مهند المحرج يكتب: كيف نجح يسري فودة بكتابه الجديد؟
كنت قد كتبت في الحادي عشر من فبراير من هذا العام في الذكرى الخامسة لتنحي مبارك عن كتاب أبرز أصوات الثورة التي أدت لتنحي رئيس مصر بعد ثلاثين عام من الحكم ، تحدثت عن كتاب يسري فودة ( في طريق الأذى .. من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش ) وكنت أنتقد الكتاب لعدم إتيانه بجديد لمن هم عشاق يسري فودة مثلي ومن معي من محبيه الذي شاهدوا حلقات سري للغاية حتى حفظوها عن ظهر قلب ، فكان الكتاب تفريغاً لحلقات البرنامج في قسمه الاول مع إضافة بعض المقبلات الخفيفة التي لم تذكر في الحلقات لأنها لم تكن في السياق العام للحلقة، مثل ( حديث يسري فودة مع رمزي بن الشيبة في المطبخ ) ، بينما في القسم الثاني تحدث عن طريقة تهريبه إلى العراق ثم القبض عليه في الأراضي السورية ، ورغم شغف العرب في أحداث 11 سبتمبر إلا أنها لم يكن قسمهم المفضل في الكتاب للسبب الذي أسلفته ، ورغم كل شيء أرى نجاحاً للكتاب في مبيعاته كما قرأت في عدد من الصحف المصرية وهوس كثيرين لشرائه وفي وسط كل هذا أعلن يسري طرح كتابه الجديد ( آخر كلام – شهادة أمل في ثورة مصر ) وبدأ بطرح مقتطفات منه في مقالاته التي ينشرها ، فبدأ لي كتاباً مختلفا لن يسرد ما حدث في الثورة كما كان يحدث في البرامج المصرية ( التوك شو ) والتي كانت تستضيف محللون استراتيجيون يملؤون الهواء حديثا فارغاً بلا قيمة .
قبيل أيام اشتريت الكتاب وأنهيته خلال يومين ، كان فعلاً شهادة يسري فودة في ثورة مصر ، تحدث عن تفاصيل جديدة لم يتحدث عنها من قبل مثل عقد القناة الحكومية ، وقدم ثلاثة دروس للصحفيين ، طبقها هو بنفسه خلال لقاءاته واجتماعاته مع المسؤولين ، ذكر ما دار بينه وبين بعض المسؤولين من اجتماعات جمعت أعضاء المجلس العسكري أنداك مع عدد من الإعلاميين ، ولقاءه مع عبدالفتاح السيسي لشكره على الطائرة التي نقلته بعد الحادث التي تعرض له بالسيارة ، في فترة كان مليئة بالأحداث جعلت المجلس العسكري يبتعد أكثر وأكثر عن السياسة ، وتحدث عن تجربته الشخصية أثناء أيام الثورة وبعد ذلك وعن حظر التجوال ، ومر بحديثه على أكثر الحلقات المميزة لبرنامجه والتي استضافت بالاشتراك مع برنامج بلدنا بالمصري رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد شفيق مع تواجد الكاتب علاء الأسواني الذي دخل في نقاش مع شفيق لم نعهده من قبل ، حيث بدأ الاسواني في محاصرة رئيس الوزراء الذي أنفعل بعد ذلك ، وتمت إستقالته أو ( إقالته ) بعد ذلك في الصباح ، وتطرق الكتاب إلى بداية فكرة المناظرة بين مرشحي الرئاسة عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح ، وكيف أديرت وأعدت من الداخل مع فريق عمل بين قناتين وبين صحفتين ، وكل هذا يصب أن الكتاب كان مختلفاً عن كتابه السابق ، فالكتاب عصارة من اللقاءات والمقابلات والتجربة الشخصية وقراءة الوضع العام المليء بالحدية بين طرفي ، الطرف الأول في قمة الهيستريا والطرف الآخر في قمة الإحباط ، كان يشابه بعض كتب الأستاذ هيكل في طريق السرد للحوارت والمقابلات التي زادت من إعجابنا في وطنية أحد أصوات الثورة العظيمة ، ثورة 25 يناير ، فلهذا أنصح لمن يريد أن يعيش تجربة الانتقال بالقراءة إلى أرض الكنانة وتجربة أحد الثورات العظيمة وما ترتب عليها بعد ذلك من أمور مؤلمة حدثت بقصد أو بغير قصد ، أن يشتري الكتاب الذي لخص مصر البهية منذ منتصف 2010 حتى الأيام القليلة الماضية ، بقلم أديب رائع ذو جمل رشيقة لا تمل من قراءتها ، وأهلا بعودة صاحبها إلى الشاشة بعد غياب طويل .
نرشح لك
[ads1]
هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول
ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا
