وسط تكهنات عديدة بتقليل المحتوى الإخباري خاصة، والسياسي عامة بعد انتخابات البرلمان .. يعيش العاملون في مدينة الإنتاج الإعلامي في حالة ترقب وخصوصا مع حالة التقشف التي ضربت كبرى قنوات المدينة الإعلامية المصرية .
يربط البعض منهم الأزمة المالية الحالية وتأخر صرف المستحقات الذي وصل لستة أشهر، بالضغط على هذه المحطات من أجل تقليل المحتوى السياسي رغم أنه غير معادي للسلطة بشكل مباشر .. ربما يسبب إزعاجا لبعض الوزراء والمحافظين ( وهو أمر طبيعي ) لكنة صوت مزعج لمن يريد أن يلقي باللوم على الإعلام متهما إياه بأنه من أدخل البلاد للفوضى خلال السنوات الأربع الماضية .
يتخوف بعضهم من تصريح الرئيس الذي قال فية ( أنا بحسد عبد الناصر على إعلامه ) ويسرف البعض في الاجتهاد الخاطىء في تفسير هذا التصريح فيقلل من المحتوى السياسي على حساب برامج لراقصة ما أو دجال أو فنان .. ويعيد إلى الأذهان بالفعل فترة حكم عبد الناصر .. ولكن التي تلت نكسة 67 ..
إعلام النكسة الذي أخرج لنا أسوأ إنتاج للسينما المصرية .. متمثلا في أفلام المقاولات التي جعلت من كاتب بحجم عملاق الرباعيات صلاح جاهين يكتب خلي بالك من زوزو .. زوزو النوزو كونزو . . ( من أجل مبدأ عايزين ناكل عيش ) ..
لا يجتهد بعضهم عل الأقل ويفكر خارج الصندوق، من الخروج ببرنامج اجتماعي مثلا .. لايرى بعضهم أن الميديا المصرية تحتاج لبرنامج زراعي .. برنامج تكنولوجي .. رغم أن هذه البرامج لها رعاتها الرسميين الذين لن يبخلوا بالإنفاق عليها … لذا لا يفكرون إلا في إنتاج برامج الهلس رغم أنهم لو سمعوا الرئيس جيدا سيدركوا أنه تمنى أن يرى برنامج لأفضل فلاح أو أفضل عامل بدلا من أفضل راقصة وراقص ..
فترة المخاض التي تعيشها مدينة الإنتاج الإعلامي أجبرت ومازالت تجبر الكثير من الخبرات المصرية المختلفة على الهجرة خارج البلاد ( بعد الهجرة من روتين ماسبيرو للعمل الخاص ) .. تخوفا من مستقبل غير محدد المعالم لكافة القنوات التلفزيونية الخاصة .. التي وجدت أن توسعاتها التي خططت لها لا تناسب طموح المسؤولين في عدد القنوات والمحطات التي يراها بعضهم كثيرة العدد على مصر .. وربما تفتح في المستقبل الباب أمام تساؤلات أو انتقادات لا يرغب هؤلاء في سماعها على الإطلاق تحت شعار ( دعونا نعمل في صمت )
اقرأ أيضًا:
مصطفى كفافي: متى يستفيد السيسي من درس الجزيرة ؟
مصطفي كفافي : لا نحصل على تمويل من ليبيا