عادل سلامة يكتب : إعلان مجاني عن يوتيوب ماسبيرو

كلنا ننتمى للتليفزيون المصري والإذاعة المصرية بشكل أو بآخر.. وخاصة جيلي الذي نشأ ووجد الإذاعة والتليفزيون المصري عضوا أساسيا من أعضاء الأسرة ولم نكن نعرف غيره في عصر ما قبل الدش والقنوات الفضائية.

كلنا أيضا نحزن لما وصل إليه حال هذا العملاق العجوز ونتمنى أن يأخذ بأسباب النجاح لينال ما يستحق من مكانة.. ليشارك إيجابيا في إمتاع المشاهدين ويشارك اقتصاديا ككيان اقتصادي مربح لا أن يكون عالة على الدولة وجيوب المواطنين.

وأحب أعرفك إن الموضوع مش موضوع فلوس وميزانيات.. فلو منحت ماسبيرو غدا 10 مليار جنيه.. ستضيع هباء في ظل عدم وجود رؤية ودماغ وطموح للمنافسة الحقيقية.

وبما إنى واحد من أبناء هذا الجهاز العريق فالوجع له طعم خاص وربما يختلط ببعض مشاعر الذنب والمشاركة في المسؤولية رغم إني ماليش ذنب ولا فـ إيدي قرار.. لكن لمجرد إني محسوب عليه.. ومنتمي إليه.. أشعر بالألم.

وكذلك فرحتي تكون مضاعفة عند اتخاذ أي خطوة صحيحة ولو صغيرة جدا قد نور كشاف موبايل في بير غويط مظلم.

على مدار خمسة عشر عاما هم عمري في المبنى أجد في كل طرقة من طرقاته شبابا هدّهم الإحباط ورغم هذا مازالوا يفكرون.. ويطرحون أفكارهم على سلالم المبنى وهم يحتسون الشاي والقهوة.. ثم يلقونها في صندوق القمامة مع الأكواب الفارغة قبل أن يفترقوا.. وكلها أفكار عظيمة ومعظمها لا تحتاج مبالغ ضخمة ولكنها لا تُطرح على المسؤولين وذلك غالبا لغياب الثقة في رغبة المسؤولين على اتخاذ أي خطوة حقيقية للأمام فكلهم موظفون وهمهم سلامة الأوراق وحسب، إلا من رحم ربي.

أتجول في ممرات المبنى فيقابلنى أحد السعاة يجر أمامه تروللي محملا بشرايط الإذاعة بعضها متهالك وبعضها خرجت أحشاؤه إلى الخارج.. أشعر بوجع في قلبي وكركبة في أحشائي أنا أيضا.. وأتخيل هذا التروللي وهو ممتلئ عن آخره بأشلاء الرواد.. هنا أصابع بليغ حمدي محشورة بين هذه الكراكيب.. ورقبة وردة تتدلى بين عجلات التروللي.. ونظارة عبد الوهاب مدشدشة أسفله.. وضحكات عبد المنعم مدبولي مختلطة ببكاء أمينة رزق تتساقط في الممرات.

كنوز عظيمة وفلوس بالهبل مركونة في المخازن والمكتبات والأرشيف بلا أي استغلال.

مؤخرا وبالصدفة وجدت مقطعا على يوتيوب من أحد البرامج القديمة.. تتبعت المقطع ظنا مني أنه من قناة يوتيوب خاصة بأحد هواة التسجيلات حتى اكتشفت الكنز “قناة اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري” على يوتيوب.. وتذكرت أنها كانت ضمن الأفكار التي نلقيها في القمامة مع أكواب الشاي.. ها هي قد تحققت.

وجدت على القناة حوالي 200 تمثيلية إذاعية.. وأكثر من 200 مسلسل إذاعي.. ومصاحب لكل مقطع صورة مدون عليها أسماء تهتز لها السماوات المفتوحة من كتاب ونجوم التمثيل على مر العصور.. فتخيل مثلا لو إنت بتحب عمر الشريف وفجأة تلاقي مسلسل بصوته عمرك ما سمعت عنه قبل كده.. فتسمعه كأنك تراه في عز مجده وكامل هيئته.. فتجد أنك أمام مسلسل إذاعي أبيض وأسود.. ومش هقولك إن ده مجرد مثال.. لكن لو عايز إسماعيل يس هتلاقي لو عايز عبد الحليم هتلاقي.. بجد الوصف لن يسعفني لازم تدخل وتسمع بنفسك.

ده غير البرامج الإذاعية وحوارات تستمع إليها لأول مرة لنجوم قد رحلوا.. تتعلم منهم دروسا في النجاح وعِبرا في الحياة لن ينتهي مفعولها بفعل الزمن.

ده غير مسلسلات وأفلام تليفزيونية وفوازير ولقاءات وصور غنائية ودهب وألماظ وياقوت أحمدك يارب.

على مدار 3 أيام استمعت بكل وداني ووجداني إلى البرامج الإذاعية مع كبار النجوم وكيف كان يختلف بليغ مع عبد الوهاب وكيف كان يرى عماد حمدي الجيل الجديد من النجوم الذين أصبحوا الآن نجوما قدامى أيضا.. وفوجئت بلقاء مع توفيق الدقن خلاني أشوفه بشكل مختلف وجديد..

استمعت إلى محمد فوزي منفردا يحكي طرائفه في إذاعة ركن السودان بدون مذيع.. استمعت الى عبد الحليم يقدم حلقة من برنامج ويستضيف بليغ ومفيد فوزي.. استمعت إلى خناقة ممتعة بين شويكار والمؤلف الرائع بهجت قمر حول أحد المسرحيات التي لم تلق نجاحا والتي أعقبت المسرحية الخالدة سيدتي الجميلة.. باختصار لو دخلت هذه القناة هتتهبل من المتعة.

ولكن سريعا عاد وجع القلب مرة أخرى.. حيث وجدت القائمين على هذه القناة وقد توقف نشاطهم تقريبا.. فآخر الفيديوهات القادمة من الأرشيف قد تم رفعها في 2015.. ولأن ما تم رفعه لا يمثل أي نسبة تذكر من الأطنان الموجودة في ماسبيرو.. قررت أن أكتب هذا المقال.. لتشجيعهم لمواصلة العمل في رفع هذه الأعمال.. ولتشجيع القراء على التهام هذه الوجبات الممتعة.

وهنا أناشد المهتمين من الجمهور والزملاء.. بالضغط والزن والتشجيع والتحميس لعودة نشاط هذه الصفحة التي ننتظر منها الكثير والكثير.. فهذه الكنوز المهجورة هي الشيء الوحيد الذي يدعو للفخر بماسبيرو.. إلى أن يجد جديد.

نرشح لك

[ads1]

المعلومات المتاحة عن منفذ هجوم نيس

صحف فرنسا تتحدث عن الرعب في نيس

الأزهر مهاجمًا لعبة البوكيمون : تجعل الناس كالسكارى

بنر الابلكيشن