التَّشابه بين قصة حب علي وإنجي في فيلم (رُد قلبى) – وهو أحد أشهر كلاسيكيات السينما المصرية – وما بين قصة علي ونازلي في المسلسل الناجح (جراند أوتيل) يبدوا كبيرًا للغاية بدايةً من الأسماء ، فالبطل هنا وهناك يحمل نفس الاسم ( على ) وحتى اسم البطلة قريب الشبه وعلى نفس الوزن تقريبا ( إنجى – نازلى ) ثم الفترة الزمنية التى تدور فيها الأحداث هى نفس الفترة مع وجود اختلافات طفيفة وحتى فى تشابه الظروف ، فالبطل فى الحالتين فقير ، مُعدم ، وعلى قد حاله ، بينما البطلة غنية مُرفهة وابنة باشوات او أميرة .. وأخيرًا وجود نفس الرابط فى الحالتين من خلال علاقة الخادم بمخدومه سواءً كان الخادم هو البطل نفسه مثلما كان الحال فى ( جراند أوتيل ) او والده مثلما كان على ( شكرى سرحان ) ابن عم عبد الواحد الجنانينى ( حسين رياض ) فى ( رُد قلبى ) .. كلها أمور تدعو للتَّشكُك فى أن الكاتب تامر حبيب استوحى قصة على ونازلى من حدوتة على وإنجى الشهيرة او على الأقل كان متأثرًا بها فى أثناء الكتابة او ربما هو تعمد وضع هذا التشابه وهو الأمر الذى سنحاول تبينه من خلال عقد هذه المقارنة بين ما كتبه يوسف السباعى منذ أكثر من نصف قرن وما كتبه تامر حبيب فى هذا العام لعلنا نصل فى النهاية إلى الشىء الذى يربط ما بين القصتين ، قصة على وإنجى وقصة على ونازلى :
1- بدايةً يجب أن نُشير أننا بصدد عملين ناجحين جدًا ، ففيلم ( رُد قلبى ) أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية واختاره النُّقاد من ضمن أفضل مئة فيلم فى تاريخ مصر السينمائى وحاز المركز الثالث عشر فى هذه القائمة ، بينما مسلسل ( جراند أوتيل ) جمع بين الحُسنيين ، فقد لاقى نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وتلقى إشادات نقدية واسعة وهو أمر نادرًا ما يحدث أن يجمع عمل ما بين المستوى الفنى المرتفع والنجاح الجماهيرى الواسع ..
2- قصة الحب ما بين على وانجى بدأت مبكرًا منذ مرحلة الطفولة وتحديدًا منذ العام 1930 والذى بدأت فيه أحداث الفيلم ، أما على ونازلى فلم يلتقيا لأول مرة إلا فى الجراند أوتيل عندما كانت نازلى عائدةً للتو من لندن فى نفس الوقت الذى جاء فيه على لأسوان للبحث عن أخته المختفية فتقابلا ، وتحديدًا فى بدايات العام 1950 ..
3- إنجى كانت أميرة من الأسرة المالكة ، أما نازلى فهى هانم بنت باشوات ، أما على ففى ( رُد قلبى ) كان من الأحرار ( انت من الاحرار يا على ) وفى ( جراند أوتيل ) كان من الخدم وبعدين ربنا كرمه وبقى المدير ..
4- على عبد الواحد كان ابن الجنانينى اللى بيشتغل فى قصر الباشا والد إنجى ، بينما على صلاح عبد الجواد كان هو بنفسه بيشتغل ضمن الخدم فى الفندق اللى بتمتلكه أسرة نازلى ..
5- نازلى عرفت على وهى مخطوبة لمراد حفظى واللى بعد كدة بقى جوزها ، وإنجى لم يكن فى حياتها سوى على وإن كان أهلها حاولوا خطبتها لأحد البرنسات ونٌشر خبر فى إحدى الصحف عن قرب خطبتهما وهو ما أثر على علاقتها بعلى وإن كانت هذه الخطبة لم تتم أبدًا ..
6- كانت توجد فى حياة على امرأة أخرى تحبه بجنون غير إنجى ونازلى ، فى ( رُد قلبى ) كانت كريمة او ( هند رستم ) التى تعمَّقت علاقته بها بعد يأسه من إنجى وكان على وشك الزواج منها لولا وفاتها فى حريق القاهرة ، أما فى ( جراند أوتيل ) كانت فاطمة ( مى الغيطى ) زميلته فى العمل بالفندق والتى أحبته وتعلقت به ولكن علاقتهم لم تتعدى أنه علمها القراءة والكتابة وعندما اكتشفت علاقته بنازلى انسحبت فى صمت ..
7- على ( رُد قلبى ) كان خصمه وعدوه الأول هو البرنس علاء ( أحمد مظهر ) شقيق إنجى وعلى ( جراند أوتيل ) كان خصمه وعدوه الأول هو مراد حفظى ( أحمد داود ) زوج نازلى وابن عمها ..
8- على ( رُد قلبى ) أسرته كلها كانت متواجدة وشخصياتهم مؤثرة بأحداث الفيلم ، والده وأمه وشقيقه وابنة عمه ، بينما على الجراند يتيم الأبوين ومقطوع من شجرة ولم نرَ من أسرته سوى شقيقته ضحى والتى تعرضت للقتل ..
9- نازلى فقدت والدها ، أما أمها قسمت هانم فهى امرأة شريرة وقاسية ، أما إنجى فالعكس ، فأمها ميتة ووالدها الباشا ميتخيرش كتير عن قسمت هانم ..
10- فى (رُد قلبى ) صديق البطل المقرب كان شقيقه حسين ، أما فى ( جراند أوتيل ) فكان صديقه هو أمين ابن الست سكينة واللى طلع ابن أدهم باشا وأخو نازلى وعَيَّن على مديرًا للفندق ..
11- لم نرَ لإنجى او نازلى أى صديقات ، وهو أمر غريب ، الاختلاف الوحيد أن نازلى كانت لديها شقيقة وهى آمال ، أما إنجى فلم يكن لديها أى أشقاء سوى البرنس علاء ..
12- على الجراند كان له ماضى مُشين وتورط فى جريمة سرقة مع حبيبته السابقة إلهام ، ولكنه تاب وعندما عادت للظهور مرة أخرى بلَّغ عنها وسلمها للبوليس ، أما على رد قلبى فهو نموذج للإنسان المثالى الذى لا تشوبه شائبة ..
13- كلاهما تعرض لمحاولة قتل ، ففى آخر الفيلم حاول البرنس علاء قتل على لكن الطلقة جاءت فى كتفه ليتمكن على من قتله فى النهاية ..
وفى الحلقة الأخيرة من المسلسل تعرض على الآخر لمحاولة قتل من مراد حفظى والطلقة برضه جت فى كتفه ، واستطاع على الإمساك بمراد وتسليمه للبوليس ولم يقتله مثل على الأولانى ..
14- تشابه آخر بين الفيلم والمسلسل فى وجود ( جواب ) بكليهما يكون له دور كبير فى تغيير مجرى الأحداث ، ففى (رُد قلبى ) كان الجواب الذى أرسلته إنجى إلى على تخبره فيه بأنها لازالت تحبه وأنها أُجبرت على تركه بعد تهديد أسرتها لها بتدمير مستقبله او التخلص منه فى حال لم تبتعد عنه ، وهو الجواب الذى وصل الى كريمة ( هند رستم ) فتخلصت منه ولم تخبر على بأمره إلا قبل وفاتها .. أما فى ( جراند أوتيل ) فالجواب لم يكن له علاقة مباشرة بقصة على ونازلى فهو جواب كتبه أدهم باشا مالك الفندق يعترف فيه بأبوته لأمين وأنه الوريث الشرعى لكل أملاكه ..
15- رغم أن القصتين انتهيتا بالنهاية السعيدة ، لكننا رأينا على ونازلى وقد تزوجوا ورأينا نازلى وهى حامل فى آخر مشهد من المسلسل وهو ما لم يحدث فى ( رُد قلبى ) الذى انتهى وعلى فى المستشفى وإنجى جالسة بجواره والقمر فى السما ثالثهما ..
16- فى ( رُد قلبى ) كان الحل سياسي ، فالفضل كله يرجع الى ثورة 23 يوليو ، فلولا الثورة ما تمكن على أبدًا من الظفر بمحبوتبه إنجى .. أما فى ( جراند أوتيل ) – البعيد كل البعد عن أى إسقاط سياسى – فكان الحل رومانسي بانتصار الخير على الشر فى النهاية .. وبالمناسبة على ونازلى اتجوزوا قبل ثورة يوليو عادى جدًا اهوه ..
وأخيرًا تبقى ملاحظة أن ( رُد قلبى ) – مع كامل الاحترام للقيمة الفنية والتاريخية للفيلم – هو عمل صُنع خِصيصًا من أجل الترويج لثورة يوليو ومبادئها والتى تدعو للقضاء على الطبقية وتنادى بالمساواة بين كل أفراد الشعب المصرى ..
والآن وبعد مرور 64 عامًا من حكم ثورة يوليو عندما أراد أحد الكتاب أن يكتب عن قصة حب بين فتاة غنية وشاب فقير عاد بالزمن إلى نفس النقطة ، إلى وقت حدوتة على وإنجى لأنه عارف كويس انه لو كان كتبها بتدور أحداثها فى وقتنا الحالى لاتهمه الناس بالجنون واعتبروها من قبيل الخيال العلمى .. فأى قصة حب يمكن أن تنشأ بين من تعيش فى فيلا ب3 جنانين فى ( كومباوند ) مُغلق ومنعزل ، وبين من تتسول الدولة والمستشفيات والجمعيات الخيرية باسمه ليل نهار !
نرشح لك
[ads1]
محمد حمدي سلطان يكتب: جراند أوتيل.. دراما خمس نجوم
شاهد : هنا الزاهد مطربة في أغنية شهيرة
شارك واختر .. ناوي تدخل فيلم ايه في العيد؟ اضغط هنـــا