أشرف أبو الخير يكتب : وفاة التلفزيون (1) ..حقائق وهكذا أشياء

(1): حقائق وهكذا أشياء.

ها نحن من جديد، نخط سوياً السطور الأولى في السلسلة الثالثة التي أسعد بتقديمها من خلال (إعلام دوت أورج).. حيث نقلت من قبل، تصوراتي الخاصة عن عالم العمل للتلفزيون، من خلال سلسلتي (كونترول رووم – تاه في الزحمة)، وبعد تغير وضعي المهني والوظيفي، تأتي هذه السلسلة التي أتبادل فيها مع حضراتكم الأفكار والآراء حول اقتراب زمن تحطيم التلفزيون، وسيطرة الديجيتال.

بداية، كان ينبغي علي الصبر طويلاً –لمدة تقترب من العام- حتى أتيقن من قدرتي على هضم واستيعاب المجال الجديد الذي دخلته مع حلول شهر أكتوبر من العام الماضي، حتى أستطيع الكتابة عن مجاهله وتقديمها لإدارة الموقع، ولهذا كان التأخير، أما بدن تلك السلسلة، فسيكون تصوراتي ورؤيتي الخاصة جدا –التي لا أجبر أي شخص على القبول بها- لعالم الإعلام المرئي في المستقبل الذي أراه قريباً جداً.

نرشح لك: أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)

كانت البداية في أكتوبر الماضي، حيث انتقلت للعمل بإحدى الدول العربية الشقيقة، للعمل في واحدة من أضخم الشركات العربية العاملة في مجال إنتاج المحتوى على الإنترنت، بدأت العمل متسلحاً بكامل خبرتي ولياقتي الذهنية التي اكتسبتها طوال سنوات العمل للتلفزيون، وكان اجتماعي الأول بعد أيام خمسة فقط من استلامي لوظيفتي، لأفاجأ بالمدير التنفيذي للشركة يقذف في وجهي جملة، أتصور أنها ستكون مفتاحية لبداية هذه السلسلة: ” إحنا مبنعملش تلفزيون يا أشرف، حاول تفكر بشكل مختلف”… وهنا كانت البداية.

لنتكلم مبدئياً عن الحقائق:

  • أنت تقرأ الآن هذا المقال على موقع إليكتروني، ينافس عشرات المواقع ،والتي صارت بمرور الوقت هي الفارس الأول في سباق الصحافة والبحث عن المعلومة ونشرها في كافة أرجاء الكوكب.
  • القيمة السوقية لمواقع التواصل الاجتماعي المعروفة كـ (فيسبوك، تويتر، لينكد إن، سناب شات..الخ) مرعبة، ويمكنك هنا ببحث سريع الرجوع لصفقات استحواذ فيسبوك على واتسآب مثلاً، آبل على بييتس، مايكروسوفت على لينكد إن، فيسبوك على انستجرام.. الخ، لتدرك أن صناع التلفزيون في العالم العربي يواجهون ديناصورات لا قِبل لهم بمواجهتهم على الإطلاق.
  • الوحش المسمى “فيسبوك” لا يمكننا التحدث عنه ببساطة في كلمات محددة، أتصور أننا سنفرد له الكثير من مساحة السلسلة، خصوصاً في اتجاهه القوي للسيطرة على عالم الفيديو، وطبعاً قتله البطئ للمنصة التي تترنح منذ شهور “تويتر”
  • يضم يوتيوب أكثر من مليار مستخدم، ويقضي المستخدمون يوميًا مئات الملايين من الساعات في مشاهدة مقاطع الفيديو، ويسجلون مليارات المشاهدات.
  • عدد الذين يشاهدون يوتيوب، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا يتجاوز عدد مشاهدي أي شبكة تلفزيون في الولايات المتحدة.
  • ارتفع عدد القنوات التي تحقق أرباحًا تتجاوز المليون دولار في السنة على يوتيوب بنسبة 50% مقارنة بالسنة الماضية(نعم فالأشخاص العاديون يمكنهم تحقيق ربح مغري عن طريق إنشاء قنوات يوتيوب، وأرجو أن تفكر معي في عدد القنوات التلفزيونية المصرية التي يمكنها تحقيق مثل هذا الرقم سنويا)

ولننتقل إلى الواقع:

  • الواقع يقول أن اليوتيوب بات أكثر من مجرد منافس للإعلام التقليدي، والدليل أن الإحصاءات تتحدث عن أن ثُلث مستخدمي الإنترنت حول العالم يتابعون برامجهم ومسلسلاتهم المفضلة عبر يوتيوب وحده.
  • أشهر منصات الإنترنت أصبحت تقدم خدمة البث المباشر للأحداث، ومؤخراً بدأ القائمين على إنتاج المحتوى في إمتاع المشاهد وتسليته عبر تقديمهم التصوير بتقنية 360 درجة.
  • كيان إعلامي ضخم كـ MBC مثلاً، قام بالفعل في صرف رقم ضخم في التسويق لمنتجاته الرمضانية من مسلسلات وبرامج عبر الإنترنت (تحديدا فيسبوك وانستجرام)
  • والأهم أن نسبة مشاهدة المسلسلات الرمضانية –كمثال- ارتفعت للغاية عبر يوتيوب هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، مسلسل “نيللي وشريهان” مثلا، حقق أكثر من 15 مليون مشاهدة في الأيام الـ 12 الأولى من رمضان.
  • العديد من الشبكات الإخبارية الكبرى في العالم العربي، تتجه لبث بعض برامجها عبر الانترنت بتقنية البث المباشر أبرزها الجزيرة وسكاي نيوز.

وبناء على تلك الحقائق، فإنني أدعو كافة الزملاء العاملين بالقنوات التلفزيونية –خاصة صناع القرار منهم-، لمراجعة حساباتهم سريعاً، فالعالم يتغير، والمشاهد لن يحتمل الملل الذي يُقدم على الشاشات كثيراً… وخير دليل على هذا، هو (كبريت 45) … ولكن هذا موضوع آخر.

لكم المودة بلا حدود.

نرشح لك

[ads1]

هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول

إعلامية مصرية تغير اسمها!!

ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا

 بنر الابلكيشن