إيمان مندور
أثبتت وسائل التكنولوجيا الحديثة أنها قادرة على إنقاذ الأنظمة الحاكمة من السقوط إذا ما تعرضت لأزمات، فلأول مرة أصبحت السيطرة على مبنى الإعلام الرسمي للدولة لا تعني نجاح أي انقلاب يحدث، فالحاكم يمكنه أن يعود للسلطة مرة أخرى إذا استطاع الوصول لجمهوره بأي وسيله من الوسائل.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا تجاه العلاقة بين ما حدث ليلة أمس في تركيا، وما حدث في مصر في الثالث من يوليو 2013، يبقى العنصر المشترك بين الحدثين هو “كاميرا الموبايل” التي ظهر من خلالها رئيسا الدولتين أثناء الأحداث ليوجهوا رسائل لمؤيديهم، ورغم تشابه الأمور إلى حد ما، إلا أنه تم توريط أحدهما وإنقاذ الأخر.
فبعد ساعات من الأحداث العصيبة التي شهدتها تركيا، ليلة السبت، ورغم معرفة الجميع بمعاداته لوسائل التواصل الإجتماعي، فقد بعث ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر “فايس تايم” في قناة “سي إن إن تركيا” الحماس في نفوس مؤيديه للنزول، وكبح وحدات من الجيش التي حاولت الانقلاب على نظام حكمه.
فقد دعا جموع المواطنين إلى النزول للشارع لمواجهة الإنقلاب، حيث قال أردوغان إن هناك محاولة انقلابية في عدة مدن تركية، وأكد أنه سيقوم بما يلزم لمواجهة الانقلاب، وبالفعل تم له ما أراد، وخرج الكثير من المواطنين إلى الشوارع.
وبعد ليلة دامية خاضها المواطنون الأتراك، جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية، في التصدي لمحاولة الانقلاب، استتب الوضع بشكل كبير في تركيا صباح اليوم السبت، بعد تأكيد فشل الانقلاب العسكري، فيما دعت الرئاسة التركية المواطنين إلى البقاء في الشوارع لمنع أي محاولة تمرد أخرى.
ورغم اختلاف الوضع بين مصر وتركيا، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للرئيس المعزول محمد مرسي، ففي الثالث من يوليو 2013، وبعد ساعة تقريباً من اعلان وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي عزل رئيس الجمهورية محمد مرسي، ظهر خطاب مسرّب للأخير وهو في مكتبه، يتحدث فيه للشعب المصري، وقد تم تصوير الفيديو بواسطة كاميرا هاتف محمول وذلك لتعذّر دخول اي وسيلة اعلام إليه آنذاك.
قال “مرسي” ف هذا الفيديو إن القوانين المصرية نافذة، ويتم تعديل ما فيها وفقًا للدستور، وإجراء انتخابات برلمانية تحت إشراف كامل، مضيفاً أنه لا يمكن القضاء على إرادة الديمقراطية بعد عام، لكن لم ينجح الأمر هذه المرة رغم خروج أنصاره من جماعة الإخوان للتظاهر، حيث استقرت الأوضاع تجاه خروج جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي المصري نهائياً.
وعلى ذلك، فإنه من الواضح أن وسائل التكنولوجيا عموماً، و”كاميرا الموبايل” تحديداً، صارت هي الحل الأمثل لدى الرؤساء للتواصل مع مؤيديهم عندما يتخلى عنهم الإعلام وتهتز بين أيديهم السلطة .
نرشح لك
المذيعة التي أعلنت نجاح الإنقلاب وفشله
ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا