نشرت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحليلًا لمؤشرات وتوابع الأحداث التي شهدتها تركيا مساء أمس الجمعة، بعد فشل محاولات الجيش التركي فرض سيطرته على البلاد.
وينشر إعلام.أورج التحليل الذي قدمته أستاذ العلوم السياسية:
“كان الموقف ضبابيا في تركيا منذ اللحظة الأولي ، فأن يتحدث رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأن يستقل أردوغان طائرة إلي أنقرة فهذا معناه أنه لم يتم تحييد كبار المسؤولين قبل إذاعة البيان رقم (١) ، نعم سيطرت مجموعة غولن علي مبني التلفزيون وحاصرت البرلمان واعتقلت رئيس الأركان لكن الشرطة كانت شد هذه المجموعة ولم نكن نعرف موقف قيادات الأفرع الأخري (بخلاف القوات الجوية والبحرية ) مما يحدث . وعلي مجمل تطورات الأمس توحد عدة ملاحظات :
١- الانقلاب علي أردوغان كان شديد السهولة بشكل فاجأ الجميع في الداخل والخارج .
٢- تلك السهولة الشديدة ستبددإحساس أردوغان بالأمان حتي ولو أعدم كل قادة الانقلاب ، ولذلك هو مرشح لاتخاذ خطوات عصبية خاصة وقد تعودنا منه علي شخصنة الأمور العامة. وبالتالي فإن فشل المحاولة الانقلابية سيكون مقدمة لمزيد من العصف بالحريات .
٣- إن وضع الشرطة في مواجهة الجيش( أو علي الأقل قطاع منه سيظل بعض أفراده غير معلوم ) ينطوي علي مخاطرة كبيرة لكنه يعكس حقيقة أن أردوغان إذا كان نجح في السيطرة علي الشرطة فإنه لم يتمكن بعد من تحييد الجيش .
٤- من الخطأ تصور أن الشعب هو من أحبط محاولة الانقلاب ، وصورة المواطن التركي أمام الدبابة هي صورة للاستهلاك الإعلامي فَلَو كانت مجموعة غولن مسيطرة علي الموقف لما تورعت الدبابة عن أن تدهس هذا المواطن . وفي مواجهة مؤيدي أردوغان هناك معارضون أشداء من الأتراك والأكراد. ما حسم الموقف هو انقسام الجيش وموالاة الشرطة .
٥- إن حدود تركيا المفتوحة علي الساحة السورية كانت ستضمن تدفق المتطرفين ( الجاهزين طبعا بالسلاح ) في حالة نجاح الانقلاب ، الآن من المتوقع حدوث عمليات إرهابية من نوع مختلف كمثل العمليات التي اعتادت عليها تركيا في المنتجعات السياحية وفي العاصمة نفسها قبل المحاولة الانقلابية لكن بشراسة أكبر .
٦- الذين قالوا إن تركيا أفلتت من نطاق العالم الثالث بدحر الانقلاب يتجاهلون أن حدوث المحاولة نفسه دليل كاف علي انتماء تركيا للعالم الثالث .
٧- ستجبر التطورات الداخلية أردوغان علي الاهتمام أكبر بالداخل وهذا سيؤثر علي التورط التركي مؤقتا في الشأنين السوري والعراقي”.
نرشح لك
المذيعة التي أعلنت نجاح الإنقلاب وفشله
ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا