نقلًا عن “المقال”
ما زلنا لا نرى رؤية الرئيس السياسية ولا الاقتصادية بل لا أظن أنه مهتم بأن يملك هذه الرؤية أصلاً.
اختار الرئيس أن لا يضع برنامجًا سياسيًّا فى حملته الانتخابية، ووضع برنامجًا أو بالأحرى ملامح برنامج بنية أساسية ومشروعات اقتصادية، لكن لا يمكن الزعم أننا عرفنا حتى الآن رؤيته السياسية ولا أظنه مرة أخرى مشغولاً بأن نعرف.
طبعًا يمكن أن يحتج أىٌّ من محبيه بالحكمة المصرية البليغة بأن «بَلَا سياسة بَلَا قَرَف».
لكن المشكلة أن هذه الحكمة وحدها هى المسؤولة عن كل التدهور الذى عاشته مصر خلال الثلاثين عامًا الماضية، وهى بالقطع التى سحقت حلم ما بعد ثورة يناير فتشوَّشت وتشوشرت وتكعبلت وتعثَّرت وتاهت وشاهت.
دعنا نسأل: ما الرؤية السياسية التى لا نراها حتى الآن عند الرئيس فى قراراته وسياساته تجاه الإخوان (وهم مصدر الإرهاب الحقيقى فى البلد فليس أنصار بيت المقدس سوى عرض من مرض الإخوان).
ما الرؤية السياسية أصلاً؟
الرئيس يريد تقدُّم مصر ورفعتها.. ومَن الذى لا يريد؟!
لكن كيف تفعلها؟
هل بأن تكون مصر قطعة من أوروبا (الخديوِ إسماعيل أرادها كذلك من حيث التحضُّر، والرئيس السادات أرادها كذلك من حيث الاقتصاد).
هل بأن تعود مصر كما جمهور حفلة أم كلثوم، طبقة وسطى واسعة ممتدة تستند إلى أخلاق محترمة وتديُّن سَمِح أم تكون كما هى الآن تحت رئاسته منذ عامين بلد «كلشنكان» كله باتنين جنيه ونص، سلفية وهابية على مدنية على بوليسية على طائفية على ما تُفرج؟
نعم، لم يمارس الرئيس السيسى السياسة طبعًا.
كان الرجل ضابطًا فى الجيش المصرى ممنوعًا من ممارسة السياسة، لكنه لم يكن كما كل ضابط ممنوعًا من التفكير فى السياسة، لكنه الآن رئيس مصر ولا نستطيع أن نمسك برؤية سياسية أكثر من رغبته فى استعادة هيمنة الأجهزة الأمنية على كل مقاليد البلد وانخراط القوات المسلحة فى شؤون البلد الاقتصادية.
غير كده مثلاً ماذا يفعل مع الإخوان؟
الحاصل أن الجماعة تجرّه إلى التنافس فى العلاقة بالدين والتديُّن.
وكل هَمّه فى كل خطبه أن يؤكد أنه متديِّن أحسن منهم، ثم عندما ينزل من خطبته التى يذكر فيها بالخير تجديد الخطاب الدينى يستجيب فورًا للأمن الذى يريد الجماعة تحت السيطرة وعايزها تنسِّق معه على طريقة أيام مبارك، وعايزها لوقت عوزة وعايز السلفيين للاستخدام ضد الإخوان وللتغطية الدينية على الرئيس.
نفس لعبة نظام مبارك التى فشلت تمامًا، يوكل للأزهر مهمة تجديد الخطاب بينما لا يملك أن يقترب على مدى أكثر من عامَين من تطهير الأزهر وتولية قيادته لمستنيرين من الأزهر، بل يتركه عائمًا ومائعًا، فضلاً عن تودُّد مذهل من أجهزة الدولة يوشك أن يتحوَّل تبعيةً إلى الوهابية رغم أنها البيئة الحاضنة للإرهاب والإخوان.
أين رؤيتك للإمساك بهذه المفاتيح؟
هى رؤية أمنية بامتياز ولا دخل للسياسة بها.
المشكلة الآن أنه كلما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية لا يجد الحكم أمامه إلا زيادة القبضة الأمنية والتعتيم الإعلامى وإنكار الحقيقة، والأسوأ من ذلك لا يجد إلا السلفيين والجماعات الإسلامية حليفًا لضبط الشارع وتنييمه وتثبيطه.. ولهذا يصبح طبيعيًّا أن يرتع هؤلاء فى جرائمهم الطائفية بمنتهى الحرية!
نرشح لك
[ads1]
إبراهيم عيسى يكتب: يا عزيزي كلهم أردوغان!
كمال أبو رية: لهذا السبب انفصلت عن ماجدة زكي
رانيا بدوي تبكي بسبب عمرو أديب
ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا