عاطف إسماعيل
أجازت محاكم أمريكية تداول الماريجوانا في عدد من الولايات الأمركية العام الماضي وأصبحت من بين السلع التي تُباع وتُشترى تحت مظلة القانون الأمريكي لتنتشر هذه المادة المخدرة في تلك الولايات ويتناولها من يريد على مرأى ومسمع من الجميع.
وفي مصر وصل مخدر الحشيش إلى نفس درجة انتشار الماريجوانا في بعض الولايات الأمريكية التي قننت استخدامها، لكن دون قانون يسمح بذلك.
فلا زال الحشيش من المواد المخدرة المحظور تداولها والإتجار بها رغم تدخينه في المنازل، والشوارع، وداخل السيارات.
ويطرح المؤلف منعم زيدان بعض التساؤلات التي بناها على فرضية تقنين الحشيش في مصر، متناولا بعض القضايا الاجتماعية الهامة ذات الصلة بالمخدرات وأثرها على الناس والمجتمع في مصر في روايته الجديدة المنتظر طرحها في الأسواق قريبا بعنوان “الدخان الأزرق”.
تبدأ الرواية بمجموعة من الأشخاص، من فئات اجتماعية مختلفة، منهم مخرج، وتاجر، ومدرس، ومحامي تجمعهم جلسات “الكيف”.
وتكررت تلك الجلسات التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأزرق في الهواء، إذ كانوا يختارون منزل أحدهم كل ليلة لقضاء سهرة “المزاج”، وفقا لما تفرضه عليهم ظروف مكان شراء الحشيش ووقت شرائه وعدد الحاضرين.
بتطور الأحداث، يقع الاختيار على منزل المعلم راضي، تاجر مخدرات خرج من السجن وبدأ في استضافة المجموعة التي تمثل أطياف المجتمع المصري وأصبح منزله مقرا لجلسات “الكيف” التي بدأت في جذب شخصيات جديدة إلى المكان.
وبارتفاع أعداد المشاركين في عملية التخدير الاختيارية بالحشيش، اتسعت القاعدة التي يمثلها المتعاطون فأصبحوا يمثلون أغلب فئات المجتمع.
وبمرور الوقت، أصبحت السهرة إدمانا يسري في العروق، إذ لم تقتصر متعتهم على تدخين الحشيش بل أصبحت المغامرة بالدخول إلى أماكن عشوائية خطرة بحثا عن “الصنف الممتاز” جزء لا يتجزأ من المتعة التي يحصلونها كل ليلة.
وبعد ما أصبحت تجارة الحشيش مشروعة، أدرك هؤلاء كيف ضيعوا سنوات طويلة من حياتهم وهم غائبون عن الوعي وأنه كل اللذة التي حصلوها أصبحت غير ذات قيمة لأنها عزلتهم عن الواقع المرير الذي يعشيونه هم ومن حولهم والظروف العصيبة التي يعانيها الجميع، بينما هم لم يحركوا ساكنا في سبيل إصلاح ذلك.
تبدأ الأحداث فى أغسطس 2009 بجولة شادى، بطل الرواية فى حارة القرود باحثا عن الحشيش ليكتشف واقع أزرق و غيبوبة مستمرة.
وفي مارس 2014 ، يحتفل الجميع فى منزل المعلم راضى بأول “تعميرة” قانونية بعد ما تصدرت أنباء تقنين الحشيش وتحوله إلى تجارة قانونية عناوين الأخبار.
ووسط الفرحة الغامرة، تذكر الجميع مصيبة المعلم راضي بعد تقنين أوضاع تجارة الحشيش، وكيف يتأثر بذلك ويتعرض لخسائر بعد انتشار تلك التجارة التي كان يحقق منها مكاسب بالملايين. وكيف سيتعامل مع وضعه الجديد بعد أن تبدأ المحلات التجارية والأكشاك في بيع هذا المخدر، وكيف سيتصرف بعد افتتاح توكيلات تستورده من الخارج، و إنشاء وزارة للحشيش تسمى وزارة السعادة و تتبعها الهيئة العامه للتعميرة، وانتشار إعلانات الحشيش في الشوارع وعلى الشاشات عن أصناف جديدة فى السوق.
وبمرور الوقت، تنتهى غفلة “المحششين” ويستيقظون على واقع مرير فقد فيه المعلم راضي مصدر دخله الكبير، وفقد شادي وشركاه لذة تدخين الحشيش ومتعة المغامرة أشياء أخرى كثيرة، وهو ما نتعرف على تفاصيله في الفصل الأخيرة من رواية “الدخان الأزرق” في اجتماع لنفس المجموعة في أواخر 2019.
تُطرح الرواية لجمهور القراء خلال أسابيع قليلة فى القاهرة، وجاري ترجمتها إلى اللغتين الأنجليزية و الهولندية.