرئيس السيسى، وهو اكتمال لنفس الدور فى عصر مبارك مع فارق الكفاءة والنجاعة والسخونة والاحتراف، وكلها طبعًا، وللغرابة وللأسف، لصالح برلمان مبارك، لكن حين اختارت علِى عبد العال وليس سرى صيام مثلاً فهذا إعلان لنوع القيادات التى تفضلها مرحلة قيادة أجهزة الأمن لكل حاجة فى مصر.
الحال مختلفة عندما تتأمَّل شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، فيمكن مقارنته بمنتهى السهولة بهشام قنديل، رئيس حكومة مرسى، وأنا أكاد أجزم أنه لو عرض عليه مرسى الحكومة لكان قد وافق شريف إسماعيل دون ذرة تردُّد، رغم طبعًا قدرته على المناكفة الآن فى هذا الافتراض، بل أستطيع أن أقول إن دكتور حازم الببلاوى ما كان ليمانع أبدًا منصب رئيس الوزراء لو عرضه عليه حسنى مبارك، وما كان إبراهيم محلب ليمانع فى قبول ذات المنصب لو عرضه عليه محمد مرسى، وسيكون شعار الجميع هو شعار شريف إسماعيل الآن (عايزين نخدم بلدنا).
حسنًا، شريف إسماعيل هو صِنْو هشام قنديل فى منصب رئيس الحكومة الذى لا يبدو أكثر من سكرتير وحامل ملفات الرئيس، والرئيس يفعل ما شاء بمَن شاء أينما شاء، بينما رئيس الحكومة عارف حدوده ومحدوديته وجاهز بتوقيعه على ما يراد له أن يوقعه، وهو يتميَّز بأن وجوده لا يزعج أحدًا وأن غيابه لا يشغل أحدًا.
علِى عبد العال وشريف إسماعيل بلا أية خبرة سياسية ولا تنظيمية، ولم ينضما إلى أى تيار أو حزب أو جماعة ولا حتى رشَّحا نفسيهما لاتحاد الطلبة من قبل، وعبد العال نفسه اشتغل فى البلاط الأميرى فى الكويت قرابة عشرين عامًا موظفًا مجهول الاسم لأى سياسى مصرى ومغمور الصيت فى وطنه، أما شريف إسماعيل فهو موظف كُفُؤ مخلص بوزارة البترول، لا ادَّعى غير ذلك ولا سعى إلى غير ذلك، ومرَّت عليه سنوات مبارك ويناير والإخوان ولم يظهر فى أى منها صاحب رأى مختلف أو مستقل.
إذن نحن أمام دولة كبار رجالها من موقع الرئيس ثم رئيس النواب ثم رئيس الحكومة خارج التاريخ السياسى للبلد تمامًا، مما يجعل مصر تُدار عن طريق الفكر الأمنى لا السياسى، التقليدى لا المختلف، المحافظ لا المتحرر، السلفى لا العصرى، الضابط لا المفكر، الموظف لا السياسى.
إنه الحكم على طريقة عين وشين..
عين عبد العال وشين شريف إسماعيل طبعًا.
نرشح لك
[ads1]
إبراهيم عيسى يكتب : عتريس الطاغية السينمائى!
شاهد : هنا الزاهد مطربة في أغنية شهيرة
شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا