محمد عبد الرحمن يكتب : درس من قناة إسرائيلية

نقلا عن مجلة 7 أيام

الصحف والقنوات المصرية والعربية باتت – بكل آسف – أسيرة للسوشيال ميديا، تجري وراءها، تتأثر بالحملات والهاشتاجات بل تُصدق أحيانا ما يروجه البعض من أكاذيب وافتراءات عبر نشر معلومات ووقائع غير حقيقية أو توزيع صور وفيديوهات مرت أولا على خبراء الفوتوشوب وبرامج الفيديو قبل أن تصلح للمستخدم الذي تحول لضحية لكل هذه الأكاذيب دون أن تقوم الصحافة بدورها الحقيقي في التوعية وتجفيف منابع الاختلاق والفبركة.

الأسبوع الماضي قرأت تقريرا في جريدة الحياة السعودية الصادرة من لندن يمكن أن نعتبره درسا في كيفية الاستفادة المهنية من مواقع التواصل الاجتماعي رغم أنه صادر عن قناة إسرائيلية.

جاء في تقرير أسعد تلحمي مراسل الحياة في الناصرة أن القناة بثت تقريراً مصوّراً تحت عنوان “اختبار الإرهاب في فيسبوك” حين دفعت بعربي ويهودي إلى أن يكتب كل منهما “ستاتوس” على صفحته يلمح فيه إلى نيته ارتكاب عملية ضد الطرف الآخر. وكتب شادي خليلية من الناصرة على صفحته: “كفى للاحتلال، كفى لإذلال الشعب الفلسطيني وخنقه وقتله… كم أنا مشتاق للشهادة، لعملية أكون فيها شهيداً، فعذراً عائلتي إذا لم أرجع من واجبي المقدس” أما اليهودي من القدس، واسمه دانئيل ليفي، فكتب: “طفلة يهودية نائمة في سريرها، ومخرب قذر يقتلها بدم بارد… لن يهدأ لي بال حتى أثأر لدمها”.

واختار الشابان هذه الكلمات، بإشراف القناة العاشرة، لتكون مماثلة لـ “ستاتوسات” وفيديوات سابقة نشرها على “فيسبوك” منفذو عمليات ضد إسرائيليين قبل ساعات من التنفيذ.

وخلال أربع ساعات، تلقى “ستاتوس” العربي 7 إشارات إعجاب (لايك) من دون أي تعليق، بينما حصل اليهودي على 1200 “لايك” وأكثر من 30 “شير”، وتعقيبات دعمت في معظمها الشاب، مثل: “نحن فخورون بك”، و”نحن معك”، و”أنت ملك”، فيما حذره آخرون من أن تعتقله الشرطة من دون محاولة ثنيه أو تبليغ الشرطة.

وقال الشاب العربي للقناة “تلقيت عشرات المكالمات، بعضها اعتقد بأن حسابي اختُرق وآخرون، بينهم رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، حذروني من القيام بأي عمل. أما الشاب اليهودي، فأوضح للقناة أنه لم يتلق أي اتصال “لا حتى من أصدقائي ولا من أقاربي، ولم يحاول أحد ثنيي عن نيتي”، على رغم أن له 600 ألف متابع على “فيسبوك”.

وأكثر من ذلك، دهمت قوة من الشرطة بيت العربي وإذ لم تجده، استدعته على عجل للتحقيق، ولم تفرج عنه إلا بعد ساعة من التحقيق، وبعد تدخل مسؤولي القناة العاشرة وإظهار بيّنات أنها وراء هذا “الاختبار”، وأنه تم إنزال “الستاتوس” بعد أربع ساعات. أما اليهودي، فلم يتم استدعاؤه لأي تحقيق.
انتهى التقرير الذي يؤكد أولا أن الإسرائيليين يتهمون العرب بما يمارسونه هم كل يوم ومنذ عقود، الإرهاب هو أساس الاحتلال، ومن يقاوم مناضل لا إرهابي.

أما ما يتعلق بمجال تخصص هذا المقال فهو الفكرة التي نفذتها القناة العاشرة الإسرائيلية والتي استخدمت السوشيال ميديا من أجل رصد اتجاهات المتابعين للشاب العربي ونظيره اليهودي، وكذلك حمايتها للشاب العربي وتدخل القناة من أجل إطلاق سراحه أي أن القناة التزمت بمسئوليتها تجاهه حتى النهاية .

ننسحب من التجربة العبرية ونعود لما يحدث في الصحافة المصرية، وصحافة هنا يعني مكتوب ومسموع ومرئى، متى آخر مرة تابعنا فيها فكرة إبداعية لصحيفة عبر السوشيال ميديا، العكس هو ما يحدث في معظم الأحيان، انجذاب للسائد على التايم لاين، اعادة نشر الأكاذيب أو التوافه على أساس أنها أشعلت السوشيال ميديا، أو تداولها مستخدمو هذه المواقع، ووصل الأمر لقيام صحيفة يومية بتحذير الفتيات من الخروج في العيد تجنبا للتحرش .

طبق نفس تجربة القناة الإسرائيلية على قضية التحرش في مصر مثلا، هل فكرت جريدة أو قناة في أن تطلب من فتاة كتابة “ستاتوس” يعبر عن تحديها للتحرش وأنها ستنزل في مكان معين للاحتفال بالعيد وبدون تحفظات، ونرى من كان سيتبعها؟ أو تكتب الفتاة أنها ستحمل سلاحا من أجل مقاومة المتحرشين، وكيف سيكون رد فعل الرجال والنساء والشرطة على هذا الإنذار.

الأفكار كثيرة في هذا المجال لكننا لم نعد نفكر فقط نكتفي بالنقل والنسخ والتقليد، فيما القناة الإسرائيلية فكرت في تجربة جاءت نتيجتها إدانة للمجتمع الإسرائيلي نفسه ورغم ذلك لم تتراجع القناة ونشرت تفاصيل الإدانة.

نرشح لك

[ads1]

محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم

هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول

إعلامية مصرية تغير اسمها!!

ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن