فاتن الوكيل
من وقت لآخر، تقفز إلى الواجهة بعض الشائعات حول نجاح مصر في اختراع سيارة، كان آخرها ما عرف من باب السخرية بـ”الوحش المصري”، والذي زعم صاحبها أنها قادرة على الطيران، لكن الغريب أن تتكرر شائعة من وقت لآخر على مدار عدة سنوات، وتكون قادرة في كل مرة على خداع الجمهور بشكل كبير.
يأتي ذلك بعد أن انتشرت من جديد، إعلانات حول سيارة مصرية يتم تصنيعها، وتعرف باسم “نانو إيجيبت”، يتم الزعم بأنها قادرة على السير بمحركات هواء ومن مميزاتها الاعتماد على كمية قليلة من البنزين، وأن سعرها لا يتجاوز 25 ألف جنيهًا، وهو ما يجعلها حلمًا لأي مصري، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
يبدأ الموضوع من باحث مصري يُدعى رضا غازي، حاول ترويج مشروعه بتصنيع سيارة مصرية، مؤكدًا بأنه برغم عدم إكمال تعليمه، إلا أنه يعمل تحت رعاية الدكتور محمد على أستاذ النانو تكنولوجى بكلية العلوم جامعة القاهرة، مشيرًا في حوارات سابقة إلى أنه تمت محاربته خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك في مصر، مما دفعه لعرض مشروعه على الصين.
حتى هنا لا يوجد شيئًا مثييرًا للدهشة، لكن غازي استغل التعطش المصري إلى عودة الصناعة مرة أخرى، والآمال الكبيرة التي ظهرت عقب ثورة 25 يناير، ليظهر على أكثر من فضائية، من بينها برنامج “نهار سعيد”، على قناة “نايل لايف، في ديسمبر من عام 2011.
وينتشر من وقت لآخر إعلان عن إمكانية استيراد سيارة “نانو إيجيبت”، وهي الإعلانات التي تعتمد على جمع مقدم حجز للسيارة الموعودة، مع وضع عنوان وهمي أسفل الإعلان، وهي المنشورات التي تم التحذير منها مؤخرًا.
من الملاحظ أن فترة حكم جماعة الإخوان التي عرفت مشروعاتها باسم “الفنكوش”، قد شهد أكبر حملة ترويج لشخصية رضا غازي، ليس على المستوى الإعلامي فقط، ولكن رسميًا أيضًا، حيث أعلنت رئاسة الجمهورية وقت حكم محمد مرسي، عن تبني اختراع “نانو إيجيب”، وذلك في نوفمبر من عام 2012.
في أكتوبر من عام 2011، قدم برنامج “صناع النهضة”، الذي بُث على قناة “مصر 25″، تقريرا عن رضا غازي، الذي هر خلاله وهو جالس داخل سيارة قال إنها من اختراعه، وهي نفس السيارة التي يتم تداول صورها على الانترنت من فترة لأخرى، ولا نجد لها أثرًا على أرض الواقع.
الإعلامي الموالي لجماعة الإخوان، معتز مطر، احتفى بشكل كبير بالباحث رضا غازي، وأشاد باستجابة الرئاسة وقتها بتبني مشروعه، كما عرضت قناة “مصر 25″، التابعة للإخوان والتي تم إغلاقها عقب ثورة 30 يوينو.
وفي الفترة الحالية، وبالرغم من أن النظام السياسي الحالي لم يتبن حتى الآن “النانو إيجيبت”، إلا أن بعض مؤيديه يتداولون بفخر إشاعة إعادة تصنيع سيارة مصر، والتي تم التحذير من إعلاناتها بعد التأكد من عدم صحتها.
يذكر أن مصر قد قامت بتصنيع أول سيارة مصرية، وذلك في الستينات من القرن الماضي، والتي عُرفت بالسيارة “رمسيس”، حيث عرضت في الأسواق منذ عام 1960، وتوقف إنتاجها عام 1972.