قرأها: مصطفى شحاتة
الأهم اليوم ليس الحديث حول أزمة الدولار، فهو يرتفع تقريبا يوميا في السوق السوداء، والبنك المركزي محافظه طارق عامر يؤكد أنه سيخفض الجنيه حين يرى ذلك مناسبا، و”أدينا عايشين”، لكن ظهور الكلام عن بعثة صندوق النقد لم يحدث أن طفى على السطح بهذا الشكل، بل معناه أن المفاوضات بين الدولة والصندوق جارية منذ فترة لكننا كالعادة نعلم فقط حين تريد لنا الدولة أن نعلم، الجرائد لم تذكر هذه النقطة، فقط أبرزت الخبر وكأنه أمر عادي، كل الجرائد (الوطن، المصري اليوم، الشروق، اليوم السابع، الأهرام، الأخبار) كان أحد عناوينها الرئيسية عن أزمة الدولار، لم تر أي جريدة أهمية للموضوع أكثر من وضعه كتقرير “ملخص” في الصفحة الأولى مع إعطاء تفاصيل في الصفحات الداخلية، وحقيقة لا تختلف كثيرا في الداخل إلا بزيادة عدد الكلمات وتكرار كلام من مصرفيين ومسؤولين بالبنوك دون ذكر أسمائهم عن كون هذا “عَرَض” وليس “مرض”!
مانشيتات اليوم لا يوجد بها ما هو ملفت في العموم لكن جريدة الأخبار اهتمت بما يهتم به كل بيت مصري فعليا الآن وهو “التنسيق”، والنسب الخاصة بالمرحلة الأولى، ورغم أنه حسب محررها “مصطفى عبده” حصلت على المجمع التكراري لطلاب شعبة العلمي علوم وهو أمر هام جدا لمعرفة عدد الطلاب الذين يتشاركون نفس الدرجات، وبالتالي يحدد بناء عليه عدد المقبولين في الكليات، إلا أن تقرير الزميل لم يذكر من المجمع سوى معلومات قليلة جدا، وأفرد مساحة أكبر لتفاصيل ليست بذات الأهمية.
الجريدة نفسها بها تحقيق “جيد” من داخل المناطق المحررة بالعراق منشور على صفحتين.
تقرير جهاز التعبئة والإحصاء عن نسبة الفقر في مصر، وهو رقم “يخض” بالمناسبة (27.8%) لم تهتم به سوى صحيفة اليوم السابع بشكل كبير، أبرزته فى صفحتها الأولى وفردت تفاصيله كعناوين 8 عمود (عرض الصفحة الأولى بالكامل)، لكن لم تعالج أية من الجرائد المذكورة بما فيها اليوم السابع تفاصيل تقرير التعبئة والإحصاء، لم يأت تقرير يقول لنا ما أهمية هذه الأرقام إذا كانت الحكومة لا تقرأها ولا تعتمد عليها في خطط ما؟ فمن المفترض أن هذه الأرقام يهتم بها المسؤولون لا الشعب، ثم لماذا لا يوجد لدى الجهاز مركز دراسات يحلل هذه المعلومات ويقدم بناء عليها خططا للمواجهة؟ هل تعرف وزارة التخطيط بمثل هذه الأرقام؟ ولماذا لا يكون هناك رد من الرئاسة عليها؟ أم أن “الخضة” خاصة بالشعب، فحين يخرج التقرير بهذه الأرقام في نفس يوم تواجه فيه الدولة “أزمة الدولار” وسيأتي إليها صندوق النقد، فمن الواجب أن يعرف من لا يجد قوت يومه الآن ماذا سيفعل بعد قرارات الدولة المؤلمة التي تنوي اتخاذها؟
أما الدولار نفسه، فليس هناك جديد في تغطية أزمة الدولار سوى ذكر أسعار الأخضر في السوق السوداء مقارنة بالسوق الرسمية، لكن الأهم هنا هو أن بعثة صندوق النقد ستصل إلى القاهرة بعد غد الجمعة لإجراء محادثات حول القرض الذي تريد مصر الحصول عليه (الشروق)، الغريب أن الكلام الذي ذكرته الشروق في صفحة 7 عن أزمة الدولار على لسان “مسؤول مصرفى فى البنوك”، هو نفس الكلام الذي ذكره أكثر من برنامج “توك شو” ليلة أمس عن نفس الأزمة! وفي “المصري اليوم” يقول طارق عامر محافظ البنك المركزي عن حلوله للأزمة: “يمكن الاعتماد على المليار دولار القادمة من السعودية لمشروعات تنمية سيناء”، دون توضيح لكيفية هذا الاعتماد!
لكن الجرائد لم يكن في تغطيتها أي إجابة على أسئلة متعلقة بالأزمة، ما هي الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لمواجهة أزمة الدولار؟ وأعني هنا الإجراءات التي ترتبط بالمواطنين، بماذا استعدت الحكومة لمواجهة الارتفاع في الأسعار الذي قد يواجه هذه الأمور؟ ثم كيف نفاجأ مرة واحدة بكل هذه الأخبار الحكومية عن بعثة الصندوق التي بالتأكيد لم تخبرها حكومة شريف إسماعيل بالقرض فقط أمس حين وصل الدولار لـ13 جنيها بالسوق السوداء؟!
تغطية رحيل المخرج الكبير محمد خان، لم تخرج في الصحف عن ذكر أفلامه، والجنسية المصرية التي حصل عليها مؤخرا، والتكريمات أيضا، وفي رأيي أن التقرير المختلف في “المصري اليوم” هو الإهداءات التي كتبها خان على مقدمات أفلامه، مرة إهداء إلى مدينة “القاهرة” في فيلم “الثأر” ومرتين إلى سعاد حسنى في فيلم “موعد على العشاء” وفي فيلم “فتاة المصنع”.
أما فيروس زيكا فما زال مؤثرا، فحسب المصري اليوم ونقلا عن “ديلى ميل البريطانية” رفض الأمير ويليام وزوجته الدوقة كيت ميدلتون الذهاب إلى البرازيل وحضور دورة الألعاب الأوليمبية هناك خوفا على صحتهما من الفيروس.
نرشح لك
[ads1]